23 ديسمبر، 2024 9:29 ص

عنجهية النظام الايراني بوجه العالم

عنجهية النظام الايراني بوجه العالم

حاول النظام الايراني بطرق مختلفة التقليل مما أثير عن تشدد وتطرف الرئيس الجديد ابراهيم رئيسي، وبنفس السياق بذلت بعض القنوات والاوساط الاعلامية المحسوبة على النظام الايراني نفس الشئ ومن إن رئيسي يٶمن بالحوار ويريد التعاون والتنسيق مع بلدان المنطقة والعالم من أجل حل المشاکل وإستتباب الامن والاستقرار، لکن لايبدو أبدا بأنه کذلك خصوصا بعد إلقائه لکلمته المسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 من الشهر الجاري.
رئيسي الذي کان قد أوحى في بداية فوزه بالانتخابات الرئاسية الاخيرة المثيرة للجدل، بأنه على إستعداد للتباحث مع دول المنطقة والتعاون والتنسيق المشترك من أجل حفظ الامن والاستقرار، ولاريب إن أساس خلخلة أمن وإستقرار المنطقة والاوضاع المتوترة فيها يعود الى تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة ولاسيما تشکيله لأحزاب وميليشيات عميلة مٶتمرة بأمره، وإن الضمان الوحيد لإستتباب الامن والاستقرار في المنطقة هو أن يتوقف هذا النظام عن تدخلاته ويتم حل هذه الميليشيات، لکن الذي قاله وأکده رئيسي في کلمته أمام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، کان على الضد من ذلك!
إستبعاد رئيسي في کلمته أن تشمل المفاوضات مع الدول الغربية والولايات المتحدة تطوير بلاده للصواريخ أو دعمها لما وصفه بـ”محور المقاومة” في إشارة إلى الميليشييات الإقليمية التي تدعمها وتمولها بلاده، يعني وبصراحة فجة إن النظام الايراني سيظل متمسکا بتطوير صواريخه وبميليشياته العميلة وکلا المسألتين تٶثران سلبا على الاوضاع في المنطقة بصورة سلبية خصوصا إذا ونحن نعلم بأن هذا النظام يقوم بتزويد الحوثيين بالصواريخ وبالطائرات المسيرة من أجل إستخدامها ضد السعودية مثلا، کما إنه يقوم بتزويد ميليشياته في العراق أيضا لإستخدامه ليس ضد دول المنطقة الاخرى فقط بل وحتى ضد الاطراف السياسية التي لاتتماشى معه کما حدث مع قصف مواقع في إقليم کردستان العراق.
کلمة رئيسي هذه وأمام إجتماع مهم بهذه الصورة، وتأکيده على تمسك نظامه بالتدخلات ودعم الميليشيات العميلة والتمسك بالصواريخ وتطويرها، يمکن إعتباره بمثابة تحد سافر وصلف للعالم کله وذلك بإبقاء هکذا حالة شاذة لاتنتمي لهذا الزمن، يٶکد مرة أخرى بأن النهج الذي يقوم عليه هذا النظام والذي يعتمد على ثلاثة رکائز أساسية وهي قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في المنطقة والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، لايمکن لهذا النظام أن يتخلى عنه أبدا وهنا لابد من التذکير بأن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، کانت قد أکدت لأکثر من مرة بإستحالة أن يغير هذا النظام لنهجه ومن إنه غير قابل للتغيير من داخله ولذلك فليس هناك من طريق أمام العالم من أجل مواجهته سوى بدعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام.