23 ديسمبر، 2024 9:13 ص

عندما تتكلم الصراصير ؟!

عندما تتكلم الصراصير ؟!

عادت دورة القذارة و مسلسل تدوير النفايات من جديد حين بدأ المرشحون المعروفون والمجربون بالدعاية الانتخابية وبدأت الوعود بالعطايا والهبات تتساقط على رؤوس الناخبين كأنها وابل من غيث الصيف الذي يسقط على حين غرة دون أن يسقي زرعاً أو يترك بللاً أو يروي ظمأً, أو بالأحرى كالسراب الذي يتراءى ماءً لمن يلعق شفتيه اليابستين من شدة العطش دون أن يحظى برشفة منه ليرطب جوفه المحترق.
وكالعادة, بدأ المختبئون خلف أسوار المنطقة الغبراء بالخروج من صوامعهم وجحورهم وكأنهم صراصير تخرج من جوف البالوعة بروائحهم النتنة و قبحهم البادي للعيان ضانين أنفسهم بأنهم فراشات تحلق فوق الأزهار متناسين أنهم أتوا على الأخضر واليابس ولم يبقوا في البلد سوى الأرض الجرداء الخالية من الزرع والضرع والسماء الحمراء الملوثة بكل أنواع الملوثات والمدن المحطمة المطلية بلون الدماء و البنى التحتية المهدمة والأمية المتفشية والجهل المدقع والفقر المفزع حتى وصلت مستويات الحياة إلى ما دون الصفر ناهيك عن الفساد الذي تعدى كل الخطوط حتى أصبح البلد في أدنى قائمة النزاهة العالمية؟!! المضحك المبكي, حين يخرج أحد المسوخ البشرية الذي كان بالأمس القريب يدعو إلى استنساخ سيده الخرف من الانقراض وكأنه اينشتاين أو أديسون الذين أنارا طريق البشرية!! ثم يطل علينا على شاشة التلفزيون بسحنته الغبية ليدعي بأنه ينتمي لتيار خماسي عظيم أطلق عليه الخمسة أصحاب الكساء؟!!
لا أعلم من أي جهة وجد شبها بين كتلته الحقيرة بكل من فيها من أولهم حتى أخرهم ومن معممهم حتى أفنديهم وبين أصحاب الكساء؟ من أنتم أيها الفجرة؟ هل تعلم بأنكم من تنطبق عليهم مقولة مظفر النواب (إن حظيرة خنزير أطهر من طاهركم)؟ كيف تسول لك نفسك المريضة بأن تشبه تلك المسوخ والنكرات بأعظم خلق الله؟ أين أنتم من محمد وعلي وفاطمة والسبطين؟ والله لن تصلوا حتى لقذارة أبي لهب!!
لقد بيضتم كل وجوه طغاة وجبابرة التاريخ بأفعالكم المشينة!! خمسة عشر عاما من حكمكم لم تصل لها أسوأ فترات التاريخ ولم يضاهيها حكم وظلم أقذر الطواغيت القابعين في قعر مزبلة التاريخ, لم يسجل التاريخ منذ فجره أسوأ مما فعلتم في عقد ونصف, لقد فقتم فرعون و نيرون وهتلر وفرانكو وتشاوتشيسكو ومن لف لفهم بأفعالكم ثم تخرج مبتسما لتشبه كتلتك بأصحاب الكساء؟ ألا قبحك الله وقبح كل من ينتمي لكتلتك البائسة.
والله ثم والله لقد أساء هذا الغبي كل الإساءة لأطهر البشر بتشبهه وأمثاله بهؤلاء العظام, ولو أن هناك واع يعي جسامة ما تغوط به هذا الأرعن من فمه لخرج الشعب إلى الشوارع مطالبا بسحلهم, لقد نسف كل القيم وكل المثل بهذا التشبيه, متى تصحون؟ متى تعون بأنكم أصبحتم وباء ينخر جسد العراق وأهله؟ متى تعلمون أنكم لستم سوى مسوخا بشرية لا تطاق؟ وكوابيس تلاحقنا حتى في يقضتنا! ألا تستحون من أنفسكم حين ترون وجوهكم الكالحة التي تعكس صور الخنازير في المرآة؟ أم أن مرآتكم أصبحت منافقة مثلكم؟
لو كنتم تعلمون كم يمقتكم هذا الشعب لما خرجتم من جحوركم العفنة, ولو فكرتم لبرهة بما قدمتم لما أريتم وجوهكم لأحد, ولو علمتم أنكم جميعا دون استثناء صرتم تتغوطون من أفواهكم لا من أدباركم لما نطقتم بحرف واحد ولدفنتم أنفسكم قبل أن يأتي اليوم الذي ستسحلون فيه كما تسحل الجيف لترمى في قعر المزابل.
والله سيأتي يوم تتحسرون فيه على ما اقترفت أيديكم وما نطقت به أدباركم وستندمون على اليوم الذي دنستم هذه الأرض حين نزلتم من أرحام أمهاتكم بل ستلعنون نطفكم القذرة التي تكونتم منها عندما كانت في ظهور أبائكم! ألا سحقا لكم وتبا لكم ولكل من ينتخبكم ويروج لكم ويدعو لقوائمكم وكتلكم سرا وعلانية وسحقا لأمريكا وبريطانيا اللاتي جمعنكم من قعر المزابل لتنشركم في أرض العراق الطاهرة.