لقد اصبح المالكي اليوم اشبه بالفار الذي حُصر في زاوية مميتة ,ولم يعد له الا الاستسلام او الهروب الى الامام بـ”اقصى” سرعة و”اقسى” عصا!.
وحيث ان المالكي هو نموذج للطغات الذين يرفعون شعار “الى الابد الى الابد او نحرق البلد بمن ولد ” ,لذلك فان قابل الايام سوف تشهد “سُعار” المالكي بطريقة تؤدي به ليس الى الهجوم على اقرب المقربين منه فقط,وانما ستشمل قيامه بالهجوم حتى على نفسه,ولن نستغرب ان سمعنا بان المالكي قد قتل نفسه بعد ان يفتك بابنه حمودي وبنته اسراء وقبلهما زوجته المصون!.
هجوم المالكي الاخير على مقتدى ليس غريبا,لكنه جاء في وقت غريب وغير مناسب ,فالمالكي اليوم في اضعف حالاته,فاقرب مقربيه قد انقلب عليه,وحلفاءه تحالفوا عليه من تحت الغطاء,وقواته لعب بها اهل الانبار “طوبة” حتى جعلوها مسخرة الزمان,ورعاته الرسميين من الامريكان والايرانيين قد ضاقوا به ذرعا لكثرة ما احرجهم بنزواته وفلتات اقدامه قبل لسانه!.
وبالتالي لم يعد للمالكي من قوة يهدد بها خصومه السياسيين سوى عصا “القضاء” الذي يهيمن عليه وجزرة “الامتيازات” التي يغري بها حلفاءه,وبالتالي ,وامام سطوة مقتدى واستغناءه المالي,فلم يعد امام المالكي سوى العصا وذلك بتفعيل مذكرة اعتقال مقتدى الصدر التي ما زال المالكي يلوح بها بين الحين والاخر,يضاف اليها بعض الملفات كملف خطف اساتذة الجامعات من دائرة البعثات,والمقبرة التي عثر فيها عليهم وهدد المالكي بفضح من قام بها وعلى راسهم حاكم الزاملي وحازم الاعرجي!.
فاذا ما تجرا المالكي وفتح هذا الملف وفعّل جديا ملف اغتيال عبد المجيد الخوئي,ثم تجرا اكثر وارسل قواته لاعتقال مقتدى الصدر او اعتقال الاعرجي,او حاكم الزاملي,حينها سوف لن يكون امام مقتدى الفرصة لمواجهة المالكي,وسوف يقتل او يعتقل ,وحينها سوف لن يجد مقتدى من يدافع عنه,حيث سيتبرا اتباعه منه ويصطفون مع المالكي ,مثلما تبرؤوا عن ابيه بعد مقتله واصطفوا مع صدام,فالشيعة لا امان لهم مع من يدعون انهم يعبدونهم فكيف بمن يدعون انهم يناصرونهم!,وقد باعوا الحسين من قبل فهل سيشترون مقتدى؟!.
سوف “يروح مقتدى بالرجلين” ان لم يتخذ الاحتياطات اللازمة,واول تلك الاحتياطات هو نقل مكان اقامته من النجف الى اربيل,وان يسكن بحماية مسعود البرزاني,لانه المكان الوحيد الذي سوف يامن به على نفسه,فهنالك لن يستطيع المالكي التحرش به,كما ان المخابرات الايرانية لن تستطيع ان تناله فليست غبية لترتكب حماقة اغتياله وهو في كنف البرزاني,لان ذلك سوف يشعل نار القضية الكردية المخبوءة في اوكارها,والتي ان تحركت فلن تتوقف الا بتمزق ايران شرّ ممزق,واما الامريكان او اليهود فان اخر من يمكن ان يفكروا باغتياله هو شخص مثل مقتدى !.
على مقتدى ان يتصرف بحكمة هذه المرة,وان ايران التي فرّ اليها قبل سنوات في صولة فرسان المالكي,سوف لن تستقبله هذه المرة لانها لا تريد ان تظهر بمظهر المتحالف ضد المالكي ,وبالتالي فقد تغتاله قبل ان يعبر حدودها,وسفره الى احد الدول العربية سوف يعزز مصداقية المالكي حين اتهم الصدر بانه “عميل” لبعض الدول العربية!,وكذلك سوف يكون من الصعب على مقتدى السفر الى تركيا لنفس السبب,وبسبب خلافات طائفية وسياسية بين المالكي وتركيا والاكراد,وبالتالي سوف لن يكون امام مقتدى سوى اللجوء الى كردستان تحت حماية البرزاني (والحل الاخر هو ان يلجا الى الانبار فيعيش تحت حماية “داعش”,واظن انها سوف توفر له من الحماية اكثر مما سيوفرها له البرزاني نفسه!).
قد يقول قائل بانني اروج للبرزاني منذ فترة!,والحقيقة انني قلت من اول مرة بان كل من جاء مع الامريكان او رضي بهم فهو عميل,لكن هنالك فرق بين عميل غبي وعميل ذكي,وعدو ذكي خير من صديق احمق,والبراغماتية تجبرنا على ان نميز بين الاشياء الخيرة والاشياء السيئة,ثم ان نميز بين الاشياء السيئة لنختار افضلها ,وافضل السيئين قد يكون احيانا افضل من اسوء الاخيار!.
سوف تكون لطمة قوية على وجه المالكي ان سافر مقتدى اليوم الى كردستان فتضيع على المالكي فرصة التخلص منه ,وسوف تكون اللطمة اقوى ان سافر هو وعمار الحكيم في نفس الوقت الى كردستان,لان كليهما قد شخص من قبل المالكي كاهداف للتصفية او التسقيط لانه لن يرضى بان يكون هنالك من يشك بانه يمكن ان ينافسه على الكرسي ,وسوف يتعشى بهم اليوم ان لم يكونوا اذكياء بما يكفي ليتغدوا به الان .
مشكلة عمار الحكيم هو انه ما زال يحمل بعض الاحقاد التاريخية على عائة الصدر ,بالاضافة الى بعض الضغائن الشخصية ضد مقتدى الصدر,لكنه عندما يعرف بان قبوله بان يعيش مع مقتدى في غرفة واحدة في احد قصور البرزاني,خير له من ان يعيش مع مقتدى الصدر في زنزانة واحدة من زنازين المالكي التي يعرفون تفاصيلها جيدا,بل وخير له من ان يُعلق مع مقتدى في مشنقة واحدة على يد المالكي !!.
انها فرصة مناسبة لان يجتمع جميع خصوم المالكي في كردستان,عرب واكراد سنة وشيعة سلفيين واخوان سيستانيين وصدريين ,ثم يخرجوا موحدين بهدف واحد,ومجتمعين بقوة واحدة,ليصفعوا المالكي بضربة واحدة لتقذفه الى ابعد مزبلة في هذا الكون ,ولتنتهي بذلك احد اسود فصول تاريخ العراق القديم والحديث.
انها نصيحة من رجل يكره مقتدى ويكره الحكيم , لكنه يرى ان من الافضل للعراق وللبشرية ان لا تكون نهاية المالكي على يد اهل السنة او الاكراد حتى لا تشتعل الفتنة الطائفية وحتى لا تحيا شعارات الثار وحروب داحس والغبراء مرة اخرى ,فلو قتل اهل السنة المالكي فسوف يظهر هنالك من يحرك النزعة العصبية بحجة ان من قتله هم “النواصب”,ثم ندخل في دوامة حرب دموية لا يستحق شخص وضيع مثل المالكي ان تدار من اجله,اما ان قتل او خلع على يد الشيعة انفسهم,فسوف لن تكون هنالك فرصة لمثل تلك الدوامة,وكفى الله العراقيين شر القتال.