23 ديسمبر، 2024 12:27 ص

ومضة المقال
في منطق العملات أن تحدد قيمة العملة بثروة طبيعية أو قوة اقتصادية من نوع ما ولكن ليس العكس الذي يحصل في تحديد سعر النفط بالدولار، والدولار لا دعم له إلا قبول الدول النفطية التعامل بالدولار كعملة قيمة للنفط، ونشهد هبوط لقيمة النفط مع هبوط قيمة الدولار الشرائية والتي لا توازن فيها؛ الخبير الاقتصادي الصيني سونغ هونغ ينغ، واضح جدا أن ارتكاز الولايات المتحدة اقتصاديا هو على نفط الخليج الذي أعطى هيمنة للدولار على الاقتصاد العالمي، وهو مرتكز على ضمان امن وهمي للأنظمة العربية الخليجية، هذا الأمن المطلوب فعلا كحقيقة ولكن ليس بدوار الخوف باختلاط مصالح تحتاج مراجعة بعد تغيير الوقائع على الأرض.
أساس المشكلة:
المشكلة الأساسية أن الدول النفطية تحتاج تطويرا في الهيكلية الإدارية وصنع القرار بما يعزز وجودها بحيث تكون قوية.
أن هنالك انهيار كبير للدولار وبالتالي هذا سيجعل أو متاتي من انهيار النفط، فالانهيار متبادل بين الثروتين ووفق الخبير المذكور لابد من إيجاد وسيلة للنجاة.
أن دول الخليج بحاجة إلى حماية من نوع ما وهذا امر طبيعي في بلدان ثرية وصغيرة أحيانا؛ وكأي بلد هي حماية لثروته وليس لنظامه فالنظام يعالج إداريا لكن الثروة تحمى عسكريا أو بتقليل التحديات.
الحلول المتاحة:
يقول الخبير الاقتصادي الصيني أن الحل ربط العملات بالذهب، أو النفط بالذهب.
ربط النفط بالذهب هو كربط الذهب بالذهب لمن يملكه، فالبلاد العربية تملك ذهب الموارد ومنها النفط، لكنها ليست منتجة للذهب لتربط عملتها به، لكن السؤال هنا أي عملة ممكن أن تربط بالنفط ولا تقبل الدول البيع بغيرها، أهي الدرهم أم الريال أم الليرة التركية أم التومان الإيراني، ثم ما حاجة أصحاب الثروة للبحث عن عملة يظن أن بها القوة والقوة في داخلها ومنها.
عملة (نفط)
إن الدول النفطية بحاجة أن تتوحد وان تكون الدول القوية منها حامية للدول الأضعف وان تصدر لها عملة ولتكن على سبيل المثال اسمها(نفط) يجري التبادل بها بدل الدولار ورصيدها نفط وموارد هذه الدول الغنية بالثروات المعدنية بأنواعها، وان تجري هذه الدول تحالفات اقتصادية وتنتبه إلى الأمن المجتمعي والغذائي عندها بدل الرعب الذي ثبت أن الدول المستفيدة تستغل خوفهم من بعضهم لتبيع لهم ما تريد وتهددهم ببعضهم متى ما تريد، وانها تجعل فعليا بعضهم يضر بعض لكي لا تنشأ أية روابط بينهم مع تعاظم التقليدية في النظم الإدارية المدنية وليس في الفكر الحضاري الذي من الواضح أن هنالك بدايات سريعة للتخلي عنه وهو أساس وجودها الحقيقي وحمايتها الفعلية من التفكك والانهيار.
إن على الدول النفطية أن تتوحد وان تلتئم مع الدولة الأقوى صناعيا وعسكريا وهي تركيا وان تتجه إيران لذات البعد المدني لتتمكن من التفاعل مع الإيجابيات وبهذا يحمى الجميع ليس ليكون قطبا ضد الولايات المتحدة أو غيرها وإنما لخلق حالة من التوازن، والحفاظ على الثروات ومصالح الشعوب وحقهم في العيش الكريم، الولايات المتحدة ممكن أن تكون فيه أو أي من الدول الصناعية شريكا في استثمارات متبادلة، وهو امر مهم لحماية المصالح المشتركة وانسيابية التجارة الدولية النفطية وغيرها من التبادلات؛ ولكن ليس بهيمنة تجعل المنطقة قلقة يولد إنسانها ويموت وهو لا يعرف معنى الحياة.
إن الحلول الإدارية دوما متاحة وممكن أن تقدّم لتجديد نظم إدارة الحكم و تكون ناجحة وعصرية وقابلة للديمومة ومستمرة في العطاء دون الحاجة لتنازلها عن ثقافتها وقيمها التي هي رصيد الأمة وما تفتقده الحداثة هو ما تتنازل عنه هذه المنطقة من العالم وهذا كقطع الغصن وأنت تقف عليه، رغم أن مظاهر الحداثة واختفاء مرضها بدرع الوصف أنها نمط حياة مازالت تغري وهي آيلة إلى الانحدار، وان التوحد على درب النجاة بين دول المنطقة ضروري لنفع البشرية، خير من صراع كصراح التيس على حافة جرف من صخر فلا الرابح ناج ولا الناجي هو الخسران.