23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

على شماعة الوطن تعلق أشلاء أبنائه

على شماعة الوطن تعلق أشلاء أبنائه

كثيرا ما إنغرست فينا هذه الجملة ..من قبيل أن الوطن يسقى بدماء أبنائه او شهدائه .! ولكن ماهكذا يريد الوطن أن يُجّدل ابنائه جموعاً وأكواماً !! ماهكذا ؟الكل يعلم ان الموت حاضر في كل أوان ومكان لا مفر منه ..هو كائن لا محالة ,ولسنا هنا بصدد الحديث عن الشهادة وفقًا للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، ولكن نتحدث عن مفهوم «نموت ويحيا الوطن”
لو سألنا مامعنى كلمة وطن ؟ سيجيبون .. هو البيت ,شجرة النخيل ..قن الدجاج ,قفير النحل ..هورائحة الخبز والعنبر ,هو السماء الاولى , هو أنــا وأنــت , هم و نحن , الوطن حُلم جدي الذي ورثه ابي كي يكمل المشوار ,الوطن قصيدة حب كتبها عاشق ولحّنها لحبيبته ,كي يفرش وطنهما بالورود والحياة الغنّاء !! لنسأل انفسنا هل تتسع كلمة من ثلاثة احرف لكل هذه المحتويات؟ ! ..و تضيق بنا !!
هنا سيكون محور موضوعنا , هل تربينا على أن الوطن تميته الدموع وتحييه الدماء , لاادري وكأننا اصبنا بعمى الالوان والأسماء على معنى الوطن ..كيف بوطن يعيش بموت ابنائه ؟! ان متنا جميعا فمن سيبقى للوطن سيقولون الجيل القادم !! واي جيل الذي سياتي وهو يحصد ثمار الثأر لابائه وأجداده وهو يبكي ويعيش على نهج النصر أو الشهادة ,وبقيت الشهادة الطريق الوحيد برأيه ….هل اصبح الوطن بهذه القساوة وكأنه مصاص دماء لا يحملنا فوق ترابه إن لم يحمل غالبية أبنائه تحت ترابه …فما هذا الوطن؟!هل بكلماتي اقسو على الوطن , ياترى أُهاجم مــَن ؟ من المسؤول عن قتل الوطن؟من نهاجمهم هم ممثلي الاوطان، ممثلي الشعوب والمتحدثين نيابة عنهم ولهم وعليهم وإليهم، نحن الوطن، الوطن ليس مبانِ ولا تراب فوقة مبانٍ فقط، ولا شعوب تسكن هذا فوق هذا فقط، الوطن يشمل كل هذا واكثر، من الحدود إلى من يديرها ومن الموارد ومن ينهبها ومن الفئات ومن يفرقها ويخلقها، من السيئ للأسوء ومن الحسن للأحسن، هذا هو الوطن ..نحبو بين ركام الجدران نتحسسها فتدمي أصابعنا، إذ لم يعد الطلاء يستر عورتها، وعلى كل جدار تستعيد ذاكرتك صورة شهيد واسمًا لآخر، وصورة معتقل كانت معلّقة في صدر المنزل حتى يتذكره أطفاله الصغار، ثم تصطدم يديك بأشواك لم يسترها الحبر الممزوج بدم الشهداء.. نموت كي يحيا الوطن، ولكن يحيا لمن؟ فبرأي أحمد مطر «من بعدنا يبقى التراب والعفن، نحن الوطن! من بعدنا تبقى الدواب والدمن، نحن الوطن!، إن لم يكن بنا كريمًا آمنًا، ولم يكن محترمًا، ولم يكن حرًا، فلا عشنا ولا عاش الوطن».نعم هكذا هي الحقيقة المرة, كيف لوطن ينعم بالخير وفيه من الوحوش ماتنهشه من كل مكان فكيف لوطن ينمو ويكبر وهو مكبل من الشرق والغرب تفترسه الضواري القاتلة , كيف لوطن ان ينعم بالآمان وفيه من الخونة ما لآ عين رأت ولا اذن سمعت كل شيء هين عندهم في سبيل الحصول على سلته الذهبية!!
في كل يوم يجدل ابناء الوطن صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية , والقتل مستمر والمتباكون على موائد الوطن مازالوا يتفرجون , ومن جاء من الشرق يتنعم بموائد الوطن وهو ابن الوطن وحاميه ورب البيت !! أي وطن نحلم أن ننعم به، إن لم يكن الأحبة والأهل والأصدقاء معنا، ما بالنا نتمسك بحجارة الوطن، ولا نلقي بالًا لأبنائه، نذرف دموعًا على سقوط مدينة، ودمار أخرى، في وقت بات فيه البشر مجرد أرقام يتساقطون الواحد تلو الآخر، وكل ينتظر دوره، بحجة (الشهادة لأجل الوطن) ومع جرعة إضافية من (النصر أو الشهادة).وأما نحن ابناءه فصرعى مجدلين أو رُكضَ ومهرولين بين هذا وذاك ..تاركين من يقول أنا عراقي أوالي العراق وشعب العراق تاركين من يحذر وينذر ممن يدقون على وتر الطائفية والتي هي زادهم ومؤنتهم وأكلهم وشربهم ,وكما قال المرجع الصرخي الحسني وهو يناشد من له قلب وضمير حي (كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء.. لنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من أجل العراق وشعبِه المظلوم، من أجل الاسلام، من أجل الانسانية، يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها، لنمنع زهق الارواح”وكما ذكر المرجع الصرخي في حوار اخر له قائلا(أدعو الى دراسات معمقة علمية مستقلة غير متأثرة بهذا الطرف أو ذاك فتشخّص لنا الواقع كما هو وبدون زيف او انحراف، فتضع لنا الحل والعلاج المناسب وبأقل الخسائر، فالضرر والهلاك والدمار كلّه على العراق وأهل العراق”وحثّ الجميع على “الإلتزام بوحدة الصف بين المسلمين وأبناء الشعب العراقي الواحد وليكن شعارنا العراق أرض الأنبياء وشعب الأوصيياء”نعم فـ المرجع الصرخي الحسني طالما نادى بالإصلاح وكتب الكثير عن الإصلاح، لكنه يؤكد أن للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وأن الإصلاح في العراق لا يتم بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد.