العنتريون .. يجعلون من احلامهم مخدرا يسقونه ال ، فيتبعهم هؤلاء بلا اعين ، شاهرين سيوف المؤازرة ، ماضين الى جنة موعودة .
وحين يثور الرصاص ويتخاطف فوق الرؤوس يهرب احفاد عنترة الى جحور الاختفاء ويبقى المخدوعون طعما له .
ولو كانت العقول ترفض سحر المخدر ونشوته ، وتفكر بأن ما وراء جنة الاوهام تقبع نار حامية ، لبادر اصحابها الى الى اختصار الحروب الكبيرة بطلقة واحدة يسددونها الى رأس احمقهم فينتهي كل شيء فورا .
*
ما من حكيم يدعو الى الحرب ..وما من شجاع حقيقي يقرع طبولها . وما من عاقل يخرب حياة امة من الناس من اجل بعض الاحلام . الاحمق وحده من يتعنتر ويتحدى من هو اكبر حجما منه ويحشد لها لانه يراها اول العلاج .
*
اكثر حمقى التاريخ .. كبارهم وصغارهم ، حصدوا المهانة والذل في نهاية الامر ، ومع ذلك لم يتعظ منهم من جاء من بعدهم فلبسوا الثياب نفسها .
*
في العراق ..وكلما انطفأت نار حرب ، ظهر لنا عنترة بائس ليشعل اختا لها ، وحين تتمكن الاوهام منه ، يتمادى في اشهار سيفه عاليا ويدعو الناس ان تمشي وراءه.
اليوم .. وكما شعر عنترة الامس بقوة الصفعات فهرب مبكرا الى حفرة الجبن ، وجد مثيله الجديد نفسه في حضن الواقع بعد نوم طويل في حضن الاوهام ، وعرف ان سيفه من خشب ولايقوى على ثلم سيف العراق المصنوع من حديد التاريخ الصلب ، لذلك بدأ يفكر بلاشك الى أي مغارة سيلتجئ .
*
دائما وابدا ..العتب على الشعوب الطيبة .
فكلما غازل عواطفها فارس من ورق ، تركت شمس الحياة الدافئة وتبعت غيوم الوهم العقيمة لتدفع من اجلها ارواحا غالية .