تشتهر عندنا قصة علاء الدين أو كما هو معروف في تراثنا بأسم (علي بابا) مع أربعين لصا، كما وردت في كتاب ألف ليلة وليلة، وتدور حول لصوص حاولوا سرقة علي بابا، لكن زوجته مرجانة الفطنة، تنبهت لتاجر الزيت الذي نزل عندهم، وحمولته المكونة من أربعين جرة من الزيت ، يختبئ في كل جرة لص..
أخذت الزوجة الفطنة, أحجارا وأغلقت فوهات الجرار، وأبلغت زوجها علي بابا، بما يروم فعله هذا التاجر مع اللصوص.. فمن أين نأتي، بشعب فطن مثل مرجانة، لا تنطلي عليهم، خدعة تاجر السياسة، الذي وضع أربعين لصا، بجرار “المستقل” وخدع غالبية الشعب بهم؟.. فأصبح الناس يلوم بعضهم بعض، ويعضون على أناملهم، بعدما خرج اللصوص من جرات أغلب المستقلين، و صدحوا بتوجهاتهم علنا، بعد ان وقع الفأس بالرأس!
من المصاديق التي تثبت أن المستقلين كذبة، أنهم شكلوا أحزابا وأصبحوا جزءا من منظومة النظام والدولة، كما حصل مع امتداد والبيت الوطني وغيرها..فجميعها أحزاب, لم تختلف في تعاطيها عن سياق التي سبقتها.. أفلا يجب أن يعي المتابع أن كلمة مستقل في هذا الظرف, ما هي إلا كذبة منمقة، غايتها لباس ثوب لكسب الأصوات!
ما يزيد الطين بلة, والخدعة حبكا وتلبيسا على الناس, أن هناك شخصيات تقدمت بمفرها، وكسبت تأييدا شعبيا تحت يافطة “المستقل” ليتضح أنهم ضمن سلسلة تابعة لأحزاب سياسية، تفرغت سرا لكسب الأصوات تحت عنوان مستقل.. فأين المستقل وماذا سيقدم؟!
من خلال تجارب عديدة، داخليا وخارجيا، أثبتت وبالتجربة أن الجماعات المتحدة ضمن إطار سياسي وبرنامج وقائد تحت قبة البرلمان، تكون صاحبة اليد العليا في تمرير القوانين والقرارات، والحلقة الأضعف هم المنفردون أو ما يوصفون بأنهم المستقلون.. كونهم يقعون فريسة، وتبتلعهم الأحزاب الكبيرة والمنظمة, وإذا حافظوا على حيادهم، سيكونون غير فعالين، ووجودهم في الظرف الحالي كعدمه، لن يؤثر سوى في كافتيريا البرلمان، هناك يتضح تأثيرهم جليا.
علي بابا وذكاء زوجته مرجانة، كشفت وفضحت “الأربعين حرامي” فمن يكشف لنا الأربعين مستقلا، ويفند نظرية المستقلين التي خدعت الناس .. ثم لم ينفع الندم!