لست متديناً لكن (عليا )عظيم ..هذه كانت كلمات الاديب الراحل جورج جرداق فعلي ليس للبيع ,ولايمكن لأن تحتكره طائفة دون أخرى أوهوية عن غيرها ,إنما هو نهرٌ عذب يشرب منه الجميع وعلى مختلف مشاربهم ,كان علي ينظر لليلة مقتله ويقول هي هي التي وعدني بها رسول الله ,ترك علي بعد رحيله فضاءاً واسعاً بعمق مسافة الارض والسماء ,لم يكن رجل دولة فحسب ,وإنما مدرسة شامخة تغذي الأنسانية في الثوابت والقيم والمبادىء ,قدمت وأعطت شهاداتٌ متنوعة وبمختلف الاختصاصات حسب رغبة المتعلم وجد ما يريد علمه منه فهو باب مدينة علم الرسول الاعظم ,أمتُحن علي بدنيا حقيرة سعت لأن تؤذيه بأدواتها من الموتورين في سلوكهم أولاد الأدعياء فقال :انزلني الدهر وانزلني وانزلني حتى قيل علي ومعاوية ,هكذا هي الدنيا الدنيئة مع الاحرار تُمعن في أذيتهم,فثوابت علي لا تباع ولا تشترى أنما هي مرتكزات تمتمد الى حد نخاع جذر الارض ,قلي من أنت ومن أي العوالم جئت الينا ؟؟ومن أي إنسانية خرجت بها لنا ,لترأف حتى ترأف بقاتلك فتطعهمه وتسقيه من شرابك ..أنت ..أنت ألم السنين .
فعندما سأل (جورج جرداق ) عن موسوعته التي كتبها بأسم (علي صوت العدالة للأنسانية ) فيجيب : نعم وهو من اعز ما كتبت في عام 1960 فانا اترنم بحب علي وللاسف الى الان لم ينصف هذا العملاق… الكتاب المسلمون يتحدثون غالبا عن الغبن الذي لحقه وابعاده عن الخلافة… استغرب جدا فعلي اكبر من الخلافة.. علي رمز الحرية والعدالة والانسانية.. علي انسان كبير.. اليس هو القائل: (ما جاع فقير الا بما متع به غني)، ما اعظمها من كلمة لقد سبق كارل ماركس بالف واربعمائة سنة… (الامام) علي اسس بشكل مذهل لمبدأ العدالة.. اسمح لي ان اقول انه فاق بعض الانبياء بانسانيته وعدالته.., وأنا لست متدينا اصلا، الا انني اراه رمزا للانسان والانسانية، فكل ما في علي عظيم وما زال محاربا ومغيبا الى اليوم للاسف..
ان مجلس علي مجلساً يضج بالموعظة والارشاد والتزود بالعلم فيه ضالت الانسان الباحث عن انسانيته المفقودة كان يجد فيه اقوال ترجمت ﻷفعال تزخر بالحياة التي تحفظ كرامة المرء من النظرة الدونية للطبقية والتمييز الجميع متساوون عنده ،من يريد المعرفة والعلم والبلاغة والفصاحة والمشاورة يذهب لمجلس علي فلن يُسأل ماهي هويتك وانتماؤك وعنوانك فليس هنالك مدير مكتب متملق مريض يخفي ملفات أو يضمر حقداً لشخصا ما بدافع الغيرة والحسد،وهنالك كان مجلس بالطرف الاخر تجد فيه جيش من اﻹمعات واشباه الرجال وانصافهم اقوام من الزعاطيط والزواحف واللواحيك ليس لديهم قضية ومبدأ انما الطيور على اشكالها تقع ..
في معركة صفين، حين سبق جيش معاوية جيش الإمام في الوصول الى منطقة القتال،واستولى على مشرعة الفرات ومنعوا جيش علي من الوصول اليه،فاستنهض الامام بذلك جيشه للوصول الى المشرعة، وهذا ماحصل فعلاً، حيث استطاعوا أن يجلوا جيش معاوية عنها وان تكون لهم السيطرة عليها، فلما كان ذلك تصايحوا يقولون له: ( نمنعهم من الماء كما منعونا ونقتلهم بسيف العطش ولكنه رفض ذلك وقال: {خذوا حاجتكم من الماء وارجعوا الى معسكركم وخلوا بينهم وبين الماء فاني لا افعل مافعله الجاهلون }