اذا بدئنا بالتفتيش بين اسطر و كتب التأريخ للبحث في جميع الامبراطوريات و المماليك و الدول عن الشجعان و الابطال نرى ان هؤلاء يتم تكريمهم من قبل الامبراطور او الملك او الرئيس اما بالأوسمة او بالانواط او بالنياشين و ذلك لقيامهم بعمل بطولي واحد يكون اما بأنتصار في حرب معينة او انقاذ جيشه او بلده من السقوط او لفوزه في بطولة او مسابقة هذا التكريم المتعارف عليه في جميع الامم على مر العصور و لغاية وقتنا هذا

اما الامام علي (ع) و تكريمه لا يختلف عن هؤلاء الابطال و الشجعان من ناحية البطولة او الشجاعة و لكنه يختلف اختلافا كليا عنهم لانه لم يكرم على عمل بطولي واحد و انما كان هو الشخص الوحيد من بين جميع المسلمين الذي يستحق التكريم ليس لموقف واحد و انما في جميع المواقف و الحروب التي خاضها المسلمون في عهد الرسول المصطفى محمد (صل الله عليه و اله) و يختلف ايضا بالتكريم عمن سواه بأن الذي كرمه بالاوسمة و الانواط هو الله (عز وجل) و الناقل للتكريم جبرائيل و ميكائيل (عليهم السلام) و كذلك التكريم من سيد سادات العرب و العجم و خاتم الانبياء و المرسلين ابي القاسم محمد (ص) و هذا ان يدل على قيمة التكريم و عظمة القائد ، سنذكر بعض الاوسمة و النياشين و الانواط التي تقلدها الامام علي بن ابي طالب(ع) و هي مناداة جبرائيل (ع) بين الارض و السماء في معركة احد عندما انهزم المسلمين بعد نصرهم و مخالفتهم لوصية رسول الله و نزولهم من الجبل (لا فتى الا علي لا سيف الا ذو الفقار) و هذه بعض الايات القرآنية التي نزلت بحق الامام علي (ع) لاني لا استطيع حصرها في هذا المقال الصغير و انما تحتاج الى مجلدات و مجلدات لذكر مناقبه و شجاعته (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة ٥٥ ، (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) الشورى ۲۳ ، (وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) النجم ۱ ـ ٤ ،  ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) المائدة ٦۷ ، ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)  المائدة ۳ ، ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ  أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )  الواقعة ۱۰ ـ ۱۱ ، ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله ) التوبة ۱۹ ، ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) السجدة ۱۸ ، ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ) مريم ۹٦ ، ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة ۷ ، ( إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ٣٣ ، ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) التحريم ٤ ، (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ) آل عمران ٦١ ، هذا عدد من الايات القرآنية بحق علي (ع) و هناك اكثر من (٣٠٠) اية في كتاب الله الحكيم

اما الاحاديث النبوية لا تعد و لا تحصى سأذكر بعض منها ( خرج الايمان كله الى الشرك كله) ، ( انا مدينة العلم و علي بابها و من اراد العلم فاليأته من بابها ) ( ان ضربة علي في يوم الخندق تعادل عبادة الثقلان) ، ( مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ) ، (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ) ، (لو إجتمع النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزّ وجلّ النّار) ، ( النظر الى علي بن ابي طالب عبادة) ، (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي) ، (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ) (ياعمار اذا رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس فانه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من هدى) و الكثير الكثير من الاحاديث النبوية بحقه (ع) لم اجد و لم اقرأ ان هناك رجل او قائد نال هكذا اوسمة و انواط على مر العصور سوى علي بن ابي طالب (ع) انه الانسان العابد و الامام الزاهد و الفدائي الاول و المسلم الاول و القائد الهمام و الناصر لرسول الله و الذي مع شديد الاسف اننا لن نقدر او نحافظ او نعطي لهذه النعمة حقها .