عملية “أسد الشعب/ الاسرائيلية” كشفت زيف شعارات ولاية الفقيه الايرانية وكيف اغتالت احلام الشباب الشيعي العربي؟
*كان الشباب الشيعي الإيراني والعربي على موعد مع مستقبل مفعم بالأمل والحياة، قادر على إعادة بناء أوطانهم ودفع عجلة التنمية بمختلف المجالات، لكن نظام ولاية الفقيه في إيران أجهض طموحاتهم بشراسة، زاجًا إياهم في حروب عبثية خاسرة تُخدم أجندتها التوسعية. هذا النظام، الذي يتستر وراء شعارات دينية زائفة، لم يتورع عن التضحية بأحلام جيل بأكمله، مُستغلاً عاطفتهم الدينية لإطالة أمد بقاء رجال الدين المتشددين في السلطة، على حساب دماء الشباب الشيعة ومستقبل الأمة!.
منذ الساعات الأولى لفجر الجمعة 13 حزيران 2025 عندما أطلقت إسرائيل عملية “أسد الشعب” أو ” الاسد الصاعد” لضرب معظم المنشآت النووية والقواعد والمعسكرات العسكرية الإيرانية، وبدعم علني وصريح من البيت الأبيض. الرئيس الأمريكي “ترامب”، في تصريح أثار صدمة عالمية، وصف الهجوم بأنه “ممتاز” ومُعلناً أن واشنطن تريد إجبار إيران على توقيع اتفاق استسلام , ليُشبه ما وقّعته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن لماذا يرفض الكثيرون استيعاب هذه الحقيقة الجلية؟ وكيف أدت سياسات إيران العنيدة إلى كارثة ودمار وخراب وما يزال مستمر , أزهقت معها أحلام شبابها وشباب الشيعة العراقيين ومن المنطقة؟
عملية “شعب الأسد / الصاعد ” التي نفذتها القيادة العسكرية الإسرائيلية بدعم أمريكي واضح، كررت ببراعة سيناريو حرب 1967، عندما دمرت إسرائيل سلاح الجو المصري في ساعات. اليوم، استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت إيران النووية، مصانع صواريخ سجيل وخرمشهر، وقواعد الحرس الثوري، مُعطلة قدرات طهران العسكرية بنفس الدقة المدمرة. وبالاضافة وما وصلت لها اهميتها بأن عملاء الموساد، المنتشرين بالقرب من طهران، نفذوا اغتيالات متقنة بطائرات مسيرة استهدفت قادة عسكريين، علماء نوويين، ومسؤولي الحرس الثوري، ومُظهرين بالوقت نفسه وبصورة غير مباشرة الى ان إيران أصبحت مشلولة وعاجزة أمام الآلة التقنية العسكرية . هذا الاختراق المذهل يؤكد أن إسرائيل ليست مجرد حليف، بل امتداد استراتيجي لواشنطن، تُنفذ اجنداتها بدعم لوجستي واستخباراتي غير مسبوق وعصاها الغليضة التي تؤدب فيها المخالفين من دول منطقة الشرق الأوسط .
إيران، بتعنتها وسوء تقديرها للوضع العسكري والسياسي، أهدرت فرصة ذهبية لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، كما اقترح “ترامب” لتجنب هذه الكارثة. لكن لو قبلت طهران المقترح الأمريكي، لكانت اليوم في طريقها للعودة تدريجياً إلى المجتمع الدولي، مُركزة على اعادة إعمار اقتصادها المنهار وتنمية شبابها. لكن، بدلاً من ذلك، اختارت المواجهة العبثية، مدفوعة بشعارات ما تزال تعتقد بها “محور المقاومة” و”الممانعة” التي روّجتها عقوداً عبر غسل عقول مئات الآلاف من الشباب الشيعي العربي في العراق، لبنان، وسوريا. واليمن , هؤلاء الشباب، الذين سُرقت أحلامهم بشعارات “المظلومية” و”تحرير القدس”، أصبحوا وقوداً لحرب إيرانية عبثية وخاسرة، تُبث اليوم على شاشات الأخبار العالمية، حيث تُظهر إيران مستباحة من الجو والأرض، عاجزة ومشلولة حتى عن صياغة رد فعل متماسك وما نراه هو الرد فقط يقتصر على شاشات التلفزة من قبل المسؤولين الإيرانيين.
في العراق، قادة الفصائل الولائية الموالية لإيران، مثل كتائب سيد الشهداء، عصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وحزب الله العراقي , هؤلاء القادة، الذين طالما هددوا بـ”عمليات استشهادية” كما أعلن أبو آلاء الولائي امس البارحة، تخلوا عن “بطولاتهم”، مُستخدمين المدنيين كدروع بشرية، والتقائهم في بيوت امنة بالقرب ومُعرضين الأضرحة المقدسة لخطر الاستهداف.
أن دروس التاريخ وصرخة للشباب إيران، التي صُورت في العقل الجمعي الشيعي كحامية “لشيعة الإمام علي”، أثبتت مدى عجزها وشللها أمام القوة العسكرية الإسرائيلية ، التي نفذت عملية “شعب الأسد” بدعم أمريكي، مُعيدة إلى الأذهان هزيمة 1967. حيرة طهران في صياغة رد فعل تُظهر أن شعارات “المقاومة” كانت أكذوبة، بينما شباب العراق ولبنان وسوريا يدفعون الثمن. التاريخ يحمل عبراً واضحة: إيران، كما العراق في الثمانينيات أو مصر في الستينيات، لا تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية-الأمريكية. لكن، كما يقول المثل العربي، “لا حياة لمن تنادي” الشباب الشيعي العربي، الذي أُغرق في شعارات “تحرير القدس”، يستحق مستقبلاً مشرقاً، لا أن يكون وقوداً لحرب عبثية اغتالت أحلامه.
هذا الذل الإيراني، الذي يُبث مباشرة حاليا ويشاهده الراي العام العالمي من على شاشات القنوات الاخبارية ، يكشف زيف شعارات “محور المقاومة”. إيران، التي روّجت لنفسها كقوة لا تُقهر، تتهاوى اليوم تحت هذه الضربات الموجعة والتي ما تزال مستمرة وبكثافة لغاية الآن ، وبدعم أمريكي يُثبت أن تل أبيب هي بالفعل “الولاية الواحدة والخمسون” الشباب الشيعي العربي، الذي سُرقت أحلامه بشعارات “تحرير القدس”، يدفع ثمن حرب عبثية، بينما العراق يواجه خطر التحول إلى ساحة صراع. فهل ستستيقظ الدولة العراقية لإنقاذ شعبها من هذه الهاوية؟ أم ستظل أرض الرافدين رهينة أجندات إيران وأطماع إسرائيل؟
لماذا يُضحي بشبابها تحت عباءة الدين وولاية الفقيه , منذ انقلاب 1979 الذي أطاح بنظام الشاه ليُتوّج رجال دين متعصبين بقيادة ولاية الفقيه، تحوّلت إيران إلى سجن مظلم ينضح بالقمع والإرهاب والخداع. هذا النظام الدموي، الذي يتخفى خلف عباءة آل البيت، اعتمد على ثلاثية شيطانية لضمان بقائه: سحق الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر والقهر والجوع، تصدير الفوضى والإرهاب عبر فصائل مسلحة كـ”حزب الله” و”عصائب أهل الحق”، ومراوغة المجتمع الدولي بأكاذيب نووية . ولي الفقيه، هذا الطاغية المستبد، لا يتورع عن التضحية بكل شيء – من نفط إيران وثرواتها إلى دماء شبابها – ليبقى متمسكًا بكرسي السلطة، حتى لو كان الثمن إغراق المنطقة في جحيم حروب عبثية تُروّج بشعارات كاذبة مثل “تحرير القدس” و”نصرة كربلاء لغرض البقاء على امبراطورية ولاية الفقيه الشيعية.
أن سرقة أحلام جيل الشباب الإيراني المتعلم، الذي كان يُفترض أن يكون نواة نهضة وطنية، أُلقي في أتون حروب ولاية الفقيه الخاسرة، مُستغلاً عاطفته الدينية بحب آل البيت ليُحوّله إلى وقود لصراعات لا طائل منها. هؤلاء الشباب، بدلاً من بناء مستقبل مشرق، زُجوا في مستنقعات العراق وسوريا ولبنان مُسلحين بشعارات جوفاء عن “المقاومة”، بينما ينهب رجال الدين ثروات البلاد، مُترفين في قصورهم بينما الشعب يتضور جوعًا. نظام ولاية الفقيه، في سعيه المقيت للبقاء، أنشأ جيشًا موازيًا – الحرس الثوري وفصائله العميلة – ليس للدفاع عن إيران، بل لقمع أبنائها المثقفين، إعدام المعارضين، وسحق أي صوت يجرؤ على انتقاد هذا الاستبداد المقنّع بعمامة دينية.ولم يكتف هذا النظام الخبيث بقمع شعبه، بل امتدت أذرعه السامة لتهديد الأمن الإقليمي والعالمي عبر شبكات إرهابية كـ”محور المقاومة”، وهي في الحقيقة محور الخراب والدمار. فصائل مثل كتائب سيد الشهداء وحركة النجباء في العراق، و”حزب الله” في لبنان، ليست سوى أدوات طهران لنشر الفوضى، مُمولة بدماء الشعب الإيراني المسروقة. هذه الفصائل، التي يقودها جبناء مثل قيس الخزعلي وأبو آلاء الولائي، فرّت اليوم إلى أضرحة النجف وكربلاء، مُتخفية بعقالات وأغطية رأس كاللصوص، خوفًا من ضربة إسرائيلية في عملية “شعب الأسد”، تاركة الشعب العراقي درعًا بشريًا لحماية أسيادها في طهران ووسط هذا الجحيم، ظل صوت الشعب الإيراني الحقيقي يصدح عبر المقاومة الإيرانية، التي كشفت بلا كلل على مدى عقود الوجه القبيح لولاية الفقيه. هذه المقاومة، التي واجهت الإعدامات، الاغتيالات، والملاحقات حتى في المنفى، فضحت جرائم النظام – من سرقة ثروات الشعب إلى إرهابه العابر للقارات – مُقدمة أدلة دامغة في المحافل الدولية. بينما يتخفى ولي الفقيه خلف شعارات “آل البيت”، تُظهر المقاومة أن هذا النظام ليس سوى عصابة إجرامية تُلوث سمعة الدين، مُستعدة لإبادة شعبها للحفاظ على سلطتها المزيفة.
فضحت عملية “شعب الأسد / الأسد الصاعد” عجز إيران المخزي، حيث دُمرت منشآتها النووية وقواعدها العسكرية، واغتيال قادتها وعلمائها بطائرات الموساد المسيرة بالقرب من طهران، يقف النظام في حيرة وعجز، عاجزًا عن رد فعل يُنقذ ما تبقى له من ماء وجهه. هذا الذل، الذي يُبث مباشرة على شاشات العالم، يكشف كذبة “محور المقاومة”، التي لم تكن سوى أداة لنهب الشعوب وإغراقها في حروب عبثية. إيران، التي رفضت اتفاقًا نوويًا كان سيُعيدها إلى المجتمع الدولي، تدفع الآن ثمن تعنتها الأحمق، بينما شبابها وشباب العراق يُذبحون على مذبح ولاية الفقيه.
أيها الشعب الإيراني والعراقي، متى ستستيقظون من كابوس هذا النظام الإرهابي؟ متى ستُدركون أن ولاية الفقيه ليست سوى عصابة تُتاجر بدمائكم وأحلامكم؟ الشباب، الذي كان يُفترض أن يبني مستقبلًا مشرقًا، يُضحى اليوم في حروب لا قيمة لها، بينما رجال الدين يعيشون في ترف القصور. إيران اليوم مستباحة، فصائلها جبانة، وشعوب المنطقة تدفع ثمن خداع ولاية الفقيه. فهل ستظل أرض الرافدين والفرس رهينة هذا الجحيم، أم ستنتفض لتُسقط هذا النظام الخبيث وتبني مستقبلًا يليق بكرامتها؟.