23 ديسمبر، 2024 4:47 ص

عملية اغتيال الانتصارات العراقية بدأت

عملية اغتيال الانتصارات العراقية بدأت

يبدو ان محور المقاومة في المنطقة قد وجه ضربة مباشرة وسريعة ومفاجئة في حلبة الشرق الاوسط الساخنة لخصمه الصهيو- اميركي واداوته الوكيلة، فبعد سنوات من الكر والفر وتبادل اللكمات الجانبية والمباشرة في عدة جولات مثيرة نجح محور المقاومة في توجيه لكمة مباشرة دفعت خصومه الى الخروج عن سياقات المواجهة المعهودة منذ سنوات ليندفع مع عواطفه وانفعالاته ويعيد اشهار سلاح الطائفية والتخويف من الفتنة المذهبية وتهويل تداعيات انتصار القوات العراقية المشتركة من فصائل مقاومة وحشد شعبي وقوات حكومية.

هذه الضربة المزدوجة التي شهدتها ساحتي العراق وسوريا دلت على هجوم متكامل وبقرار استراتيجي يهدف الى طرد داعش وجبهة النصرة من البلدين في مصداق واضح على ما اكده السيد حسن نصر الله حول توحيد الجبهات واسقاط قواعد الاشتباك وأن التخويف بالفتنة الطائفية والمراهنة على ردود الفعل السنية قد سقط فداعش واخواتها التكفيرية الاخرى باتت في نظر الكثيرين من اهل السنة وخصوصا العراقيين مجرد جماعات تكفيرية اجرامية شوهت صورة الاسلام وكل المسلمين.

رئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي دخل في حالة من الارتباك والتخبط مع دخول قيادته السياسية حالة الطوارئ فجاء مسرعا الى دويلات الخليج التي اصابها الهلع ليجتمع بقياداتها الامنية والمخابراتية ويبدأو بحياكة المؤمرات ويضعوا الخطط الاعلامية والسياسية والامنية والمخابراتية العاجلة لمواجهة المستجدات السريعة وخصوصا في الساحة العراقية لتدارك ما يمكن تداركه من انهيار تنظيم داعش وانقلاب العشائر السنية عليه وتطويق حالة الاندماج والالتفاف الشعبي حول القوات العراقية المشتركة التي طهرت المناطق السنية وحالة التحول في الوعي السني تجاه الشيعة ودور ايران بالذات في التخلص من تنظيم داعش.

لم يكتف الجنرال ديمبسي بزيارة بغداد والضغط على حكومتها لإبعاد الفصائل الاسلامية ومحاصرة الدور الايراني في قيادة المعارك بل اكد في كلمة له امام الكونغرس لمناقشة طلب الرئيس الاميركي اوباما تفويضا لمحاربة داعش أكد “المخاوف من انقلاب المليشيات الشيعية علينا بعد الانتهاء من تنظيم داعش” على حد تعبيره، الامر الذي عكس حجم وطبيعة الارباك الذي تعيشه القيادة الاميركية بعد انتصارات معارك صلاح الدين والتهديد المباشر للفصائل العراقية على المشروع الاميركي في العراق والمنطقة وكان ديمبسي قد تحدث قبلها عن امكانية تفكيك التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في رسالة ضمنية الى امكانية تشكيل تحالف غربي وعربي جديد لمواجهة ما يسمونه النفوذ الايراني في العراق والمنطقة يتم الحديث عنه بقوة هذه الايام تحت شعار محاربة الارهاب.

امكانية ارباك الاوضاع الامنية في العراق واستهداف شخصيات سياسية او دينية او عشائرية وتكرار سيناريو اغتيال الشيخ الجنابي امر وارد جدا!! كما ان سحر المال الخليجي بدأ يفعل فعله ولن يكتفي بشراء ضمير وذمة شيخ الازهر الذي عبر في بيان له “عن بالغ القلق لما يرتكبه الحشد الشعبي المتحالف مع الجيش العراقي من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لا ينتمون إلى داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية” على حد قوله، ففي الداخل العراقي الكثير من المتاجرين عديمي الشرف ممن يمكن شراء ضمائرهم وذممهم وبعض القوى السياسية التي اعتادت على المتاجرة بالدماء العراقية حتى من داخل الصف الشيعي نفسه من اجل شق عصا الفصائل الاسلامية وسرايا الحشد الشعبي واشعال فتن داخلية في اطار التآمر على الفصائل والحشد بعد الانتصارات الاخيرة في صلاح الدين ومنع امكانية تكرارها في الانبار والموصل فضلا عما يطلقه دواعش السياسة في الدولة العراقية من امثال سليم الجبوري واسامة النجيفي واياد علاوي وغيرهم من تصريحات مناوئة وشاذة لاتنسجم اطلاقا مع الجهد الشعبي والعسكري العراقي العام الساعي الى طرد تنظيم داعش من الارض العراقية.