23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

عندما تتنتزع الروح الوطنية من العمل الحكومي !

عندما تتنتزع الروح الوطنية من العمل الحكومي !

المعروف لدى العالم بجميع اشكاله ان تميز الشخص في عمله يجعل منه مشروعا للترقية من قبل الادارات التي يعمل بها وان تكليف الشخص بإدارة عمل معين في اغلب دول العالم مبني على ضوابط تشبه الى حد ما العقد بين طرفين. طرف يراقب وطرف ينفذ وفي الغالب ان كلاهما يعمل على ان يكون العمل وفق الافضل وعند انتهاء مدة التكليف نجد الشخص المكلف قد حزم حقائبه وامتعته ليغادر المكان الذي اداره بهدوء الا اذا حصل وقام الطرف الاخر بتجديد التكليف مدة زمنية اضافية قبل ان تنتهي مدة التكليف .
وفي جميع دول العالم يكلف الشخص الناجح بان يستمر بعمله بل وتتم ترقيته لما انجزه من اعمال مهمة خلال مسيرة عمله . هذه الثقافة التي تتمتع بها اغلب شعوب الارض هي جزء من ثقافات عديدة يصب مجملها في خدمة اوطانها وبذلك تتشكل جزء من الهوية الوطنية لديها حتى اصبح جانب من تعريف الهوية الوطنية هو احترام الوقت والعمل والتطوير والبناء وتأصلت لدى شعوب العالم غريزة حب التقدم والاهتمام بسمعة البلد ونظافته التي انعكست على شوارعه وازقته وحواريه كل ذلك اصبح ثقافة تأصلت لدى الشعوب نتيجة لتأصيلها لدى قياداتها بعد ان هيأت مستلزمات الحياة الضرورية لكل مواطن ..
وفي اغلب دول العالم تعتمد الخبرة والمهنية قبل الشهادة ولذلك نبغت العديد من الشخصيات العلمائية بل وحتى في العراق نبغ لدينا الكثير من الذين لا يحملون شهادات لكنهم اثبتوا جدارة وصنعوا لهم اسماء وكان من بينهم العلامة الاستاذ حميد المطبعي وغيره -اما نحن في العراق فنسير وبكل اسف عكس التيار . فمنذ الأحتلال في العام 2003 وحتى يومنا هذا نعيش احداث مؤسفة اثرت بشكل سلبي على التركيبة الاجتماعية والنفسية لدى المواطن الذي كان يأمل في ان يتحول العراق الى حالة من النهوض في مجالات الحياة المختلفة سيما وانه البلد الاغنى في العالم لكن تلك الآمال ذهبت ادراج الرياح نتيجة للعوق السياسي الذي شهده العراق والاحداث التي رافقت سقوط النظام السابق والتي مازالت مستمرة حتى الان .
من اهم المفاصل التي اصابها الضرر في الحياة العامة هي الوظيفة الحكومية والتي تحولت عام بعد آخر الى وسيلة للأرتزاق بدلا من ان تكون عملا وطنيا خالصا يسهم في بناء البلد ويعزز من قدراته ويعيده الى الساحة العالمية –ومن نتاج تلك الحالة المؤسفة ما نشاهده ونلمسه من البعض الذين يتجولون بين اروقة مقرات الاحزاب الحاكمة حاملين معهم سيرتهم الذاتية للتوسل من اجل الحصول على منصب هنا او هناك وبدلا من ان يترك للمؤسسة او الوزارة امر اختيار من يتصدى للمسؤوليات راحت تلك المؤسسات والوزارات تفتح ابوابها لهكذا تصرف وهو امر محزن يعطي ذريعة للمتصيدين في انتقاد المؤسسات والوزارات بل وحتى الحكومة – ومن نتائج هذه الحالة نجد ان مستوى العمل في الكثير من المؤسسات وبخاصة الجامعات قد اصابه شيء من الخلل كون الكثير من المسؤولين ونتيجة للشائعات يشعرون ان بقائهم في مناصبهم اصبح مرتبك ومن الممكن ان يعفى احدهم في أي لحظة وقد لمع نجم المعتمدين في تلك المؤسسات الذين يأتون بالبريد الوزاري من خلال الاتصالات التي تردهم من اعلى المسؤلين متسائلين ان صدر امر اعفاء ام لا –
المطلوب من الجميع ان يعيد حساباته من خلال نشر ثقافة الوطنية في الاداء الحكومي وان نعطي للعراق الحصة الاكبر من العمل واظن ان خدمة الوطن واجب شرعي وهي من سمات الشعب الاصيل — هي مناشدة مخلصة الى جميع الاحزاب الحاكمة والمعارضة ان يعملوا باتجاه حب العراق والافادة من تجارب الماضي واين وصلت الاحزاب التي حاولت السيطرة على مقدرات الشعوب — ارجو ان يكون كلامي مقبولا لأنني اعتقد بصحة المثل الشائع الذي يقول (الي يحبك يقول كتلك – والي ما يحبك يقول ردت اكلك) الذي يحبك يقول قلت لك ومن لا يحبك يقول اردت ان اقول لك – مع مودتي لكل الوزراء وبخاصة العزيز معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي
[email protected]