23 ديسمبر، 2024 4:50 م

عمى الألوان السياسي

عمى الألوان السياسي

خيبة امل كبيرة اصيب بها المواطن العراقي وخيمة مزقها الحاقدين على الرؤوس , متقاسمين الاستبداد وتحريك المشاعر باتجاهات متقاطعة , صوت نشاز هو صوت الطائفية والنبرة المتشنجة وداء يصيب النفوس الضعيفة بعمى الألوان السياسي , عراق عرف بالتعايش السلمي وتكامل الألوان لتكون مصدر للجمال والقوة بالتركيبة المتماسكة التي تختل بفقدان احد مكوناتها , قوى تلطخت اياديها بدماء العراقيين لا يشرف وجودها في الساحة السياسية  كالقاعدة والبعث ,  كثير من البيوت والمدن العراقية عراق مصغر وربما تختلف المزاجيات الاّ ان الهدف واحد في مشترك ارضية ذلك البيت , لا نختلف كثيراّ حينما نتذكر حلبجة والانفال واهوار الجنوب وعلماء الدين ومن دفنوا احياء واشلاء الاطفال والارامل والامهات الثكالى , ليكون بذلك العقل الجمعي المجتمعي لا يود سماع صوت الاستبدادية والتفرد والشمولية  , من تضحيات اسست للحرية وكانت الحافز للدفاع عن الشعب العراقي ومدافع عن مشروع الخدمة دون الدفع  للحروب الطائفية ومزيد من الدماء  للحصول على مزيد من الفرص واستغلال المتاح من العمل الديمقراطي بأسلوب رجعي ,  العمل الانساني كرس لغاية من التخادم والتسامح والتواضع لأهداف  نبيلة بوسائل نبيلة من جنسها فإن تكن الغاية شريفة فأنها تصب لعمل الخير والمحبة والصدق دون التحريض لأجل منافع السياسين على حساب مصالح المواطن والتبرء من كل عدو له  , الديمقراطية والعمل السياسي الديمقراطي من اهم ثوابتها احترام  خيارات المواطن وتهيئة الاجواء للانتخابات كي يكون بخيارات دقيقة دون زجه في دهاليز والتهديد بالخطر المجهول والعودة به الى العصبية والعشيرة وتقيد خياراته , لذلك فأن الخيارات لابد من احترامها واثبات الصدقية بالتبادل السلمي والقبول بالنتائج كي تكون مقياس للاداء ودفع للعمل بالأرتقاء والتطور وترك العقد والمخاوف , المهم هنا ان تقبل القوى السياسية بموقعها وتحترم تلك الخيارات دون تعريض المواطن للضغط سواء ان امتلكت المنصب من وزير او سفير بل تعمل كسفير لنواياها الصادقة للعمل الوطني , ومن هنا لابد للقوى التي تدفع للتظاهر ان تحصر جهودها بالمطالب المشروعة   الواضحة ولا تعطي المبررات لاعتبارها مدفوعة من جهات خارجية , مقابل ذلك ان تكون الحكومة جادة وواضحة وتحاور المتظاهرين بصورة مباشرة ومعرفة الهدف الاساس لضمان تنفيذها واخذ الضمانات لمنع تسلق البعض على تلك المطالب وايجاد مطالب جديدة , الحلول لم تكن غائبة انما ما يغيب هي الارادة في ايجاد الحلول  , ومعالجة التشكيك بالتدخل الخارجي من منع تبادل الاتهامات وتعزيز  المشتركات وتقوية الجبهة الداخلية , ومن هنا يكون الدور لمن يعتلي المنابر ان يتزن بالكلام ويعرف المخاطر فيها  عندما يكون اداة يتلاعب بها الارهاب واستهداف المناطق الاكثر كثافة سكانية ومن طيف واحد لأحداث الفتنة وبروز البعث  والقاعدة مرة اخرى , فقد اقسم العراقيون بكل تضحياتهم ان لا عودة للبعث  مازال هنالك عرق وطني ينبض بوفاء لدماء الشهداء ..