23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

على ضفاف بحيرة بلتون ؟

على ضفاف بحيرة بلتون ؟

صيف عام 1977 ،نظمت نقابة الصحفيين العراقيين ، سفرة إلى بحيرة (بَلَتون) في هنغاريا (المجر) ، وبالتعاون مع اتحاد الصحفيين في المجر . كانت التكاليف قليلة جداً . دفعنا للنقابة في بغداد مبلغ (104) مائة وأربعة دنانير عراقية ، كلفة الاقامة للشخص الواحد ، لمدة اسبوعين في فندق من الدرجة الممتازة ، على ضفاف بحيرة بلتون ، مع ثلاث وجبات طعام . أمّا بطاقة الطائرة فقد اشتريناها من الخطوط الجوية العراقية وبتخفيض (50%) خمسين بالمئة . ومن الواضح أن الكلفة الكلية للمشاركة في هذه السفرة ، للشخص الواحد ، قليلة جداً . وحتى لو قلنا أن الدينار العراقي آنذاك يساوي 34ر3 دولار امريكي . معنى ذلك أن ما دفعناه للنقابة كان أقل من (350) دولار .

كان المشرف على السفرة ، زميلنا (فاروق شكري) ، وأتذكر من الذين شاركوا فيها : الصحفي فلاح العماري وعائلته ، والصحفي رياض قاسم وعائلته . ولم تمر الأمور مع الجانب الهنغاري بسلام . فالاكل من حيث النوع وطريقة الطبخ كان هنغارياً . وتذَمَّرَ بعض المشاركين . وبديلاً عن بعض أنواع المأكولات الهنغارية ، أعد مطبخ الفندق ، ما يعتقدها أكلة عراقية ، وهي : سمك مطبوخ مع المرق . ولم يُحسن المطبخ اعدادَ هذه (الأكلة) . وتذمر مشاركون بشكل واسع . وحارت ادارة المطعم ماذا تقدم للضيوف العراقيين ؟ .

على ضفاف البحر الاسود , مع البروفيسور الروماني نيقولاي,

استاذ الادب العربي في جامعة بوخاررست

ولم يكن التبرم من الطعام هو الوحيد . فالجانبان : العراقي والهنغاري ، اعتقدا أن الصحفيَ العراقي متعبٌ ، وأنه بحاجة الى راحة واستجمام . وهكذا إختاروا هذا الفندق على ضفاف هذه البحيرة الهادئة الجميلة ،والتي يقصدها السوّاح من جميع

أنحاء العالم ، (وفعلاً التقينا مع سواح ورجال أعمال كنديين وعوائلهم ، وهم يستجمون على ضفاف هذه البحيرة) . هذا ما قصدتهُ النقابة . لكن مايريده المشاركون كان شيئاً آخر . فالنساء يردن التجوال في الاسواق والشراء من هناك . والرجال يريدون التجوال في العاصمة . وهكذا أصبح برنامجُنا اليومي : الذهاب الى محطة القطار ، ومن هناك نتوجه الى العاصمة (بودابستْ) ، ونبقى هناك حتى العصر ، حيث نعود ، وبالقطار أيضاً ، الى الفندق على ضفاف (بَلَتُون) . ولم يستمر الحال هكذا ، فلا الاقامة في (العزلة) تعجبنا ، ولا طعام المطعم يعجبنا . وهكذا ترك معظمُنا الفندق وحزم حقائبَهُ مسافراً الى براغ ووارشو وفينا . وهو ما فعلتُه . وكذلك فعل الصديق فلاح العماري . كان من الواضح : أننا لم نفرق بين السياحة والاستجمام . كانت سفرة ممتعة ومثيرة ، رغم بعض الذي حدث .