23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

عندما تتنفس المنطقة الصعداء

عندما تتنفس المنطقة الصعداء

الاوضاع السياسية المعقدة الحالية التي يمر بها العراق و بعض من دول المنطقة، ولاسيما سوريا و اليمن، تتعلق بشکل او بآخر بالتدخلات المتباينة التي يقوم بها النظام الايراني في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وان حجم و نوع التدخل فيها قد تجاوز في بعض الاحيان الحدود المألوفة و اکتسب طابعا يمکن نعته بأوصاف غير حميدة.
وفي الوقت الذي تتحدث تقارير مختلفة عن أن تدخل النظام الايراني في هذه البلدان الثلاثة تحديدا يسير بإتجاهات تخدم في الاساس أجندة و أهداف ضيقة خاصة به دون غيره، فإن النظام يوحي من خلال وسائل إعلامه و کأنه يبذل کل جهوده من أجل خير و مصلحة شعوب هذه الدول، والانکى من ذلك کله، ان الملالي يتحدثون و بکل صفاقة عن شجبهم و إدانتهم للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة من قبل الدول الغربية و خصوصا فيما يتعلق بالدور الامريکي في المنطقة، والذي يثير السخرية تماما هو انه قد کان لهذا النظام دور أکثر من بارز في المساعدة على إستقدام الامريکيين الى”أفغانستان”و”العراق”، ولذلك فإنه آخر من يحق له التحدث عن التدخل الامريکي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
لقد أوصل التدخل المفرط لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الشؤون الداخلية في اليمن الاوضاع الى مفترق حساس و استثنائي وليس هناك أي طرف سياسي لايقر بحقيقة تعقد و صعوبة الاوضاع بسبب من تدخل نظام هذا النظام، کما ان الدور الحالي له في سوريا التي تشهد أوضاعا دموية إستثنائية، هو دور بالغ السلبية إذ دفع بالاوضاع في هذا البلد أيضا الى مفترقات خطيرة جدا حيث نرى النظام السوري يقوم بقتل المئات من أبناء الشعب السوري المنتفضين بوجهه يوميا، کما نشهد أيضا قيام مجاميع مشبوهة تابعة للنظام و مأجورة و مسيرة من قبل قوات الحرس الثوري المستقرة بأعمال عنف و تحريض طائفي من أجل حرف الثورة السورية عن سياقها و طريقها الصحيح، أما في العراق، فإن الحديث ذو شجون، ذلك أن النظام الايراني و من خلال تدخلاته غير المحدودة في الشؤون الداخلية قد فاقت و تجاوزت کل التصورات، وبات النظام السياسي برمته في العراق رهين بيد مصالح و أجندة و أهداف النظام الايراني وتؤکد العديد من الاوساط السياسية المطلعة بأن طهران قد باتت تقوم بإملاء طلباتها ليس على الحکومة العراقية فحسب وانما حتى على أطراف سياسية عراقية أخرى مما يشعل ضوئا أحمرا بخصوص المدى الخطير الذي وصلت إليه الاوضاع في العراق.
ان المنطقة بخطر طالما بقي النظام الايراني و ان الشرط الوحيد لضمان الامن و الاستقرار في المنطقة هو قطع أيادي النظام الايراني و الحيلولة دون تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وهذا الامر لن يحدث طالما بقي هذا النظام قائما إذ انه يعتاش على تصدير المشاکل و الازمات الى الدول الاخرى ولذلك فمن الضروري بل و الواجب على دول المنطقة و العالم أن تبادر الى مد يد العون و المساعدة للقوى الوطنية الايرانية المقارعة بوجه الفاشية الدينية و خصوصا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يشکل مرکز الثقل في ميزان القوى السياسية في إيران، ويوم يسقط هذا النظام سوف تتنفس المنطقة الصعداء و سيدرك الجميع يومئذ أن المنطقة قد صارت بأمن و أمان بعد رحيل هذا النظام.

 [email protected]