تمر علينا هذا الاسبوع الذكرى العاشرة لـ “الغزو” مدري “الاحتلال” مدري “التحرير” مدري “التغيير” مدري “السقوط” مدري “الجاي مدري .. عيوني المن امدره”. وكنت قد احترت بالفعل في كيفية تناول هذا الحدث الجلل مرة والتافه مرة اخرى والرائع مرة ثالثة والبين بين في كل المرات الى ان وجدتها لكن ليس على الطريقة الارخميديسية. فعلى الرغم من عدم متابعتي لاخبار الرياضة بمن في ذلك كرة القدم على جلالة قدر ابو الفيفا جوزيف بلاتر الا انني وجدت نفسي هذه المرة منهمكا في متابعة رياضة لاتخطر لاكثركم على بال واسمها بطولة العالم بـ “المواي تاي” التي لا اعرف معناها.
مالفت نظري هو مانشيت في احد مواقعنا الالكترونية يقول ان “العراق يهدد بالانسحاب من بطولة المواي تاي اذا ما اوقعته القرعة مع اسرائيل”. اذن نحن مشتركون في بطولة عالمية واسمها “المواي تاي” واوقعنا الحظ العاثرمع اسرائيل ولكن .. وهنا مثلما يقال تسكب العبرات. فطبقا للمعلومات التي استقيتها من الخبر اننا مشاركون في هذه البطولة بوجود اسرائيل. ولاتوجد مشكلة لدى الجهة التي تمثلنا في “المواي تاي”.. بل ان المشكلة التي نواجها الان هي ان احد ابطالنا ينتظر على احر من الجمر نتائج المنازلة بين ممثل تايلند وممثل اسرائيل. ففي حال فاز ممثل تايلند على نظيره الاسرائيلي فسوف نكون نحن جاهزين لملاقاة التايلندي. اما في حال سقط التايلندي بضربة اسرائيلية قاضية فان الاخير سيكون بانتظار بطلنا علي ساهر. لكن على ساهر وطبقا للتعليمات سوف ينسحب من هذه البطولة لاننا لايمكن ان نواجه اسرائيل التي تغتصب فلسطين واراض عربية اخرى.
ربما هناك من يسال ما علاقة كل هذه القصة بالحديث عن الذكرى العاشرة للغزو. العلاقة لاتتعلق بالمواي تاي لا من قريب او بعيد. سواء انسحبنا ام لم ننسحب. فهذه مسؤولية السلطة الرياضية. لكن ما اريد قوله ان هذه البطولة لو كانت قد حدثت خلال السنوات الثلاث الاولى من الغزو الاميركي للعراق لما كان قد ارتفع صوت يقول لاسرائيل على عينك حاجب. وكلنا نتذكر امثلة عن قيام سياسيين عراقيين واعضاء برلمان بزيارة اسرائيل ولم يجر حتى استجوابهم في البرلمان. ومن ذهب الى هناك اعلن انه واتته الشجاعة ليعلن زيارته بينما ذهب فلان وعلان وكلهم اسماء رنانة بالسر. ما اريد قوله ان التحول في المواقف من اسرائيل سياسيا يكاد يشبه التحول مما قامت به الولايات المتحدة الاميركية في العراق. فباستثناء الاخوة الكرد الذين اطلقوا منذ يوم التاسع من نيسان عام 2003 على ما حصل على انه تحريرا وليس احتلالا ومازالوا متمسكين به. فان كل ابناء الطبقة السياسية من الطوائف والمذاهب والكتل والاحزاب والكيانات الاخرى اطلقت على ما حصل تحريرا اول الامر. ومن ثم عدلت في التسمية عند ظهور المقاومة فاطلقت عليه احتلال علما ان السيد بوش سبق الجميع في توصيف ما عمله بانه احتلال الذي كان من الفه الى يائه لاجل عيون اسرائيل وضمان مصالحها في عراق يراد له ان يكون عراقات. وبعد الانسحاب الاميركي تبارى الجميع في اطلاق اسم “الغزو” على ما حصل. كل هذه المصائب التي وقعت خلال السنوات العشر الماضية .. وعلي ساهر لايريد مواجهة اسرائيل.
[email protected]