الان و بعد ان انجلت الغبرة عن معركة داعش ، وانتهت لوعاتها ومآسيها وتكللت بنصر عراقي شامخ ، ينبغي اجراء مراجعة شاملة وعامة للظروف التي سبقت احتلال الارهابيين للمدن ، وبعيدا عن الموقف الامني المتردي الذي كانت تعيشه الموصل وحتى تكريت والانبار وديالى قبل انتكاسه سقوط نينوى ، علينا ان نحدد الاسباب التي ادت لتلك الانتكاسة وقريبا من الواقع وبعيدا عن التنضير ، ثمة قــواسم مشتركة و موجوده في كل ماسي العراق بعد 2003 وهي الفساد وتبديد الثروة واهدرها في مشاريع وهمية ..!
اذا اردنا ان نصحوا من الاحداث التي عصفت بالعراق ، ينبغي علينا ان نتوحد ونقف بوجه من سرق موازنات البـــلد وبــدد ثـــرواتــه ، فــــلولا سرقة تلك الاموال لـــمـــا تــمـــكن الارهابيين من النفاذ للموصل وبقية المحافظات .
تجمع اغلب التقرير الامنية وافادات شهود العيان الذين كانوا مواكبين للاحداث التي سبقت دخول داعش الى مدننا واحتلالها ، تجمع على ان العصابات الاجرامية كانت تمول نفسها من اموال البلد ، وطبعا كان ذلك يحدث بسبب الادارة الفاشلة التي كانت موجودة عام 2014 وما قبلها ، فالارهابيين كانوا يتقاضون رواتب ويحصلون على عقود ، والطامة الكبرى انهم يمولون عملياتهم الارهابية من اموال العراق ..
وكـــي لا نـــقــع بنفس الاخطاء السابقة ، ينبغي ان نتوحد ونقف بوجه من بدد ثروات الشعب ، تمهيدا لمسألته قانونيا ,,, فالمطلوب اليوم ان نكون عند مستوى المسؤولية الوطنية ونلتف خلف الاجهزة الامنية و الحكومة من اجل تمكنيها في قضية مسالة المسؤولين والقادة السابقين عن الثروات التي بددوها ..
ما يعيشه العراقيين اليوم من معاناة ومآسي ، اساسها الاول والاخير الثروة التي تبددت بمشاريع وهمية ورواتب للفضائين الذين كانوا السمة الابررز في ملامح الحكومة الماضية ..
لسنا متحاملين على احد بقدر ما اننا نريد ان تنتبه الجماهير الى ان من بدد موازنات البلد في السنوات الماضية ، يحاول اليوم العودة الى الاضواء ، مستغلا سذاجة البعض او الاموال التي نهبها هو وحاشيته سابقا ..
علينا ان نكون عند مستوى الحدث ، ونقف بوجه فساد السلطة الماضية …