مع نهاية هذا الأسبوع سيكون الجميع مجبر على عدم تخطي المهلة التي أعطاها الدستور لرئيس الجمهورية ليكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا داخل البرلمان لشغل منصب رئيس مجلس الوزراء ، ومازال الصراع الشيعي الشيعي في وتيره متصاعدة بين طرفان يختلفان جذريا في المنهج وربما حتى الفكر العقيدي طرف يؤمن بالمرجعية كدين وعقيدة راسخة ويقدمها على السياسة وطرف يريد ان يكون هو اعلى من المرجعية ويفضل المناصب على الثوابت وعلى وحدة الصف الشيعي . لعل تجربة حزب الدعوة لعشر سنوات من الحكم سيكتب التأريخ عنها وليس لها ،لا اعتقد ان حزب الدعوة موجود فعلا كتنظيم وفكر وثقافة بقدر ما موجود شخوص نظموا أنفسهم في السلطة وسيذهبون بزوالها الأكيد ، لذلك أعطت المرجعية الدينية إشارات واضحة ولا تتحمل التأويل والتحريف والتزييف وقالت كلمتها الفصل ” يجب ان يحضى مرشح رئاسة الوزراء بالمقبولية الوطنية ويرشح من الكتلة الأكبر عددا داخل البرلمان ويكون قادر على معالجة الأخطاء السابقة ” وكل تلك المواصفات لا تنطبق مطلقا على السيد المالكي الذي مازال متشبثا بالمنصب زاعما هو الكتلة الأكبر يعمل على شق وحدة التحالف الوطني لانه يريد التحالف جسرا يمر عليه ليفجره في مابعد وهو ماض بتفكك دولة القانون بتمسكه بالترشح. فكل النقاط التي أكدت عليها المرجعية وأصبحت ترددها أسبوعيا لايمكن لأي طرف داخلي وإقليمي ودولي الوقوف ضد تلك الإرادة لان الجميع يعرف مكانة وقوة وحكمة السيد السيستاني الذي لا يجامل ولا توجد لديه مصلحة مع احد. ومع اشتداد الأزمة يتطلب اختيار رئيس وزراء قوي لدية خبرة سياسية ولدية رؤى واستراتيجية وان يكون مجرب ومضمون وان يضيف للموقع لا ان الموقع يضيف له فالرجال تعرف هنا بتلك المواقف، سيكون مرشح الحسم بين ثلاث لا رابع لهما ” الجعفري والجلبي وعبد المهدي ” ولو طبقنا مواصفات المرجعية ستجد ان الجعفري لا يمتلك الوفاق الوطني وهو منقسم عليه حتى إقليميا وكذلك الجلبي مازال البعض لا يثق به لانه غير مجرب في منصب سيادي وربما افتقاره لكتلة تدافع عنه سيجعل خياره ضعيف مع انه رجل كفوء ولم يأخذ فرصته الكافيه وربما عادل عبد المهدي الرجل الذي يعتبر مخضرم سياسيا وعقل اقتصادي رجل ذو أخلاق وأبن خير من نعومة أضافره يمتلك مقبولية وطنية عالية وثقة إقليمية ودولية رجل مؤسساتي يحترم القانون يسمع النصيحة ويقبل المشوره ويتقبل النقد البناء مطيع للمرجعية قادر على حل المشاكل وإعادة الدولة لطبيعتها وان سنحت له الفرصة سيكون قادر على حقن دماء الناس وإيقاف التفكك الاجتماعي والسياسي لكن مادام هناك من يريد للدولة ان تبقى ضعيفة ومنقسمة سيعرقل ويشوش ويشاكس لمنع وصوله لمكان الخدمة.فبات الصراع اليوم يأخذ مديات كبيرة ومؤثرة وتعدد اللاعبون لكن مادام جميع اللاعبون المؤثرون أصبحت لديهم قناعة راسخة بجيب استبدال المالكي كشخص وكذلك كمنهج إدارة الدولة لان ما ومصلنا اليه اليوم جعل الخطر يصل للجميع ما يفصلنا مجرد أيام وليس أسابيع وسينتصر مشروع المرجعية وستنكشف حقائق ووقائع وتسقط قامات وتحرر إرادات وسيبقى العراق وتنتصر الأمة لانها اكبر من ان تذوب بحزب او تكون تبع لسلطان.