23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

عنتريات إيرانية على حساب العراق!

عنتريات إيرانية على حساب العراق!

في ذروة تراجع المواقف الايراني على مختلف الاصعدة بسبب السياسات التوسعية التي يفرضها المشروع السياسي ـ الفکري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أن صار واضحا للعالم کله مدى الرفض الشعبي العارم له و تزلزل شعبيته و تراجعه الى الحضيض، فإن طهران تسعى لإرسال رسائل نارية و حادة اللهجة لأمريکا و البلدان الغربية على حساب العراق و شعبه، من أجل إبراز عضلاتها و إثبات قوتها.
علي أکبر ولايتي، مستشار المرشد الاعلى الايراني للشؤون الدولية، صرح مؤخرا خلال زيارة له لبغداد برفض النظام الايراني للتواجد الامريکي و حلف الناتو في العراق وإن الحشد الشعبي سيکون لهم بالمرصاد! ولايتي و نظامه لم يکن بالامکان أن يکون لهم هکذا دور و نفوذ في العراق لولا الغزو الامريکي للعراق و الذي کان النظام الايراني بمثابة”أبرهة”له مثلما أدى نفس الدور بالنسبة للغزو الامريکي لأفغانستان، واليوم وبعد أن تتضارب المصالح بين الامريکان و الايرانيين، فإن طهران تسعى للتصعيد على حساب العراق مرة أخرى، وهي إذ تتراجع وعلى مختلف الاصعدة أمام واشنطن و تقوم بتقديم التنازلات تلو التنازلات خلف الکواليس للأمريکان و الغرب، فإنها تطلق تصريحات عنترية شعواء يمنة و يسرة من أجل التغطية على تراجع دورها الاوضاع السيئة التي تعاني منها داخليا و إقليميا و دوليا.
هذا النظام الذي يسعى لإظهار نفسه کقوة عظمى و يناطح الدول الکبرى، لکنه في الواقع لايستند على بناء تحتي متين من جانب ولاعلى شعب مؤيد له ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار کون أکثر من نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر بإعتراف مسؤولين إيرانيين الى جانب وجود قرابة 12 مليونا يعانون من المجاعة، بل وإن الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت بوجه النظام و طالبت بإسقاطه، فقد کان السبب الاساسي الاوضاع المعيشية الرديئة التي يعاني منها الشعب الايراني منذ أکثر من ثلاثة عقود.
وإذا ماوضعنا کل شئ جانبا و تجاهلنا مزاعم النفخ و التحديات الايرانية الفارغة، فإننا نجد إن تصريحات ولايتي هذه، هي في غير محلها وإنه ليس بمسؤول أو ممثل للشعب العراقي حتى ينوب عنهم و يحدد مستقبل بلادهم، بل إن تصريحه هذا يمثل منتهى الصفاقة و عدم الاحترام للسيادة الوطنية العراقية و لإرادة و موقف الشعب العراقي، لکن الذي يثير السخرية و التهکم أکثر هو إن ولايتي قد قام بإطلاق هکذا تصريحات عنترية أمام نوري المالکي، نائب رئيس الجمهورية و حليفهم الاقوى في العراق، ولهذا الامر أيضا أکثر من معنى إذ طالما سعى الاخير لجعل النظام الايراني مهيمنا على کل شئ في العراق.