۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ / النمل، (82)
ان مصطلح ” دابة الارض ” وهو ما لا يستطيع اغلب المفسرين تفسيرهُ ، وجاء العديد من الامؤر والاشارات التي تشير اليها منها ( هي دابة تكلم الناس بالسنتهم ، وتسير في الاسواق وتنكح النساء وأكل الطعام ) ، واخذ المفسرين يقولون ان هذهِ (الدابة) من الصنف الحيواني ، تظهر للناس في اخر الزمان ، وتكلمهم بالسنتهم ، وهذهِ معجزة لكي تصدق البشرية انذاك ، لكن في المصادر الغوية للمصطلحات العربية تقول ( كلُ ما يَدِبُّ على الأرض ” أي يسير ” هو دابة ) اذن الانسان ما دام يدب على الارض أي” يسير ” فهو ( دابة ) ، اذن في اخر الزمان يظهر بشر ملائكي ذو حوار كوني مختلف عن البشرية يدعى” رب الارض ” ، وهو ما ورد عن أبي الطفيل في حديث سأل امير المومنين (ع) عن دابة الارض .{ فقال عليه السلام ، هي دابة تاكل الطعام ، وتمشي في الاسواق ، وتنكح النساء : قلت من هو : قال : رب الارض : قلت من هو ؟ : قال : صديق الامة و فاروقها و ذو قرنيها : قلت : من هو ؟ : قال الذي عندهُ علم الكتاب ، والذي جاء بالصدق وصدق به ، أنا والله …} الحر العاملي ، الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ، ص 366 .
ان ما ورد في الحديث اعلاه ، يشير الى ان ( الدابة ) ليست ( الدابة ) المتعارف عليها من الصنف الحيواني ، بل كان الامام (ع) يتحدث في المصطلحات الغوية السائدة انذاك وما زالت ، وهو مصطلح ( الدابة ) أي “الدبيب ” أي ” يسير ” ، وكما وضحنا اعلاهُ ان كل من يسير على الارض هو ( دابة ) ، والدليل تسير في الاسواق وتنكح النساء والى اخرهِ ، جميع هذهِ الامؤر تدل على المعنى الذي قصدناهُ ، اما الامر الاخر، وهو ما جاء في الرواية
( ربُ الارض ) ، حيث ورد عن الرسول الاكرم (ص) بحق امير المؤمنين ( هو ربُ الارض بعدي ) المجلسي ، البحار ، ج7 ، ص323
اما من جانب (صديق الامة وفاروقها ) حيث ورد عن النبي الاكرم (ًص) ايضاً ، ( علي مع الحق والحق مع علي )
اما من جانب ( الذي عندهُ علم الكتاب ) حيث ايضاً ورد عن النبي الاكرم ( انا مدينة العلم وعلي بابها ) ، ( والذي جاء بالصدق وصدق بهِ ، انا والله ) جميع الطرق الفكرية والاستدلالية العلمية الاسلاموية تدل على علي بن ابي طالب عليه السلام ،
لكن من هو في اخر الزمان ؟؟ ، وكيف يمكن معرفتهُ ؟؟
جميع هذهِ الامور تخطر في الاذهان ، في قرن العشرين ما بين وعورة الشوك الذي كان يغطي الطرق للوصول الى المجتمع ، ظهر رجل ذو حوار كوني مختلف ، ملاكاً بشرياً ، لقب بروح الدين ، لقب بالنفس الزكية، لقب برجل بأمة ،( اسمهُ محمد بن محمد صادق الصدر ) ذلك الرجل الذي اخرج البشرية من الظلمات الدامسة ، الى الانوار المضيئة بنور رب الارض ، ذلك الرجل كلما تكلم قال ( هكذا يقول محمد الصدر وهكذا يقول علي بن ابي طالب ) ، وايضاً خاطبهُ الشاعر ( هذا علياً كر واقبل ) وايضاً ما جاء ( السلام على ” صدر ” الخلائق ) ، الذي كان شعارهُ العدالة والمساواة في المجتمع ، كذلك كان علي بن ابي طالب المعروف بالعدالة الحيدرية ، التي لم تكن في شخص الا في علي وآل الصدر ، محمد الصدر دابة الارض رغم الانوف وبالدليل القاطع و الاستدلال الشرعي الفكري الاسلامؤي ،( دابة الارض ) مهمتها ، التمهيد لقضية الامام المهدي (عج) ، التي غيبت ما بعد آل محمد ، وما قبل محمد الصدر ، لولا محمد الصدر و موسوعتهُ العريقة في الالهام الرباني ، والعريضة بطرحها المنفرد ، لما كنا اليوم نعرف شخص اسمهُ المهدي ، محمد الصدر ممهداً ، والدليل عندما قال (هناك يقولون لهم اني ارسلت اليكم محمد الصدر ليقرع اسماعكم فلم ترعووا ولم تهتدو ) ، وامر اخر هو اقامة فريضة صلاة الجمعة المباركة ، التي توقفت من بعد علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولا تستمر هذهِ الصلاة الا على يد علي بن ابي طالب وهو صدر قرن العشرين ، كان الهم الوحيد الذي يهم بهِ السيد محمد الصدر قدست نفسهُ ، هو ترسيخ هوية الامام المهدي (عج) في نفوس الاجيال ، لانهُ بعث ممهداً لهذهِ المهمة الكبيرة ، ومن يقول محمد الصدر قد استشهد ، اقول لهُ كلا محمد الصدر ، حي ولم يمت ، محمد الصدر بقى منارة علم وهدى ونبراساً للبشرية ، ورمزاً للتضحية والفداء من اجل العقيدة والمبدأ والوطن ، وما جاء في مقولتهُ الشهيرة ( حب الوطن من الايمان ) وتقليد المرجع الشهيد ، خيراً من تقليد المراجع الحية الميتة الصامتة كصمت اهل القبور ، سئلوا احد العلماء ( لو رجعت حياً الى الحياة ماذا ستفعل ، قال : اضع كرسي في باب داري لاقضي حوائج الناس ) وهذا ما نشاهدهُ في الحوزة العلمية الناطقة بالحق الممتثلة بالسيد محمد الصدر قدست نفسهُ ، فهو يسير من هذا المنطلق ، وان الحوزة الناطقة هي الوريث الشرعي الأوحد لامير المؤمنين ، ان من واجب الحوزة هو النزول الى المجتمع لمعالجة المشأكل ، وليس انتظار قدوم الناس لطرح مشاكلهم الى المرجعية ، وحيث قال في وصف النبي الاكرم (ص) والائمة (ع) (بل من المستطاع القول ان النبي (صلى الله عليه واله) والمعصومين (سلام الله عليهم) من الحوزة الناطقة المجاهدة وليس فقط مع الحوزة، وانما هم من الحوزة الناطقة المجاهدة.) محمد الصدر جاء ممهداً فكرياً معنوياً لاصحاب الامام (313) ، وليرتقي مستوى الامة الى حداً ما لقضية الامام المهدي ، فهو علي بن ابي طالب بالدليل والبرهان ، والاستدلال الاسلاموي ، وهو الوريث الشرعي والاوحد لمثل هكذا قضية ، خصوصاً حوزتهُ الناطقة بالحق ، وانوهُ على نقطة أخرى ، ان علي بن ابي طالب (ع) قتل في محراب الصلاة قالاً( فزتُ ورب الكعبة ) وان السيد محمد الصدر قدست نفسهُ ، كذلك عندما انتهاء من الصلاة ، بأمر من ( الدولة البيزنطينية ) والتي سوف اتحدث عنها في مبحثاً اخر ، اصدر الحكم باغتيالهُ ، قالاً (يكفي إن في موتي شفوة وفرحاً لاسرائيل وأمريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والاخرة ) حيث جاء برواية عن الامام الصادق حيث قال ( يقتل بين الركن والمقام غلام يدعى محمد بن محمد ذو النفس الزكية ) ، وحيث قال قدست نفسهُ (وسوف اذهب وضميري مرتاح) ختاماً ( محمد الصدر وآل الصدر الحق واكثرهم للحقِ مبغضون)
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّه ) الاعراف ،43