في الصغر عندما تعلمنا السباحة، اول شيء اخبرونا به، عندما تجد الأمواج اتية بأتجاهك توقف فوراً عن السباحة، واترك الموجة تمضي، ثم اكمل سباحتك، وبذلك تكون اخذت قسطاً من الراحة، ووفرت جهداً كبيراً، كان سوف يضيع ان قاومت الموجة.
ومنذ ذلك الحين اخذت اطبق نظرية تعلم السباحة، على مجمل الحياة التي اعيشها
فلا اتكلم عندما لا يوجد احد يستمع الي، ولا احاور من اجده متعصب لرأي حتى يترك تعصبه، ولا اتحدث بما اجهله، فوفرت على نفسي الراحة والتعب الذي لا طائل منه.
وأنا متيقن لو ان الشعب العراقي طبق طريقة تعلم السباحة لكان حالنا افضل بكثير مما نحن فيه اليوم.
لكن مشكلتنا بأن اغلبنا يحاول ان يتحدث حتى في وقت تزدحم فيه الأفكار، ولا يوجد هناك من يستمع اليه، يتحدث في كل شيء، سياسة، حرب، تاريخ، دين الخ من الأمور التي تتعلق في الشأن العراقي.
واحياناً كثيرة يذهب ابعد من ذلك فتراه جالس في العراق، ويتحدث عن الشعب الأيراني وحكومته، سلباً او ايجاباً، او عن الملك سلمان وتولي ابنه لدفة الحكم من بعده.
والمشكلة انه لا ينقل خبر ما يحدث فقط، انما يتناوله بالتحليل ويبني عليها مواقف، حتى الدول ذات الشأن تستغرب منها، فترى الحدث الذي يكون في دولة اخرى، ينعكس علينا كأنه موجا عاتي، فيقسمنا الى اضداد متعددة.
نعم ان اردنا ان نكون شعب مثل باقي الشعوب المتحضرة، يجب ان نتعلم ان نصغي اولاً، ونتابع الأمور بعناية ودقة، و ان نترك الحديث لأصحاب الأختصاص، ثم نبني بعد ذلك قراراتنا.
اما استمرارنا بالركض خلف كل كلمة او اشاعة، يصدرها زيد او عمر، يجعلنا نفقد بوصلتنا، ونضيع بسهولة في هذه الأحداث المتسارعة.
فقد غرق الكثير من السباحين من خلال أستهانتهم بموجات قادمة، ظنوا انها بسيطة، و ان ما يمتلكون من قوة جسمانية ومهارة في السباحة، تجعلهم يتغلبون عليها.
لكن الحقيقة عند تزاحم الأمواج يغرق حتى الأبطال احياناً
وعراقنا مقبل على موجة عاتية، سوف تجلب معها الكثير الكثير من الأشاعات والكذب.
لذلك يتوجب علينا ان نكون بمستوى هذا الموج، ونجيد التعامل معه.