كسر ارادة واثبات وجود

ولا يهم ان تموت الشعوب

من يملك السماء

هو من يملك الانتصار

الخاسر والرابح في الحرب

كلاهما خاسران

كلاهما قدما الحياة قربانا

ومات الانسان

وماتت الحياة

….

محرق

هو رجل من الزمن القديم

زمن الجاهلية

زمن العنجهية

زمن يرى الرجل نفسه في الولد الذي يولد له فهو الوريث وهو ولي العهد وهو السند بل يرى فيه الحياة كل الحياة.

زمن يرى في الاخ نفسه وعضده وسؤدده ويرى فيه العزة والفخر اذ يكون له اخ .

محرق هذا هو (عمرو بن هند الملك) وكان رجل من بني تميم يدعى(  سويد بن ربيعة التميمي ) قد قتل اخاه (سعد ) وهرب وهذا امر عظيمزلزل (عمرو بن هند) ولهذا أقسم ان يثأر للقتيلوان يكون الثأر عظيما وقاسيا بحجم حزنه والمه.

حين زاره وفد ذوي القاتل يطلبون العفو والصفح ومستعدون لتقديم الدية كما هو متعارف عليه آنذاك…..

قال:

سأعفو …ولكن حين يتم تنفيذ واحد من ثلاثة شروط ….

سمعوا له وانصتوا لعلهم يتوصلون الى قرار يوقف سيل نزيف الدماء وينتهي ذلك الثأر.

لكن محرق فاجئهم بتلك الشروط وادهشهم ….!!!!!

تلك الشروط كانت من المحال….

محرق قال:

الشرط الاول ان تنزلوا لي نجوم السماء…!!!

أية عنجهية…وأية جهالة …واي تبجح ابداه محرق هذا ولهذا ابدوا له رفضهم واستحالة تنفيذ هذا الشرط المستحيل الذي تعجز عنه قدرة الانسان ….

محرق بين شرطه الثاني قائلا:

الشرط الثاني هو ان تأتوا لي بالقتيلحيا…!!!!

صمت الجميع ونظر بعضهم الى بعض مندهشين من هذا الشرط المستحيل وبينوا له استحالة هذا الامر.

فقال سيكون ثأري عظيما .

سأقتل بأخي مائة قتيل وان كان هذا لا يطفأ نار غضبي .

اي غضب هذا …أنه انتهاك لكل قوانين الارض والسماء لكن العنجهية تزين لهذا المجرم تنفيذ الثأر وسفك الدماء.

وهذا ما حصل……

وحقا حقا اقدم (عمرو بن هند الملك) واحرق ضحاياه بالنار .

لهذا لقب بالمحرق لأنه نال ثأره بأحراق تسعة وتسعين من بني تمتم من ضمنهم امرأة عجوز وجدها بجوار بيتها وحين سألها عن عائلتها قالت لي زوج وابن واخ قال لها متسائلا:-.

اين هم…؟

اجابت دون خوف او وجل بنبرة مستهزء

هذا سؤال أحمق ..!
ولماذا…؟
لانهم لو كانوا حضورا لمنعوني منك…
نعم ولولا اني اخاف ان تنجبي لي ولدا مثلهم لاستبقيتك وتزوجت منك.

لم يتورع ذلك المجرم من احراق امرأة عجوز …..!!!!!

لقد اقسم ان يقتل مائة من بني تميم وكان لحد الان قد قتل (99)بضمنهم امرأة وهو رجل لم يتعود ان ينكث القسم او يأتي به ناقصا فهو وفي وهو يدرك ان من الوفاء ان يبر قسمه ولهذا انتظر ضحيته الاخيرة وكان له ذلك حين اقبل رجل من البراجم هو (عمار بن صخر التميمي) اخرجته الحاجة والجوع لطلب الطعام له ولعياله فشم رائحة الشواء عن بعد واسرع الى حيث الرائحة فاذا هو وجها لوجه امام المحرق ….

وحين ساله من تكون وما خروجك…علم ان له صلة ببني تميم فامر بقتله وقال هذا البيت ( ان الشقي وافد البراجم ) واصبح مثلا متداولا على مر الزمان ..

………………………………….

فجروهم

شياطين الحروب

 لم تكن في سبات

ولم تشغل افكارهم صورة للحياة

ولم تسكن قلوبهم رحمة

ولا ارقتهم لحظة استفاقة الضمير

ولا راعهم لهب الحرائق

وانتشار النار

ففي كل لحظة

في الارض انفجار

وفي كل يوم

في السماء غيوم

لكنها عقيمة

كما الريح العقيم

ليس فيها من مطر

حملها نار

وتنشر الموت الزؤام

وفي كل شبر من الارض

شرار

ضئيل   ضئيل

لكنه بعد حين

تراه غولا يحصد الارواح

ويزرع الموت

بامر شياطين الحروب

الصراخ المتعدد الافواه يقول

دمروا ….اقتلوا…حطموا

فكل امر مباح

شياطين الحروب

لم تكن في سبات

بينما الناس تحلم بالسلام

شددوا قبضتهم

ونفذوا خطتهم

لينزلق العالم

كل العالم

الى حرب لا تبقي ولا تذر