19 ديسمبر، 2024 2:58 ص

علي الدر يبقى والإمـــــام

علي الدر يبقى والإمـــــام

من (الوافر) بمناسبة ولادة الإمام علي (ع)
عليُّ الدرُّ يبقى والإمـــــام ُ***وكيفَ الشمسُ يحجبُها الظلامُ

وما شمسٌ!سوى جرم ٍصغيرٍ *** وفيهِ الكونُ ينطقُ والأنــامُ

أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي *** وكيفَ المدحُ يرهبُني المقـامُ!

وقدْ عجزَ الأوائلُ من قديـــم ٍ*** وما نحنُ سوى بشـــــرٍ تلامُ

ولا أنسى إذا أنسى عليـــــــاً*** ألا أقرأ على الدنيا ( السلامُ)

ألا للّهِ من نفس ٍ تســــــامتْ*** عن الدنيا وذي الدنيا حطــامُ

فأنتَ النورُترشدنــــــا سبيلاً*** وبعدكَ لجَّ عالمَنــــــــا القتامُ

وأنتَ شعاعُ كلِّ عظيم ِ نفسٍ ***ومنكَ سما عباقرة ٌ عظـــــامُ

وسعتَ العلمَ بحراً في حدودٍ *** وماذا لو أميط َ لك اللثــــــامُ

مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــــــامُ

ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــــــامُ

بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً ***بندِّكَ حاروا في الدنيا وهامـوا

فقالوا : ربُّنا ملكَ المنــــــايا *** وقالوا :بأمرهِ سارَ الغمـــــامُ

وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولَ الفذِّ يشتدُّ الزحــــــــامُ

يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــــامُ

ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمــــــــامُ

فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً *** وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ

وكانَ الناسُ في جهلٍ شتاتاً *** فوحّدَ صفـَّهم ربٌّ فقامـــــوا

ولولا احمدُ المبعوثُ فيهمْ ***وأنتَ الفذ ُّ ما صلـّوا وصاموا

فنــاداكَ النبيُّ لابن ِ ودٍّ **** فحدُّ الحقِّ يحسمُهُ الحســامُ

وكمْ في عصرنا من ْابن ودٍّ *** ولكنْ أينَ حيدرة ٌ فسـاموا!

ولمْ تشرعْ قتالاً دونَ داعٍ ٍ *** ولمّا بادروا صُرعَ الطغـامُ

ولمّا قدْ ظفرتَ بابنِ عاص ٍ *** أنفتَ لسوأةٍ وهو اللطــــامُ

فكمْ أصفحتَ عن خصم ٍ عنيدٍ *** ولا يسمو مروءتكَ الخصامُ

ولولا أنْ كرهتَ الغدرَ ظلماً *** لكنتَ من الدهاةِ ولا تـــرامُ

فكانتْ منكَ ترتجفُ المنايا *** فبئسَ الدهرُ يلهمُكَ الحمـامُ

أبا الحسنين عفواً فالرزايا *** لقدْ حلـّتْ وعاثَ بنا اللئــامُ

ولم نألفْ لغيرك في دمانا *** فذابَ الوجدُ -عشقاً – والغرامُ

أنا ابن الكوفةِ الحمراء ِنبعاً ***ومنْ ذراتِ تـُـربتكَ الهيـــــامُ

سقمتُ وما الزمانُ سوى سقام ٍ***وأنتَ اللوذ ُ إنْ حلَّ السقـــامُ

أبا الحوراءِ يشفعُ لي قصيدي*** بيومِ الحشر ِ إنْ نفعَ الكلامُ

إذا كبتِ الليالي مدبـــــــراتٍ *** فمنكِ الحقُّ يعلو يا شآمُ (1)

إلى النجف ِ الشريفِ ومنهُ بدأي***وأرجو أنْ يكونَ به الختامُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نظمت القصيدة في دمشق الشام 1996

أحدث المقالات

أحدث المقالات