22 ديسمبر، 2024 7:47 م

التجربة ونتائجها حقائق لا يمكن القفز عليها او محاولة نكرانها، كونها واقع معاش، كذلك العمليات الحسابية الاربع في الرياضيات حقائق لا يمكن القفز عليها او الايهام بتغييرها، فالواحد زائد واحد يعني اثنان، عندما يتحدث احد عن محاولة تغيير هذا الحال، لا يلام من يصفه بعدم الواقعية لابل حتى بالجنون.
العراق منذ اول حكومة في 2005، اعتمد اسلوب مكرر في تشكيل الحكومات المتعاقبة، وهو جمع الوزارات لتوزيعها بين الكتل السياسية، ليذهب الجميع الى قبة البرلمان لغرض اعطاء الشرعية لعملية التوزيع، التي نالت شرعيتها خلف الابواب المغلقة، ومن قبل من لا يمتلكون حق منح الشرعية لموانع قانونية وصفاتيه.
عند تقييم واقع العراق من عام 2005 الى يومنا نلحظ تراجع واضح وظاهر لا يمكن تبريره الا بالطريقة التي تتشكل فيها الحكومة، فالمعارض هو حاكم والحاكم معارض وبالتالي تصبح الصفقات هي سيدة الموقف، وهذه ما عشناه طيلة المرحلة السابقة.
اليوم حيث نقف على اعتاب تشكيل حكومة جديدة بعد الانتهاء من اشكالات نتائج الانتخابات نجزم مقدما اذا ذهبت الكتل السياسية الى نفس اسلوب تشكيل الحكومة الحالية ومن سبقها، فكـأنك يا بو زيد ما غزيت، فلا ينتظر الشعب اي خير او تغيير، وكل ما حصل منذ 12/5 الى يوم اعلان الحكومة، هو مجرد حلقة من حلقات اشغال الرأي العام لتمرير امر ما، ولا يختلف عن الاحداث التي تفبرك لمثل هذه الأغراض، الجفاف والفيضان والحمى النزفية وغيرها من فبركات اعلامية. فلا انتخابات ولاديمقراطية انما عملية تدوير وتبديل مسميات، لأنفاذ حكومة غير شرعية مهما ادعى من يتبناها، او يشارك فيها أيا كان.
نتائج التجربة تقول يجب تغيير النمطية المتبعة في تشكيل الحكومة القادمة، من خلال تشكيل معارضة حقيقة غايتها التشخيص والمتابعة واقتراح الحلول لا العرقلة، معارضة تؤمن بالعراق الواحد الموحد وتسعى لخدمة ابناءه من شمال الوطن الى جنوبه.
ما عدى هذا نجزم وبالتجربة اننا ننتظر مرحلة فشل جديدة لا غير..