29 ديسمبر، 2024 2:11 ص

عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ح8

عملية هروب السجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967 / ح8

بمناسبة مرور 51 عاما على عملية الهروب الكبيرة والشهيرة للسجناء الشيوعيين من سجن الحلة المركزي عام 1967

سننشر قصة ذلك الهروب على شكل حلقات يومية وبقلم الوالد الفقيد حسين سلطان صبي / أبو علي

الحلقة الثامنة

بعض ردود الأفعال حول عملية الهروب من سجن الحلة المركزي 1967

* تصريح لمدير السجون العامة على أثر العملية

نشرت صحيفة الاعلان وهي من الصحف القديمة تصريحا لمدير السجون العام حمدي سعيد بعد العملية نسجل هنا بعض الفقرات منه :

بعد هروب عدد من السجناء من سجن الحلة قررنا الغاء السجن نهائيا أن النفق ينتهي عند جدار السجن المطل على أحد كراجات السيارات ومدة حفر النفق بما لا يقل عن ستة أشهر وطوله أربعة عشر مترا وهروب السجناء الأربعين قد تم في الساعة الخامسة والنصف مساء بعـد أن هدأت حركة العمال في الكراج حيث كانت قد وصلت الى الكراج سيارة حمل من بغداد ، وجاءت بعدها سيارة ركاب من النجف فركبوا بها بحجة انهم ركاب وبعد خروج السيارة شاهد الحارس ثلاثة منهم يخرجون من الكراج فاعتقد بأنهم لصوص ، وقد تعرف الحارس في حينه على النفق .

ان عمليات حفر النفق كانت شاقة للغاية واستعملوا فيها السكاكين والحديد ، وشرعوا بالحفر في غرفة تستعمل كعيادة طبية للمرضى منهم توجد فيها أدوات وأثاث طبية متروكة فكانوا يحفرون ليلا ويضعون الأدوات في مكانها فوق الحفر الى أن أتموا الحفر . أني قد اشعرت مدير الأمن العام بعد زيارتي الى هناك قبل أيام بأني غير مرتاح من وجودهم في هذا السجن ، واني أتوجس خيفة من ذلك ، واننا كنا في طريق اتخاذ اجراءات لنقلهم فسبقونا وتمت عملية الهروب . ان أربعة عشر سجينا قد ألقي القبض عليهم من أصل الأربعين سجينا الهاربين وما زالت التعقيبات جارية لإلقاء القبض على الآخرين وان الاجراءات الأصولية قد اتخذت لإحالة الهاربين المقبوض عليهم للقضاء لمحاكمتهم .

أما السجناء الهاربون مع سنوات محكوميتهم فهم كل من :

1 ) جاسم محمد المطير / 20 سنه

2 ) حمادي عبد ألله / 20 سنه

3) حسين علي طراد / 20 سنة

4) حافظ رسن / 5 سنوات

5 ) حسين ياسين / 3 سنوات

6 ) عبد العزيز الحامد / 20 سنة

7 ) عبد الجبار علي الجبر / 20 سنة

8 ) عبد اللطيف حسن / 20 سنة

9 ) عبد الأمير سعيد / 20 سنة

10) عبد الحميد غني / 20 سنة

11) عدنان ابراهيم / 20 سنة

12) رياض كريم حبش / 10 سنوات ونصف

13) عادل عباس الزبال / 7 سنوات

14) عبد تام الجبار مال ألله / 20 سنة

15) مظفر عبد المجيد النواب / 20 سنة

16) ريمان عبد ألله / 15 سنة

17) نبيل حسين / 15 سنة

18) غانم داود الموصلي / 5 سنوات

19) عدنان عبد ألله سمعو / 20 سنة

20) أسعد عبد العاقولي / 20 سنة

21) عقيل كريم / 10 سنوات

22) سعدان فهوي / 20 سنة

23) سعد ألله ملا محمد / 12 سنة

24) جياد تركي / 20 سنة

25) كمال مدني / 11سنة

26) محمد حسن حمدي / 10 سنوات

27) صدام حميد / 20 سنة

28) قحطان عارف / 27 سنة

29) محمد موسى كاظم / 5 سنوات

30) حز علي جاسم خلف / 20 سنة

31) بشير الزرعو / 20 سنة

32) صلاح حسن شاهين / 20 سنة

33) هادي صالح / 3 سنوات

34) محفوظ يونس / 20 سنة

35) جاسم حذو / 15 سنة

36) جواد عبد ألله / 10 سنوات

37) حسين سلطان / 9 سنوات

38) عبد الواحد خلف / 20 سنة

39) حازم صابر / سنة واحدة

40) فاضل عباس / 17 سنة

* تعقيب من السيد علي عرمش شوكت :

كان علي عرمش شوكت من سجناء سجن الحلة وأطلق سراحه في بداية عام 1965 ، أي أطلق سراحه قبل تنفيذ عملية الهروب بأكثر من سنتين ، لذلك أختلط عليه أمر الهروب من نفق سجن الحلة بين المحاولة الأولى التي لم تكتمل والتي ابتدأت على حد قوله في نهاية عام 1964 حيث تم حفر بداية بئر النفق وألغيت العملية لظروف معينة وطمر ذلك الحفر ، حيث الفكرة الأساسية كانت البحث عن مكان مناسب للحفر لإخفاء بعض الوثائق الحزبية خوفا من العثور عليها أثناء عملية التفتيش . والمحاولة الثانية التي خطط لها وأشرف على تنفيذها المرحوم حسين سلطان حيث تمت عملية الهروب في نهاية عام 1967 واعتبر علي عرمش شوكت ان العملية التي نفذت لم تكن من فكرة المرحوم حسين سلطان حيث كتب قائلا :

كتب شخص لا أتذكر اسمه قبل أيام عن حادثة الهروب من سجن الحلة عام 1967 ، ونسب فكرة الهروب الى الرفيق الفقيد ( حسين سلطان ) وهنا بودي بل وواجب علي أن أبين حقيقة هذه العملية باعتباري شاهدا ومساهما بها ، وقبل أن أدون وقائع تلك العملية الجريئة وعمليات مماثلة أخرى ، لا يسعني الا أن أشير الى ان فكرة الهروب والبدء بحفر النفق قد تمت قبل أن يعتقل الفقيد ( حسين سلطان ) وتـحـديـدا فـــــــي نـهـايـة عـام 1964 في حين كان اعتقاله في عام 1966 . . .

(جاءنا خبر عبر أحد السجانين الطيبين الذي كسبناه صديقا لنا وهو من أبناء الحلة مفاده ان هناك حملة تفتيش ستجري من قبل الإدارة في جميع الردهات بسبب العثور على الأنكر وحينها كانت لدينا بعض الأدبيات والرسائل الحزبية فقررنا اخفاءها ولم نجد غير دفنها تحت الارض ولا يوجد في السجن أرض قابلة للحفر كلها من الاسمنت المسلح ما عدا غرفة صغيرة تسمى الصيدلية مكسوة أرضيتها بالكاشي ( البلاط ) وعنـدما باشرنا بقلع البلاط عثرنا على مجرى للمياه الآسنة مغلق وقديم ويمتد باتجاه السياج الخارجي ولا يحتاج الا لتوسيع قليل وقمنا بتهيئة أدوات الحفر وكانت هذه العملية يتولى تنفيذها الشهيد حليم أحمد ورفاقا آخرين وفقا لمخطط اللجنة الحزبية ، كان ذلك في نهاية عام 1964 ، وفي بداية عام 1965 انتهت محكومية الرفيق قاسم ناجي وعلي عرمش وآخرين من رفاق التنظيم على أثر ذلك تم تأجيل العملية وكذلك نشأت بعض الارباكات في العلاقة بين السجناء الحزبيين وغير الحزبيين مما أدى الى تخلي المنظمة الحزبية عن اللجنة الإدارية الى الطرف الآخر ، ولكن بقي بعض الرفاق كمسؤولين اداريين في ردهاتهم وذلك ما زاد صعوبة العمل في حفر النفق لكن بعد ذلك واصل الشهيد حليم أحمد والرفاق الآخرون العملية خصوصا بعد مجيئ مجموعة جديدة من السجناء مرحلين من سجن نقرة السلمان ومنهم الشاعر مظفر النواب والمرحوم حسين سلطان وغيرهم وهذا عام 1967 حيث تمت عملية الهروب بنجاح باهر رغم حصول بعض الاشكالات على أثر الانشقاق في الحزب في تلك السنة . ) الى هنا انتهى موضوع عرمش .

وقد أشار المرحوم حسين سلطان الى محاولة الهروب الأولى من سجن الحـلة مستفيدا من موقعها حيث كتب في مذكراته عن العملية ما يأتي : . . . وقبل مغادرتي سجن نقرة السلمان بأيام كنا في قاعه مجموعة من الرفاق نتحدث في مواضيع شتى ومنها الهروب من السجن وقال أحد الرفاق ( اننا سعينا في سجن الحلة قبل نقلنا الى حفر نفق من غرفة الصيدلية وهي تقع بين ممرين ( قاووشين ) كبيرين في القلعة الجديدة وحفرنا بالعمق ما يقارب المتر الا اننا اضطررنا في ظروف معينه الى غلقه ( بصبة من السمنت )) وأردف قائلا موجها كلامه لي : ســــــوف تلاحظها اذا وصلت سجن الحلة ، الغرفة كلها كاشي أرضيتها وستجد مساحة من السمنت تلك هي الحفرة ) . هكذا قال أحد الرفاق في حديث عَرضي ، إلا اني كنت منتبها اليه بكل جوارحي وكانت عندي فكرة سابقة ان سجن الحلة فيه امكانية جيدة للهروب حيث تحيط سور السجن بيوت أهلية لا تبعد عن غرف السجن الا بضعة أمتار ومثل هذه الإمكانية مغرية لمن يفكر بحفر نفق للهروب . . . . وأضاف . . . واني لم أعمل عملا مباشرا مثل الحفر أو نقل التراب نظرا لوضعي الصحي وزرت النفق مرتين فقط . الأولى في بداية العمل وعند نهاية البئر والثانية عند أزمة التراب والزيارتين كانـتا في وقت متأخر من الليل . . . وأضاف متحدثا عن الرفاق العاملين بالنفق : . . . ان هؤلاء الثلاثة كانوا أبطالا حقيقيين من حيث الجهادية ونكران الذات ، كانوا يعملون ليل نهار وبلا كلل ولا ملل ، يتقدون حماسا من أجل انجاز المهمة المكلفين بها بكل شرف وأمانة .

خ.ح.س