18 ديسمبر، 2024 10:17 م

علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا

علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا

عندما صدع النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر الولاية في عيد الغدير، معلناً مساراً رسمه الله عز وجل لدينهِ، متمثلاً بخط الهدى في الأئمة من ولدهِ، أنزل الله عليه قوله: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾.
وتوضح هذهِ الأية حالة الذين يئسوا من هذا الدين بحالة تمامهِ وكمالهِ، ولأن الحديث عن يوم الولاية فهذا يعني أن عدم اليأس إنما تحقق بالولاية التي جعلها الله عز وجل لأكمل الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه واله ) صادقاً بعد صادق.
وكما نعلم إن البعض قد يضل متحيراً تائهاً في بطون الكتب والمؤلفات يبحث عن بصيص أمل يقودهُ الى الحق , لكن نحن أتباع أهل البيت قد من الله علينا إذ وِلدنا في بيئة ومكان تدعو الى الولاية الحقة فلابد لنا أن نترجم هذا الإيمان الفطري الى سلوك ينبع عن قناعة , وأن نجاهد أنفسنا في شكر الله على هذهِ النعمة وهي نعمة الولاية في القول والفعل , وإلا نكون ممن مصيرهم الحسرة والندامة يوم القيامة, وأن نكون زيناً لأهل البيت “عليهم السلام ” لا شيناً عليهم وهذا ما وضحهُ المحقق البارع والمرجع الديني السيد الصرخي الحسني في محاضرتهِ { 10 } من بحث “الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى?}طه82 . عن الطبري : وقَالَ آخَرُونَ بمَا …سَمعْت ثَابتًا الْبُنَانيّ يَقُول في قَوْله : { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } قَالَ(ثابت) : إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ ( صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ). قائلاً:
” ولاية أهل البيت (سلام الله عليهم ) تأتي بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح، هي توفيق من الله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله أن يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت (سلام الله عليهم) …، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أن نشكر النعمة، علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أن نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم .”
وختاماً إنهم آل محمد (صلى الله عليه وآله) الذين نتولاهم ونأمل أن يكتب الله لنا بهم الفلاح في الدنيا والآخرة وكما وصفهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):” أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ، إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّه فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ”.