لا اعتقد ولا يعتقد غيري ان وزير خارجية قطر اتى بسبب نجاح الدبلوماسية العراقية في اقناع بعض الدول العربية بأرسال وزراءها الى العراق لفتح سفارات لهم ومنهم قطر او لتفهم الوضع العراقي او شجب الاعمال الارهابية التي يتعرض لها العراقيون منذ اكثر من عقد من الزمان ولو كانت الخارجية العراقية ابلت بلاءا حسنا واقنعت السفير القطري بموقفها الجديد لكانت السعودية اول القادمين او لكانت الامارات او عمان لكن الذي حدث ان الوزير القطري قدم الى العراق وكانت تحركاته في الفترة التي قضاها في بغداد تحركات غريبة جدا لا تمت بتحركات وزير خارجية بصلة
يعرف كيف يتحرك وتحركاته محسوبة وضيقة على مديات عمله والاشخاص المعنيين لكن الذي جرى ان السيد الوزير القطري التقى بأكبر عدد ممكن من السياسيين بعضهم من برلمانيين لا علاقة لهم بالخارجية وبعضهم ضباط كبار بالاضافة الى الرئيس ونوابه ورئيس الوزراء اي كانت زيارة لها اهداف غير معلنة وتبحث عن مخارج ومصاديق لأمر وقع في العراق لا أحد يستطيع الحديث عنه الى هذه اللحظة لكن الوزير القطري في كل الاحوال قدم بسرعة وعاد بخفي حنين لم يحقق من الزيارة بشيء لأن ماجاء به لم يكن بيد احد ولا يستطيع احد ان يفرض رأيه ولربما ان بعض من الساسة لا يعرف لم جاء
وبم عاد ؟ لأنهم بعيدين كثيرا عن الواقع القتالي على ارض عراق وبعيدين ايضا عن ما يدور هناك في المعركة في الرمادي وبيجي وتكريت وحتى في الموصل .
قبل يومين من زيارة الوزير القطري بثت بعض القنوات صور محدودة ادعت انها عملية لحزب الله العراق الذي اسر بعض من مقاتلي داعش وعددهم كما ادعت القنوات 250 شخص فقط ولم تعلن ايضا لا عن سماء ولا عن دول او جنسية لهؤلاء الاسرى .
كل الذي عرفه الشارع والسياسيين والحكومة ان تلك العملية تمت لقوات حزب الله العراق على معسكر تدريب في الكرمة واسروا بعض المتدربين ومنهم بعض الجنسيات منها القطرية والسعودية والاردنية . والوزير القطري جاء بتكليف من تلك الدول الى العراق لغرض استلام هؤلاء الاسرى الذي بعضهم ضباط مخابرات وقدم ارقام مغرية من الاموال لكن الجميع اعتذر له لأنه لا يعرف بمن يتصل وكيف يبدأ الحديث ومن المسئول عن تلك العملية التي جاء على اساسها الوزير . اذن جاء الوزير وعاد الوزير وهكذا مرت هذه الزيارة وكل الذي اوصل للشعب على امل فتح سفارة قطرية في العراق كما
يتمنى العراقيون وحكومتهم لتفك الحصار العربي عن العراق .
الحقيقة بعض من هذه المعلومات صحيحة ومنها قدوم الوزير من اجل بعض من هؤلاء الاسرى وايضا ان العملية تمت لحزب الله ايضا لكن الغير صحيح والغير معلن هو في اي معسكر تمت العملية وفي اي مكان ومن كان هناك ومن قام بها من حزب الله وما اسم العملية وكم المسافة وكيف تمت ومن يستطيع القيام بها في هذه الاجواء ولم لم تتمكن قوات التحالف ايقافها او الاعلام عنها والتشويش عليها ؟؟؟
عشرات الاسئلة يوميا تطرح لفك طلاسم العملية لكن لا يستطيع الاجابة عن بعض من هذه الاسئلة على الاقل الا من هو قريب من هؤلاء الابطال او ربما من هو يستطيع ان يقترب من عملياتهم وبعض من هذه الاجوبة ممكن التصريح بها فقط للمقربين الى حزب الله او من يعتقدون انه ثقة في نقل الحقيقة والقول والحدث ..
تمت العملية في صحراء الرمادي الشاسعة وهي ليست محددة في معسكر الكرمة التي يستخدمه داعش للتدريب بل ان معسكر الكرمة كان المعسكر الكبير والذي وجد للتمويه على غيره من المقرات والمعسكرات الاخرى التي وصل لها رجال حزب الله ومن يعتقد ان الوقت الذي استهلكه هؤلاء الابطال كما يدعي البعض 36 ساعة هو موجه نحو معسكر الكرمة فقط بل الصحيح انها عدة عمليات ولكن في اوقات متقاربة الهدف منها الوصول الى مقرات بعيدة عن مقر الكرمة الذي دخله ابطال حزب الله في الساعة الثانية والنصف صباحا بعد ان سيطر هؤلاء المقاتلين على كل مفاصل المعسكر من مشاجب ونقاط
حراسة ومقرات المؤن وسحب الاسلحة من اماكن تجمعها ليعلن ان المعسكر قد تهاوى برجاله عند الساعة الخامسة صباحا وبمساعدة الطائرات المسيرة والاجهزة والحاسبات التي تتصل بتلك الطائرات دون ان ترمى اطلاقة واحدة ليخرج الجميع وهم رافعي الايدي واسرى بيد قوات حزب الله هذه العملية التي اطلق عليها عملية (الخفاش) كانت لها اذرع اخرى وتتحرك بأتجاهات اخرى لتصل الى ثلاث مقرات تعتبر هي الاهم من معسكر الكرمة التي لا يوجد فيه اي من ضباط المخابرات لتلك الدول هذه المقرات الثلاث هي مقرات مخابراتية تعمل لدول عربية عدة واكثر ضباطها من المصريين ولهم
اتصالات ببعض الدول العربية التي جندتهم لخدمتها ولخدمة داعش وبأموال كبيرة وبعلم المخابرات المصرية ومنها قطر والسعودية والاردن مع وجود بعض الضباط العراقيين من مخابرات صدام سابقا والاردنيين لكنهم قلة قياسا للمصريين وايضا ان هؤلاء لهم اتصالات مع بعض السياسيين العراقيين المتنفذين اللذين يعتقدون ان احد لايمكن ان يصل الى تلك المناطق البعيدة والمموهة بكل وسائل التمويه وربما باشتراك بعض دول التحالف الكبيرة ومنها امريكا وبعض دول اوربا .
لماذا حزب الله ؟ولم لم يكتشف امر تلك العملية من قبل قوات التحالف التي تملك الاجواء هناك والتي تسيطر عليها بجدارة ؟
يعتبر حزب الله القوة الضاربة الاولى في عمليات الحشد الشعبي ولحزب الله قوات متعددة بعضها يسمى (الكوماندوز) وهو النخبة من المقاتلين المدربين تدريب لا يقل عن تدريب اقوى القوات الضاربة الاوربية حتى على الاسلحة الحديثة والمساندات الداعمة اللوجستية وجميعهم يحملون اجهزة حاسوب خاصة يعملون عليه مع شرائح تمويه وتشويش وشرائح استمكان تتصل بمقرات رئيسية توجيهية وهؤلاء يتمتعون بقوة جسمانية غير طبيعية والا لايمكن ان يزحف مقاتل ليومين على بطنه دون اي كلل او ملل ليصل لهدف قوي ويسقطه في غضون ساعتين ونصف بالاضافة الى ان هذه القوة (الكوماندوز)
لها اشخاص مجندين مخابرات مع متغلغلين مع بعض مكونات الشعب العراقي وهم يجوبون المناطق مع داعش ويتعاملون مع الاحداث وكأنهم من رجال داعش وتعرضوا لأمتحانات عسيرة وصعبة جدا على يدي خبراء داعش من ضباط بعض المخابرات الاقليمية لكن الهدف والقضية هي الاهم مع اعطاء بعض التضحيات حتى ولو كانت نفسية ولفترة زرعوا تجاوزت الستة اشهر ولا يمكن ان يكون هناك هدف عصي على هؤلاء ويوميا تسقط الاهداف المهمة بايديهم ويفاجئون بها عدوهم . بالاضافة الى هذه القوة توجد قوات اخرى مقاتلة وبصنوف عده بعضها المدرعة وبعضها الهندسية الالية وبعضها القناصة وبعضها
قوات المشاة وكل قوة لها قادتها ولها مهامها لكن المعروف عن قوات الكوماندوز هي القوة الاهم والاقوى ..
تتفاجأ امريكا يوميا بعمليات حزب الله التي لا تستطيع ان تسيطر او تخترق تلك القوة الضاربة التي تجوب الصحراء ليل نهار وفي كل الظروف وفي كل الاحوال وهي تستدل بأهدافها بالاقمار الصناعية والطائرات المسيرة ,,لأن تلك القوات لا توجد لها مقرات ثابتة وليس لها مكان واحد ثابت وليس لها تجمعات بأعداد كبيرة تجلب الانظار وهي في حركة دائمة وتتعامل بالإحداثيات وبخطوط العرض والطول تجد ان امريكا بوضعها الحالي وهي لا تملك على الارض من يوجه اقمارها وطائراتها عاجزة عن اكتشاف تلك القوات الضاربة المهمة التي تتمتع بهذه الصفات الاسطورية وتتمتع بقوة
الشكيمة وفهم الوضع بدقة على الارض ..
لم يكن حزب الله قد ولد مع ولادة الحشد الشعبي وفتوى المرجعية الرشيدة فهو موجود منذ فترة ابعد من تلك الاشهر التي مرت موجود في سوريا منذ اندلاع الازمة وموجود في العراق منذ العام 2004 تقريبا لكنه يعمل بصورة سرية ويعرف متى يظهر وهو لا يريد ان يكون في واجهة الاعلام والشهرة بل عمله خالصا لقضيته وعقيدته .