18 ديسمبر، 2024 9:06 م

عملية كركوك صولة الأسد، وزرع الورود على حدود الدم

عملية كركوك صولة الأسد، وزرع الورود على حدود الدم

ليس صحيحا أن يقدم الحل العسكري على الحلول الأخرى، فعندما تنشب الحرب ويشتد أوارها، تحرق كل ما يتاح أمامها من أبناء الوطن الواحد، من دون أن تفرق بين الباطل ومدعي الحق.

لكن عندما تضيق الأمور وتستحكم الحلقات، يأتي الكي كآخر دواء لداء مستعصي، وما أزمة كركوك اليوم إلا أشد الأزمات، فالحاجة لحكمة العقلاء والحاذقين أكثر بكثير من حاجتنا للتحشيد العسكري.

تحركت القوات العسكرية بعد مهلة الأربع والعشرين ساعة باتجاه كركوك من عدة محاور، وعينها على “الهدف” تماما، فدخلت “طوزخورماتو” وقرية بشير “التركمانيتين”، واتجهت قوة أخرى نحو شركة نفط شمال العراق وحقول بابا كركر، ثم قاعدة “كي وان” وقاعدة الحرية ومطار كركوك، وأخيرا وبعد ساعات قليلة استطاعت الدخول لمركز المحافظة التي احتضنت علمها العراقي، بعد فراق دام أكثر من ستة أشهر.

قوات “البيشمركة” من جهتها تعاملت مع الوضع بحرفية “براغماتية” وحافظت على دماء أفرادها، وعلى أسلحتها، ويبدو أن العملية لا تخلو من اتفاقات مسبقة بين القيادة الاتحادية والقيادات المتعددة “للبيشمركة”، التي استجابت كما يبدو وأذعنت لأوامر المركز لأول مرة منذ عام 2003م.

الاستفتاء وبعد عشرين يوما فقط أتى أكله، لكن ليس كما يتمنى زعيم الانفصال ، ولا كما يتمنى حلفاءه الوهميين في “تل أبيب” وإنما بعودة كركوك بتنوعها السكاني ومنشآتها النفطية والعسكرية لسلطة الحكومة الاتحادية، والأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الضغط “الناعم”، لغرض مسح الحدود الدموية التي رسمها “سهوا” السيد مسعود بارزاني.

السيد مسعود البارزاني فقد الامتيازات السابقة “عمليا” يوم 25 سبتمبر “ايلول”، فعمليات استخراج النفط وعمليات التعاقد مع الشركات واستغلال المنافذ الحدودية والمطارات، لم يعد متاحا اليوم، خاصة مع ثبات موقف بغداد الواضح، وازدياد المعارضة الكوردية له داخليا.

موقف بغداد ازداد اليوم قوة ومنعة، عندما بسطت سيطرتها “بسويعات”على محافظة كركوك، ومن دون قتال، كما الأسد عندما يستعيد عرينه بالزئير فقط، والحدود التي رسمت بالدم سابقا، آن لها أن تمحى اليوم، وتزرع بالورود بدل الدماء.