18 ديسمبر، 2024 5:08 م

عمال يكدحون وسياسيون يسرقون !

عمال يكدحون وسياسيون يسرقون !

يفترض ان يكون يوم امس يوماً متميزاُ للطبقة العاملة العراقية وهي تشارك عمال العالم احتفالهم بعيدهم المجيد ، غير ان غالبيتهم العظمى لم يلامس العيد قلوبهم المتعبة بل مر عيدهم من دون ان يشعروا به اصلاُ وربما لم يخطر على بالهم بسبب صعوبة الظروف التي يعيشونها واضطرارهم لمواصلة العمل من اجل توفير لقمة عيش كريمة لعوائلهم المسحوقه .. وهكذا مر عيد العمال العالمي وعمال العراق يكدحون وسياسيو الصدفة يسرقون المال العام ولا يبالون لانهم محميون !!
عيد العمال مر والطبقة العاملة العراقية تعيش ظروفاُ صعبة جداُ ومعها الملايين من العراقيين الذين يشعرون بالقهر والظلم ويعانون من الفقر والعوز والمرض وعدم العدالة والمساواة بما فيهم الموظفين ، لذا تعالت اصوات الجميع في الاول من ايار عمالا وموظفين تطالب بمعالجات للواقع المزري الذي نعيشه كعراقيين بسبب الفساد والتخبط السياسي والاقتصادي .. الموظفون طالبوا بتظاهراتهم بتشريع قانون لسلم رواتب جديد يقلل الفوارق بينهم وبين سواهم من اصحاب الدرجات الخاصة بمختلف العناوين رؤوساء سلطات او وزراء او برلمانيين حيث يعلم الجميع ان رواتبهم ومخصصاتهم تقضم حصة كبيرة من اموال الموازنه والكل يقول ان هذا نهب للمال العام باسم القانون .. العمال من جانبهم طالبوا في تظاهراتهم التي انطلقت من ساحة الفردوس باتجاه ساحة التحريربوضع حد لانتهاك حقوقهم وتشريع قوانين ضمان اجتماعي تنصفهم ورفعوا شعارات تطالب باعادة الحياة لمعامل ومصانع القطاع العام المتوقفة عن العمل ووقف خصصتها بحجة عدم انتاجيتها فالجميع يعلم ان هذه المعامل كانت منتجة وتحقق ارباحاُ مجزية قبل الاحتلال وكانت توزع نسب غير قليلة منها للعاملين ..وبين مطالب الموظفين والعمال هنالك ملايين اخرى من العراقيين الكادحين مضطهدين من قبل ارباب العمل حيث لاتوجد قوانين فاعلة تحميهم من دون ان ننسى الارامل واليتامى والمعتقلين من الابرياء والمغيبين وعوائلهم .. لذا فان مناسبة عيد العمال ينبغي ان تحفزنا لتصعيد الاحتجاجات والتظاهرات السلمية وتوحيد جهودنا تحت شعار كبير يلخص تطلعاتنا كعراقيين المتمثل بالتغيير .. فالظلم والمعاناة وانتهاك الحقوق ونهب المال العام لا تنتهي مع بقاء احزاب فاسدة ومفسدة هيمنت على مقاليد السلطات بالتزوير .. عيد العمال مناسبة علينا ان نستثمرها لاستنباط وسائل انقاذ العراق من المتاجرين بحقوقنا ومعتقداتنا فيسرقوننا باسم الدين واول خطوة بهذا الاتجاه هوتوحيد جهود القوى والشخصيات الوطنية وفي المقدمة منهم ابطال انتفاضة تشرين 2019ورسم خارطة طريق لانهاء تسلط الاسلامويين .. عيد العمال مناسبة يفترض ان تدفعنا لاستذكار تاريخ قادة نقابيون سطروا بتضحياتهم ملاحم بطولية لبناء عراق مستقل يوفر العيش الكريم لابنائه .. استذكار نستلهم فيه الدروس والعبر ..
تحية اجلال واكبار لعمال العالم في كل مكان ومنهم العمال العرب وفي مقدمتهم العراقيين وهم يكدحون ليل نهار من اجل توفير رغيف خبز كريم لكنهم لاينسون واجباتهم الوطنية لبناء اوطان ينعم ابنائها بالديمقراطية والرحمة لشهداء الطبقة العاملة وتباً للسياسيين الفاسدين المستغلين ممن ياكلون اموال الفقراء والمعوزين وتعساً لهم في كل وقت وحين..