23 ديسمبر، 2024 3:20 م

علي صوت العدالة .نقطة رآس سطر

علي صوت العدالة .نقطة رآس سطر

لقد كان ولا زال علي أبن ابي طالب عليه السلام هو ذلك الوصي والخلف الذى أعده رسول الله (ص) اعدادآ رساليآ خاصا ليحمله المرجعية الفكرية والسياسية من بعده ، فكان الاخ الزكي ، وأول من آمن وصلى وأصدق من تفانى في سبيل ربه ، وضحى في سبيل إنجاح رسالته في احرج لحظات صراعها مع الجاهلية العاتية في كل صورها في العهدين المكي والمدني ، وفي حياة النبي (ص) وبعد رحيله ذائبآ في مبدئه ورسالته مجسدا للحق بكل إخلاص من دون أن يتخطاها قيد أنمله.
وقد وصفه ضرار بن ضمرة الكناني لمعاوية بن أبي سفيان حتى ابكاه وأبدى القوم وجعله يترحم عليه
فقال ضرار : فكان والله بعيد المدَى ، شديد القوى ، يقول فَصلا، ويَحكم عَدلا ، يتفَجّرُ العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يَستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستَأنس باللّيل وظلمته .
كان والله غزير الدمعة كثير الفكرة ، يُقَلِّب كَفّهُ ويُخاطِبُ نفسه ، يُعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جَشُب .
كان والله كأحدنا ، يُجيبنا إذا سأَلناه، ويبتدئنا إذا أتيناه ويَأتينا إذا دعَوناه ، ونحنُ والله مع قربه منَّا ودُنوّه الينا لا نكلِّمهُ هيبةً له ، ولا نبتديه لعظمه ، فإن تبسّم فعن مثل اللُؤلؤ المنظوم . يعظّم أهل الدين ، ويُحبّ المساكين ، لا يطمع القَويٌ في باطله ، ولا ييأَس الضعيف من عدله ) هذا ما أسسه لنا وصي النبي وخليفته من بعده ، رسم لنا طريق السياسة الواضح وكيف يتعامل الحاكم مع المحكوم ، فأين نحن من هذه الرسالة الخالدة ، أين نحن من هذا النهج الواضح والسياسة العادلة ، حيث أجده الإمام نفسه على أن يحقق بين الناس العدل الاجتماعي والسياسي وفي طريق لا التواء فيه، وأن يسود الأمن وتسود الحرية والرخاء ويتحقق الاستقرار مع الاحتفاظ بوحدة الأمة مع السعي في تربيتها وتعليمها وأعطائها كامل حقوقها ، وعزل الجهاز الفاسد واستبداله بالولاة والعمال الصالحين المعروفين بالصلاح ومراقبتهم أشد المراقبة ، حيث أقصى عن دائرة المسؤولية كل الانتهازيين والطامعين ، والتزم الصراحة والصدق في كل مجال ، فلم يخادع ، فسار على نهج أخيه وأبن عمه رسول الله صل الله عليه واله وسلم، وبدأت تتحرك كل القوى الطامعة الانتهازية التي خسرة مواقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ضد الإمام، وعانى الإمام ما عانى من الظلم والتحريض عليه منددين لسياسة الإمام الحكيمة والنزيهة، وإذا بالإمام بعد كفاح مرير يقع شهيدا مخضبا بدمائه الطاهرة في محراب عبادته ، وهذا يجري اليوم في محاربة المخلصين من أبناء الأمة الذين يحملون صفات الإخلاص والنزاهة في عملهم، وتستمر عمليات التسقيط بكل الطرق حتى يوقفون سير حكم النزاهة والعدالة في بلد الإمام علي عليه السلام، وكما حورب الإمام وياك دمه الطاهر في محرابه، لقد سفكت دماء ودماء في المحراب، لأنهم انتهجوا نهج علي ونزاهته ، فسلام عليك يا أمير المؤمنين زيت قائد الغر المحجلين، يوم ولدت ويوم جاهدت من أجل أن تعلو راية الاسلام خفاقة، ويوم صبرت ونصحت ، ويوم بويعت وحكمت ، ويوم كشفت النقاب عن براثن الجاهلية المتسترةبستار الإسلام، ويوم تبعث حيآ وانت تحمل وسام الفوز في أعلى عليين .