23 ديسمبر، 2024 3:13 ص

علي بن سلمان خلف القضبان ؟!!

علي بن سلمان خلف القضبان ؟!!

ما جرى على الطغاة وعلى مر التاريخ ، لم يكن بالشيء الجديد ، فقد مرت علينا حكومات ديكتاتورية كانت سبباً في سحق شعوبهم ، ولكن التاريخ سحقهم وضيع أثرهم ، والأمر سيان لحكم الجور والمتسلطين على رقاب الشعوب ، وما جرى ويجري بأسم الربيع العربي لم يكن أمراً تلقائياً بقدر ماهو نتيجة عكسية لجور الحكام من جانب ، ونهاية مخطط أُعد سلفاً للمنطقة ، وأن ما يجري في البحرين من سحق الحريات ، واستخدام أبشع وسائل القمع على أيدي مرتزقة فدائيي صدام هناك ، لا يمكن عده عملاً عقلائياً تجاه 70% من الشعب البحريني الذي لا يريد سوى حقوق أغلبيته المسلوبة ، وحق تقرير المصير حاله كحال شعوب المنطقة .
الشيخ علي سلمان والذي حكمت عليه السلطات البحرينية بالسجن 4 سنوات في عام 2014 ، واليوم تحكم عليه بالمؤبد ليس أول صوت يقمع ، ولن يكون آخر صوت يطالب بحقوق شعبه ، ومواقفه في المطالبة بحقوق وطنه وشعبه ، وأن النظام البحريني تناسى أن الظلم مهما علا فلابد أن يكون هناك موعداً للحساب ، ونهايةً لهذا الظلم ، وأن العداء للشخوص ولَد عداءً للأقلية المضطهدة ، وان السجن والنفي والإعدام وغيرها من أساليب القمع لن تكون مانعاً أمام مطاليب الشعب البحريني ، وأن المطالبة بالحقوق ستبقى صوتاً بعد صوت إلى أن تتحقق ، ويبقى الحوار والعقلانية سيدة الموقف ، وان الحاكم الذي يقترب من مطالب شعبه لا يعد حاكماً متنازلاً بقدر ما هو أبوة وصوت اعتدال تجاه مطالب شعبه ، كما ينبغي على حكام البحرين أن يعوا أن الحكام زائلون ولكن الشعب باقٍ بوجوده وعمقه ، كما أن تلك الأفعال التي تقوم بها سلطات البحرين، ومنهجها في التعامل المشين مع الحريات والمعارضين ، علاوة على إتباع سياسة طائفية بغيضة هي المهدد الرئيسي للاستقرار في منطقة الخليج ، هذه الممارسات وثقتها منظمات دولية عديدة معنية بمراقبة حقوق الإنسان، نذكر منها على سبيل المثال، تقرير منظمة العفو الدولية، وكذلك تقرير هيومن رايتس ووتش الأخير الذي اتهم المنامة بقمع المعارضين، وحل مؤسساتهم واعتقال رموزهم ، كما انتقد التقرير الأحكام الظالمة بحق المعارضين وآخرهم زعيمها الشيخ علي سلمان إلى جانب ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان. ولا تزال تهم التعذيب تترامى إلى مسامع الجميع عن سجون البحرين المزدحمة. يضاف إلى ذلك أن وزارة الخارجية الأمريكية اتهمت أمس السلطات البحرينية بممارسة سياسات تعسفية وطائفية ضد المواطنين، وهو ما يهدد الأمن والسلم في البلاد، وبالتالي يهدد استقرار منطقة الخليج برمتها.