18 ديسمبر، 2024 5:40 م

على موعد مع الانطفاء !

على موعد مع الانطفاء !

من ذلك العدم ولدت وترعرعت على وقع حاضر كان وسيظل عابق بوجودك أرقب كل ما فيك بصمت كأم تتلصص على أطفالها. ألمحك بين ثنايا النجوم و أطلال الذكريات من بين الحروف والأشعار ..أتسلل خلسة لأحلامك رغم وجود شيء من البريق الذي لا زال يوقد في ذكريات الطفولة ويعيدني الى بساتين الأسلاف المنسية ..
كم هي جميلة حقب الحضارات التي بنيناها بأيدينا معاً بنفحة منا وتناسينا سنن الخطيئة وتحممنا من نورها الأبدي ولكن ترى هل لجمال الحضارات الذي لا زال يعكس مرآتك نهاية طريقي إليك؟ . هل لذلك الدجى يوماً يفرد فيه جناحيه علينا كنجمة تنتظر الانطفاء لنغدو عبيد نجر عربات الهاوية دون اكتراث ! ولا أملك عندئذ غير الحنين إليك وسط فوضى حواسي وسط أنيني وسط عبثية الكون وسط رذاذ المطر . كأني بحنيني إليك تلك الطفولة المجهولة التي كتمت فيها كل صرخاتي وآهاتي وأناديك في سري يا عشتار… يا نجمة تصارع الحقب والسنون يا من تقفين شامخة وسط غبار السحب , هل لطريقك الطويل نهاية أم أنت كتلك الشيخوخة التي تداهمنا دون سابق أوان أما زلت كالأمس القريب نظرة مشاكسة كما عهدتك ؟ أم ملئت أخاديد الدهر سحنتك كلوحاتي الممزقة ؟ ! لم ولن أعد اكترث لنهاية صراعي معك فأقلام التاريخ ستخلد انتصاري عليك بلا شك رغم كل معاركي الخاسرة ! أكتم في سطوره كل هزائمي أتصنع الابتسامة بين فواصله وثناياه وأخفي جراحي العميقة كمن يؤدي بروفا مسرحية طويلة رغماً عنه… وأغط بعدها في نوم عميق دون دراية مني وأصحو وسط لجة ظلام حالك كشمعة ذابلة تنازع دون جدوى لتكون العودة الميمونة الى ذلك العدم آخر كل الفصول معك !.