قبل أيام قلائل فوجئنا بخبراً صادم والحقيقة” هو ليس بصادم فقط بل أكثر من الصادم نفسة ” وهذا ليس من نسج خيال الكاتب لا سامح الله ! بل أنها حادثة واقعية جرت في مخازن الحبوب الافقية بالنجف الاشرف “ومختصر الحكاية ” هو أن مجموعة من الطيور الُمدججة بالسلاح ذات المناقير الكبيرة أقتحمت مخازن الحبوب في مدينة النجف الإشراف” فاتكان الشيعة” وسرقت أكثر من750 طن حنطة وليس شعير! أي ما يعادل قيمة الحنطة المفقودة 420 مليون دينار عراقي؟ واستطاعت بحنكتها المعهودة أن تنجو هذه القوة من فعلتها دون أن تكتشفها كاميرات المدير الحذق والتي تسجل كل شاردة وواردة على الموظفين ويبدو ان إنقطاع الكهرباء حال دون التسجيل ، ولربما كانت في اجازة وقتية حالها حال الموظفين ؟ لتأتي فيما بعد الحكومة المحلية لتصفها “بالجريمة” متوعدهً الجُناة بالقصاص منهم ولو بعد حين ا! وكما هي جرائم العراق فقد قُيدت الجريمة ضد مجهول كالمعتاد ؟ لكن والحق يقال فإن الحكومة الاتحادية أسرعت جزاها الله خيراً بفتح تحقيق عاجل وتشكيل لجنة عالية المستوى لمعرفة ملابسات الحادث والنظر بهذا الخرق الكبير لسيادة المحافظة محملين الطيور المهاجرة المسؤولية كونها تستخدم أجواء العراق بدون موافقات رسمية ، أي أنهم برءوا الطيور المحلية مسؤولية هذا العمل الغادر و الجبان وهذا يعني أننا لم نحصل على لحوم تلك الطيور السمينة مع الأسف ؟ انما يستفيد منها أحد دول الجوار مصدر هذه الطيور ! وما علينا إلا تسمينها لتقدم طبقا شهياً ؟ لا أعرف عن اي سخرية يتحدثون هولاء! وعن أي شعب هذا الذي تنطلي علية حكايات العجائز هذه !وعن أي مستقبل ينتظرنا ؟ الم يكتفوا بكل ما حدث ! إنها تذكرني بكارتون” حكاياتي جدتي “وان كان ذلك للطرفة والمزاح ؟ حكايات وقصص مُخجلة جداً من نسج الخيال لا بل ابعدٌ من الخيال ذاته، وبطبيعة الحال هذا أمر طبيعي اعتدنا سمعاهُ بين الفينة والأخرى فقبلها كانت هنالك جريمة أخرى تم (تَسويتها وغَلقها) فعلها محافظ البنك السيد العلاق عندما أعلن بأن ملايين الدنانير أي ما يُقدر (بعشرة مليارات دينار) قد القت حتفها بعد تعرضها للغرق كونها ثقيلة لاتعرف السباحة بعد هطول أمطار كثيفة في العاصمة نتيجة صخرة عبعوب! ؟ وكان ذلك حديث الشارع آنذاك بيد أن الشارع سرعان ما تناسى ذلك وهذا أمر مُستحسن بان الشعب العراقي يتمتع بخاصية فريدة من نوعها وهي ( سريع النسيان ) يتفاعل مع ساعة الحدث فقط وينتهي بانتهاء تأثيرها اي بعد أن تمر عليها فترة وجيزة من الزمن تصبح نسياً منسياً ، وتصبح على السن القليل الذين لا يشكلون أي قيمة (أمثالي) لذلك يكون حديثنا لا قيمة له بل وربما يعرضنا للمسائلة لأننا نقع بالمحظور أحياناً ؟ من المعروف جيداً أن بلدنا بات أسير مافيات كبيرة تَعتاشُ على الأزمات وتَمتهنُ فَن الخداع والتظليل ويسيلُ لُعابها على كل فلساً بهذا البلد من خلال منظومة كبيرة للفساد ربما تقف خلفها جهات متنفذة بما باتت تسمى” بالدولة العميقة” والتي هي كالأخطبوط تمد اذرعها شمالا وجنوباً ولا تبالي بأي شيء لأنها معُدة سلفاً من أجل فئات معينة؟
ومن خلال ذلك استطاعت مافيات الأحزاب أن تسرق دون النظر بردة الفعل لأنها تعلم النتائج مسبقا أنه لاشي يحدث واذا أردنا الحديث عن هذا الأحداث فإنك ستتفاجى بعشرات الجرائم المنظمة لا بل المئات من هذا الجرائم التي لا تصدق ولايقبلها “العقل والنقل “ولا المنطق لكنها فعلا حدثت وابطالها ليسوا “كومبارس “بل هم ممثلون حقيقيون ونجوم كبار من الرعيل الأول أنهم يتقنون هذا الفن المستحدث على الشعب العراقي ، وليس من المنطق القول بأن من يقوم بهكذا اعمال هو شخص واحد انما الحديث عن منظومة كبيرة وشبكة من المفسدين.
وفي الحقيقة فان ما دفعنا للكتابة حول هذا الموضوع ليس مبلغ المال الذي لا يساوي شي امام ما تمت سرقته ! إذا ما تحدثنا عن سرقات بتريليونات وانما في حجم السخرية والتحايل على القانون وبات لا يهمهم حتى المجتمع الذي يتفاعلون معه لان المجتمع مع الأسف بات يتماشى مع هذا المستحدث وبات ينظر للسارق بذات العين التي يرى بها الشخص النزيه، لا بل يحصل على مكانة اجتماعية مرموقة لأنه عندما يأتي في مجلس عزاء مثلا او في أفراح فإن فريقا يسير خلفة ويدعو له بالخير والبركة ويدعون بالويل والثبور على النزية، لذلك لا غرابة بأن تشهد مشافي البلد اليوم انهيارا كبيرا ونقصا في العلاج والأدوات الأخرى لان السراق لم يتركوا شي مهما كانت قيمته، وعلينا أن نبقى نتساءل فقط دون أن نحصل على اجابة…؟