18 ديسمبر، 2024 8:23 م

ماذا قدمنا لأعظم رجل في الإسلام، بعد رسول الله وخاتم الأنبياء وخير الخلق محمد بن عبد الله (صل الله عليه وآله وسلم). هل عرفنا به بما يستحق، أو الأصح: هل عرفنا به بما نقدر عليه من وسائل وأمكانات، وما نملكه من قدرات أدبية وعلمية، وأدخل تحت هذين الموضوعين كل ما يجول في خاطرك من مصطلحات وموضوعات عرفها الإنسان منذ ” وعلم أدم الأسماء كلها ” الى يومنا هذا، في الفنون والآداب والحكمة والسياسة والاقتصاد والأديان والفلسفة والرياضيات و… الخ.
هل عجزنا أن نعرف أبنائنا بمن أقترن أسمه وشخصه وروحه بالدين والإسلام والقرآن، وكان عديل القرآن وترجمانه، والذي لو ثنيت له الوسادة لأفتى لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم، وأهل القرآن بقرآنهم.
هل خاطبنا المخالف بل والموالف بنهج (علي) وسيرة (علي) وكلام (علي). هل قلنا لهم أن علي بن أبي طالب كان يحكم دولة كبيرة وعريضة، ولكن كان كرسيها أهون عليه من عفطة عنز أو سير نعل كان يخصفه بيده.
كانت (خضرائكم) موجودة تحت يديه، بل الدنيا كلها تحت قدميه – لو شاء – ولكان هيهات، فقد أكتفى بقرصيه وطمريه، متأسيا بسيده وحبيبه سيد الخلق (صل الله عليه وآله وسلم)، والذي مات وهو لم يشبع من خبز الشعير.
هل أوصلنا رسالة (علي) الى الأمم الأخرى؟ رسالة الحرية ” لاتكن عبد غيرك، وقد خلقك الله حرا “. رسالة المساواة ” الناس صنفان: إما أخو لك في الدين، أو نظير لك في الخلق “. رسالة العلم ” رواة العلم كثير، ورعاته قليل “. رسالة الشجاعة ” العجز آفة والصبر شجاعة “. رسالة الزهد “رأس النجاة، الزهد في الدنيا “. رسالة العدل ” في العدل إصلاح البرية ” … الخ. اليس الأمم تفخر بعظمائها وعلمائها وكتابها ومن تميز منهم في حقل من حقول العلم والبناء والحضارة، وتقيم لهم التماثيل والنصب التذكارية، وتحتفي بهم وتقدمهم للعالم بأبهى صورة، وأجمل طريقة يمكن أن يقدموا بها كمفخرة وقدوة ومثال تفتخر به تلك الأمة أو الدولة أو المجتمع على الآخرين.
هل صعب علينا أن نقيم لعلي بن أبي طالب مثل ذلك؟ في وسط بغداد، بل في كل محافظة من أرض العراق، بل في كل دولة وأمة ومجتمع يقول ” أشهد أن عليا ولي الله “. هل عجزنا أن نقيم نصب تذكاري لنهج بلاغة (علي) وكلامه الذي هو ” دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق “.
أما أن الأوان أن نقدم للعالم_ كل العالم _ وجه الإسلام، المشرق، الناصع، الأبيض، الجميل، الطاهر، الشريف… المتمثل بمحمد وعلي (صلوات ربي عليهما).
العالم الذي ما عاد يعرف الإسلام، إلا من خلال مسميات طفيلية وجرثومية، استطاعت أن تدخل لكيانه، وتنهش من جسمه وتعتاش على رسمه، مرة باسم القاعدة وأخرى باسم طالبان وأخرى باسم أخوان الشياطين وأخرى باسم داعش، وهلم جرا.
أرفع صوتي عاليا بالدعاء الى الله تعالى، متضرعا ومتوسلا أن يهدي كل الناس الى باب الله، وباب علم مدينة رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) ألا وهو علي بن أبي طالب (صلوات ربي عليه)، فإنه والله العروة الوثقى، والتي ما أن تمسكتم بها بصدق فلن تخرجوا من هدى، ولن تدخلوا في عمى.