17 نوفمبر، 2024 7:48 م
Search
Close this search box.

على نفسها جنت براقش

على نفسها جنت براقش

منذ عقود طويلة اكل الدهر عليها وشرب انتهت مفاصلها الجميلة بلمح البصر الا ان شبح الليالي السوداء ظلّ يلاحقنا من زاوية لاخرى.
وعلى الرغم من ايجابيات وسلبيات كل مرحلة الا اننا كتركمان لم نستطع ان نوحد صفوفنا او نثبت هويتنا كباقي القوميات الاخرى، وهنا اتحدث عن مدينة تلعفر التي يتكلم جلّ اهلها اللغة التركمانية باصولها العثمانية، لكن مع هذا يقف البعض من اهل المدينة عائقا امام توحيد صفوفنا كتركمان ويطالبون بان تكون تلعفر ( عفرية ) دون التعريف بالقومية ! لاسيما ان الوثائق الرسمية تثبت تركمانية المدينة بل واكثر من ذلك ان اباءنا واجدادنا ومنذ مئات السنين يتحدثون هذه اللغة ويعتزون بها.
لكن مع هذا يعتقد البعض متوهما انه سيزداد هيبة ورفعة عندما ينسب نفسه الى قومية اخرى مع اعتزازنا وتقديرنا لباقي القوميات .
ويرى اخر انه ليس من الضروري ان كل من يتحدث لغة قوم يجب ان ينسب اليهم. لكن لماذا يدعي هؤلاء التركمانية ويتسابقون للوقوف في الصف الاول عندما تتطلب حاجتهم اليها ؟
وبهذا صار جليا ان هؤلاء لازالوا يبحثون عن هويتهم .
قال الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾، ((أي: أيعتقد المنافقون أنَّ الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين؟ بل سيوضح أمرهم ويجَلِّيه حتى يفهمهم ذوو الأبصار)) [عمدة التفسير عن الحافظ بن كثير “مختصر تفسير القرآن العظيم”
فكان الاجدر بهؤلاء ان يثبتوا على مبدئهم ليحافظوا على احترامهم بين الآخرين وعكس ذلك فمهما علا شأنهم سيبقون تابعين لاؤلائك ويعترفون بهم بقدر حاجتهم اليهم وذلك ليس حبا بهم لكن لتمزيق وحدة صف اهالي تلعفر للاستحواذ على اصواتهم الانتخابية وبعد ذلك يضعونهم على الرف من جديد لحين اقتراب انتخابات اخرى وهكذا.
ان مصلحة المدينة اليوم تتطلب ان نعرف ونُعرّف هويتنا اكثر من اي وقت مضى، فقساوة الايام الماضية اثبتت اننا بحاجة لوحدة الصف فاذا ما بقينا على وضعنا الحالي فستفقد الاجيال القادمة هويتها.
لذلك فاعداء تلعفر – وما اكثرهم – كانوا ولازالوا يتربصون بنا ويحاولون تمزيق صفنا بزرع هذه المسميات بان يلبسونا ثوبا غير ثوبنا كي نضعف اكثر واكثر حيث اصبحت العائلة الواحدة مشتتة ومنقسمة كل فرد ينتمي الى قومية تختلف عن الاخرى ،وبهذا الاختلاف انشقت وحدة الصف وفقدت المدينة رونقها وهيبتها.
وكي لا ننسى دور المسؤول التركماني السلبي والذي لم يستطع ان يؤدي واجبه بشكل يتناغم مع المرحلة الماضية والذي ابتعد عن هدفه الاساسي وهو توحيد الصف والكلمة .
وبالمحصلة ان اهل المدينة الخاسر الوحيد فمثلما خسرنا خيرة رجالاتها بسبب داعش ومؤيديه واصبحنا لقمة سائغة لهم من جهة وخذلاننا من قبل اعضاء مجلس محافظة نينوى والنواب التلعفرين وهربهم مع عوائلهم بحمايات خاصة تاركين من صوّت لهم ورفع شأنهم ومن كان سبب في النعيم الذي هم فيه الان يواجهون مصيرهم لوحدهم من جهة اخرى .فلذلك هؤلاء لن يستحقوا ان يمثلونا من جديد لانهم لم يذوقوا مرارة تلك الايام وقساوتها فكيف لهم ان يشعروا بآلام المواطن. والحقيقة التي يعرفها الجميع ان هؤلاء في وادي الذهب يجمعون المال ويعقدون الصفقات المربحة والمواطن في مستنقع الموت يصارع من اجل البقاء .لذلك فمن يعيد انتخاب هؤلاء شأنه شأن داعش لان الاثنين سبب في ما نحن فيه اليوم.
ومع كل هذه المآسي لايزال النفعيون يدعمون هذا السويسي وذاك لان مصالحهم الشخصية اعلى واسمى من اي شيء.
فهل نستفيد من الغيمة السوداء التي تأبى ان ترحل الا بوحدتنا ؟ وان نعي الدرس جيدا ام نضيف صفحة سوداء اخرى لتعمق جراحنا ونبقى نبكي على الاطلال مرة اخرى؟
لذلك قد تكون هذه فرصتنا الاخيرة لتوحيد جهودنا وان نحافظ على ماء الوجه امام الاجيال القادمة .
فنحن لم يجمعنا الدين ولا القومية ولا صلة القرابة ولا حتى حب المدينة ،اذن لنبحث عن مسميات اخرى بين القواميس عسى ان نجد مسمى مشتركا لم نسمع عنه من قبل ليجمعنا ويوحدنا ؟ وبخلاف ذلك سيبقى مصيرنا مجهولا كما هو اليوم.
رحم الله شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته والخزي والعار لكل من أوتمن فخان… وللحديث بقية…
ملاحظة:السويسي : تصغير كلمة سياسي

أحدث المقالات