23 ديسمبر، 2024 1:10 م

عملية التغيير وآليات التعبير

عملية التغيير وآليات التعبير

ما الذي يجعل العملية السياسية تراوح مكانها كل هذه الفترة؟
ولماذا تبدو عملية التغيير بلا تغيير؟
ما يظهره الفريق الرياضي او الطبي او الهندسي غير المتجانس من اداء مشوش متلكئ يفضي الى فشل واخفاق ونتائج مخيبة للآمال هل ينطبق على فريق العملية السياسية في العراق مثلا؟
واذا كان الجواب نعم فلماذا لايعالج هذا الفريق اخطاءه ولماذا لايستفيد من اخطاء المراحل السابقة؟ متى تنتهي فصول الاخوة الاعداء ومتى تنتهي عملية تربص كل فريق بالفريق الاخر والانشغال بتسقط اخطائه واقتفاء اثره ومراقبة حركاته وسكناته وترك المسؤوليات الوطنية والاولويات الجماهيرية؟
شركاء العملية السياسية ملزمون باعادة النظر بكل ما جرى في السنوات العشر المنصرمة في دراسة مستفيضة للخروج بنتائج تضع حداً لهذا الخراب الشامل والهدم المستمر والتخبط في اتخاذ القرارات او وضع الحلول ومعالجة الاخطاء باخطاء افدح منها، خاصة وان الجماهير التي فتك بها الارهاب وتحالفاته قد سئمت وملت من وعود التسويف وكلام التزويق والشعارات المرحلية والخطب الرنانة، وما وقوفها الى جانب حركاتها السياسية الوطنية طيلة الفترة الماضية الآ جزءاً من وفائها واملاً في تجاوز المحنة والخروج بالعملية السياسية من عنق الزجاجة والرسو على بر الامان.
لكن بعض القيادات السياسية -وبكل الاسف- فضلت مصالحها الآنية ومكاسبها الفئوية على مصالح الجماهير وغضت الطرف عن اخطاء مرشيحها سواء في البرلمان او الوزارات او مجالس المحافظات ما ادى الى تماديهم واستئثارهم بالمناصب وترك واجباتهم وخيانة امانتهم التي حملتهم الجماهير بها تلك الجماهير التي اوصلتهم الى هذه المناصب، الامر الذي شجع ضعاف النفوس الى نهب المال العام وشيوع واستشراء الفساد المالي والاداري في كافة مفاصل الدولة العراقية، وحدوث الفراغ نتيجة التهاون بالواجبات الوطنية والانشغال بالمنافع الشخصية لتعود من جديد عصابات النهب والسلب والاختطاف والسطو على المصارف ناهيك عن الاعمال الارهابية التي تستهدف المدن والقرى الآمنة وتفتك بتجمعات العمال وبالاسواق وبكل زاوية تصل اليها مخالب الدواعش والقاعدة المتحالفة مع بقايا السلطة السابقة.