ظهرت صورته على الشاشة فتحلق حول التلفاز مجموعة من الاهل يستمعون بشغف الى ما تناوله الموضوع الذي اريد منه التعريف بهذه الشخصية التي تفردت بكل ما قدمت من خير حبا لله وفي الله.
عدت الى دفتر الذكريات وصفحات المذكرات فوجدت هذه السطور التي كتبتها عنه ذات يوم.
كتبت بتاريخ قديم
في ساعة محددة اسرع لتغيير المؤشر ليقف عند التردد المحدد لاستمع الى محاضراته التي احرص دائما على ان لا تفوتني.
……………
تربت يداك معلم علَّم الاجيال حب الحياة
رجل لا كالرجال, جبل اشم يسمو للعلا ويقاوم زيف الطغاة .
ما أكثر الطغاة في الازمان كلها, لكنهم في هذا الزمن صاروا كما الايام في كل يوم جديد ,طغاة جدد.
نعم ومن يقف لهم بالمرصاد الا من حباه الله نور الهدى والحق والخير وحب الله وحب الخلق بأجمعهم لله وفي الله.
ايها السيد الذي بإشراقات فكره النير اهتدى كثيرون ممن كانت توشحهم وشاحات الجهل وتسحقهم بمواطئ العماية والضلال الذي يقودهم الى مستنقع الغفلة والتشرذم والتباغض حيث الظلام ويصيح بهم منادي الدجل الى اسواق التخبط والضياع مسرعين الى سراب يحسبه الظمآن ماء لكنه الخسران والضياع.
كان صوتك ولم يزل صوت الحق الذي ايقظ الضمائر ونوَّر البصائر.
يا شيخنا الوائلي كم يحترق القلب في ذكراك وتذكرك ونحن نمجد سيرك الحثيث بل تركاضك السريع للمَّ الشمل وهم يفرقون ولجمع الكلم وهم ينافقون ولقول الحق وهم يزيفون .
هل كان بيانك إلا الوضوح ,وحديثك إلا النصوح, وامثالك كما الورد ومنها العطر يفوح.
يقف القلم صامتا حيث تنقبض عليه الانامل فالفكر تائه في البحث عن اي كلمة تليق بمقامك الكريم وان كانت صفتك الاولى (عميد المنبر الحسيني) وهي اجل الصفاة اذ اقترن اسمك بالمنبر الحسيني عميدا وشيخا ومعلما ومربي وذلك شرف ما بعده شرف .
كتبك التي نشرت ومحاضراتك التي القيت والاقراص المدمجة التي اخذت مكانها في الاسماع والضمائر لم تزل خير صدقة جارية لروحك الطاهرة.
تتحدث عن الاختلاف الذي توحده كلمة الشهادة وتوكد ان الإسلام واحد وان اختلفت المذاهب فهو اختلاف علمي فقط من حيث النظرة الى احكام الآيات ويبقى الدليل واحدا والمرجع واحدا وهو القرآن الكريم والآيات الشريفة وتتحدث عن الاقتصاد الاسلامي وتتحدث عن المجتمع والفرد وكل ما يمت بصلة للحياة الانسانية والعيش الكريم .
دعوتك الخير والسلام وانت رجل السلام والعلم والمثل الاعلى لكل من يختار طريق الخير والسلام والحياة الكريمة.
رحمك الله واسكنك فسيح جناته فانت لم تزل حيا في القلوب ورفيقا للأرواح ولم يزل صوتك يعبر الافاق ويتحدث مفسرا وموضحا ومجيبا ودالا لكل خير بأيمان القلب الذي يملئه اليقين بأن كلمة الحق هي التي يجب ان تقال وان الحق هو الذي سينتصر مهما طال الزمن.