من يقرأ عن فلسفة ونهج والقيم الاخلاقية لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب سيعرف كم كان هذا الرجل انسانا عظيما فتعاليمه وافكاره يجب ان تدرس كمنهج علمي اكاديمي في جامعات العالم فشعوب الارض بحاجة لكي تعرف حقيقة هذا الانسان الذي قضى مراحل حياته مدافعا عن مبادىء الاسلام والانسانية والتضحية والفداء …..
فبرغم كوني ماركسيا علمانيا دائما اقول ليس هنالك اعظم من الاسلام دين وليس هنالك اعظم من محمد نورا للبشرية وليس هنالك اعظم من علي سيدا لفلسفة الحضارة البشرية فمن يقرأ عن الاسلام وسيد الخلق محمد وسيد الاخلاق والمبادىء والمواقف علي سيعرف ان مراحل التأريخ الاسلامي دروس وعبر هبة من الله عز وجل لشعوب الارض لكي يتعلموا كيفية صياغة مصيرهم نحو الخلود في الحياة وهذا الكون الفسيح فمما لا شك فيه ان رسالة خاتم الانبياء محمد كانت واضحة وصريحة في تجسيد مفردات العقل للأنسان لكي يفرق ما بين الظلام والنور فالجهل كان يسكن قبائل العرب لهذا ارسل الله عز وجل رسوله لكي ينقذهم من الكوارث والويلات التي حلت بهم بفعل الخرافات التي كانوا يؤمنون بها ؟
ولكن ماذا حصل بعد وفاة الرسول هنا التأريخ الاسلامي منقسم في توجهاته وطروحاته ففي يوم الغدير القى الرسول خطبته المشهورة قال فيها عبارته المشهورة …..
قال رسول الله ….. أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا….. الله ورسوله أعلم
قال رسول الله ….. إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه
هنا تتضح من هذه العبارة ان الرسول وضع من بعده رجلا الا وهو علي لكي يخلفه في قيادة امة الاسلام وليس كما يقول البعض ان الرسول امتدح علي وفضائله فالعبارة واضحة وقواعد اللغة العربية صريحة في صياغة تشكيل اللغة والمعنى …..
فالولي بمعنى الراعي والاب والقائد والزعيم ومعاني كثيرة هي بمجملها مرادفة لبعضها في المعنى فالولي هو الاب الذي يدير حياة ابنائه في الاسرة وهو ايضا بمعنى الراعي اي من يرعى عامة الناس وايضا الولي يقاس معناها بالقائد والزعيم استنادا الى مفردات هذا العصر
ولكن هذا لم يحصل بفعل المؤامرات والدسائس بين اركان قيادات المسلمين وما يحصل الان في هذا العصر من احداث مؤسفة بحق الانسان لأخيه الانسان كان يحدث في ذاك العصر ؟
فكان لكل رجل ذو صفة قيادية مجموعة من الرجال يحومون حوله من بينهم الخدم والمستشارون والمرافقون والحراس لقد كانوا دولة داخل دولة وصنعوا دويلات داخل هذه الدولة كانت هنالك دوائر لصنع القرار ولكن هذه الاحداث حصلت بعد وفاة النبي فلقد مرت الامة الاسلامية من بعده بسلسلة من الاحداث الغامضة لم يسردها التأريخ الاسلامي بتفاصيلها الدقيقة وان وجدت هذه الاحداث فهي منقسمة في طرح وجهة نظرها ؟
والباحث في شوؤن التأريخ الاسلامي سيجد ان معظم قيادات المسلمين انذاك قتلوا وهذا يوضح ما طرحته اعلاه اي كانت هنالك خلايا بشرية تعمل على نشر مفاهيمها وتوجهاتها الخاصة من خلال التصفية الجسدية اي ان القوة لها دور هام وبارز في اضفاء الشرعية على هذه المفاهيم والتوجهات وبالتالي خلق بؤر من التمرد والغضب بين فئات الامة الاسلامية ؟
لهذا فأن هنالك مراحل غامضة في التأريخ الاسلامي ومنها مرحلة ما بعد وفاة الرسول الى ان استلم علي بن ابي طالب زمام الحكم للامة الاسلامية ولكن من خلال بحثي ودراستي وقراءتي المتعمقة للتأريخ الاسلامي وصلت لنتيجة ان علي بن ابي طالب هذا الرجل العظيم ظلم اشد الظلم فهو شخصية تملوها صفات القيادة بحكم التفاف رجال من قبائل العرب حول نهجه وفلسفته ولكن هذا لم يكن كافي لكي يحظى بالمكانة التي وضعها له الرسول الاعظم ؟
فهنالك الكثير من الخفايا والاسرار حول حياة علي بن ابي طالب وعلاقته بقيادات المسلمين انذاك فمنهم من كان يؤمن ان هذا الرجل يستحق الامامة والخلافة ومنهم من جرد الحقيقة من الروح وحارب فلسفة وفكر ومنهج علي بن ابي طالب …..
فاحيانا كثيرة ما يقال وما يكتب ليس كافيا لاثبات الحقائق ولكن المثقف الذي يعشق المعرفة والفكر والفلسفة التي تستند الى الحقيقة سيعرف ان ما يكمن خلف هذه السطور تأريخ غير معلن من تأريخ الامة الاسلامية العظيمة ….. وما خفي كان اعظم ؟
فعشق علي في القلب وحبه في الوجدان واسمه راية الاحرار والثوار وتأريخه ثورة الاخلاق والتضحية والفداء
فتحية لعلي بن ابي طالب سيد فلسفة الحضارة البشرية واحد المظلومين في الحضارة البشرية
