في هذه المرحلة والتي اعلن بها الأمريكي بداية سحب قواته المحتلة من شمال شرق سورية،وهنا من المؤكد أنّ صمود سورية كان هو الضربة الأولى لإسقاط وهزيمة كلّ المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهو فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة ،وبغضّ النظر عن نوايا واشنطن من وراء اعلان انسحابها من شمال شرق سورية ، وبغضّ النظر عن تحالفات أمريكا مع بعض المجاميع المسلحة في سورية، بحجة محاربة “الإرهاب المصنّع والمنتج في دوائر الاستخبارات الغربية “مع أنّ خفايا ما وراء الكواليس كانت تؤكد أنّ هذه التحالفات كانت تحوي الكثير من الأجندة الخطيرة على مستقبل سورية»، ونعلم جيداً انّ المستهدف بهذه التحالفات هو سورية الدولة التي تحقق اليوم انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مؤامرة قذرة استهدفتها طيلة سبعة أعوام ونيّف.
وهنا لايمكن انكار حقيقة ،أن الأمريكي وبعض أدواته الاقليمية والداخلية بالداخل السوري كانوا بدورهم يحاولون وما زالوا يحاولون المسّ بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة السورية، فالأمريكي أظهر منذ بداية الحدث السوري رغبته الجامحة بسقوط سورية في أتون الفوضى، ودفع كثيراً باتجاه انهيار الدولة والنظام السياسي، فكانت له صولات وجولات في هذا السياق، ليس أولها دعم المجاميع المسلحة بالسلاح وتنفيذ ضربات ضد سورية إسناداً للجماعات المتطرفة ،في محاولة يائسة حينها لإسقاط سورية ،وباءت كل هذه المحاولات الأمريكية بالفشل ،وانتصرت سورية وانهزمت أمريكا .
وختاماً ،وبالمختصر ،ما يهمّنا اليوم وتزامناً مع اعلان أمريكا هزيمتها في سورية والانسحاب من شمال شرقها ،هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد أكثر من سبعة أعوام على الحرب عليها، أن تستوعب حرب أميركا وحلفائها، وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول، وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة، وفي هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية قد حسمت قرار النصر وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وغيرهم، فسورية الدولة اليوم تسير في طريق واضح المعالم لتكوِّن محوراً في المنطقة، رغم ما تعرّضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها من قبل محور العدوان.