لقد تفشى وباء الإرهاب حتى أحرق الأخضر واليابس والمسلم والكتابي وأتباع الديانات الوضعية والعلمانيين فلم تبقى فئة إلا واكتوت بنار الإرهاب والتكفير، فدمرت مدن وأبيدت شعوب والقلق والخوف أصبح رفيق الإنسان في جميع أرجاء المعمورة نتيجة انتشار فيروس الإرهاب المسمى بداعش ومن قبل النصرة والقاعدة ، هذا الفيروس لم ينمو وينتشر إذا لم يجد البيئة الملائمة التي تحتضنه وتغذيه ، فحكومات الغرب وفي مقدمتها فرنسا وأمريكا التي تدعي قيادة التحالف ضد داعش ، وهي التي أوت واحتضنت أغلب الإرهابيين في أراضيها وسهلت فتح المساجد والمؤسسات التي درستهم وغذتهم بالفكر الوهابي المدعوم مادياً وإعلامياً من السعودية ، وهذه الحكومات نفسها التي سهلت تنقل الإرهابيين من أوربا الى سوريا والعراق ومن ثم اليمن وباقي الدول العربية من أجل تنفيذ مخططاتها العدوانية على أبناء تلك الدول ، بل اصبحت العلاقات مابين مخابرات هذه الدول والإرهابيين من أقوى ما يمكن فهم يشترون منهم النفط المهرب من العراق وسوريا ويرسلون لهم السلاح والغذاء وباقي التجهيزات الاساسية للعمليات القتالية ، بالإضافة الى التسهيلات الإستخبارتية كالمعلومات المهمة عن تحرك القطعات العسكرية والترويج الإعلامي عبر إعطائهم المساحات الواسعة من الأنترينيت لترويج ونشر أعمالهم الإجرامية من أجل ترهيب الشعوب وتخويفها ، كل هذه العمليات الإرهابية كانت تحدث تحت أنظار وبإشراف حكومات الغرب ومخابراتها التي تدعي مقاتلة داعش وباقي التنظيمات الإرهابية ، وقد أظهر بالدليل القاطع التدخل الروسي في سوريا والذي لا يقبل الشك على أن مقاتلة داعش من قبل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا مجرد الضحك على الذقون ، لأنه تحالف وظيفته حماية داعش من أي قوة تريد النيل منه أو مقاتلته ، فكان هذا التحالف وما يزال السترة الواقية لداعش وعينها التي لاتنام وآذنها التي تحاول سماع كل ما يدور حولها من تحركات ومواقف وفي بعض الأحيان يدها التي تبطش بها ، ولكن تفجيرات باريس قد أربكت الساحة الدولية وهزت الشعوب وأيقظتها من سباتها ، وخرجت بعض التصريحات التي تظهر الحقيقة ولكن الدوافع التي خلفها تختلف من تصريح لآخر ، وحتى التحركات الفرنسية والبريطانية لم تكن تحركات حقيقية في مقاتلة داعش ولكنها ردود فعل يجب أن تظهر حتى تهدئ الرأي العام الفرنسي والأوربي ، لأن أهم شيء في الحروب هي قطع إمدادات العدو بمختلف أنواعها حتى يتم إضعافه ومن ثم الانتصار عليه ، ولكن هذا لم يحدث بل العكس حدث فهذه السعودية وقطر مستمرتان في تقديم المال والأمريكان السلاح والأتراك تسهيل إيصالها الى داعش وباقي المجاميع الإرهابية تحت مختلف العناوين ، فإذا كان التحرك الفرنسي حقيقي فعليه إجبار السعودية وقطر على إيقاف الدعم لداعش وفي أقل التقادير قطع العلاقات مع هذه الدول التي ساعدت وسهلت ودعمت في قتل الفرنسيين ، وما التحول الغربي بالمواقف والتصريحات بعد أحداث باريس ما هي إلا لتهدئة الشارع الأوربي وخداعه ، فأغلب هذه الحكومات لم تغير مواقفها الحقيقية وهي مستمرة في التستر على حقيقة داعش وأهداف تكوينها والجهات التي تدعمها وتغذيها ، لهذا فان جميع هذه الحكومات بالإضافة الى السعودية وتركيا وقطر هي حكومات داعشية يجب أن تحاكم على أفعالها ومواقفها الغير إنسانية ، وهذا يتطلب خروج شعوب العالم مدافعة عن نفسها ووجودها الى الشوارع صارخةً برفض الوهابية التكفيرية ومن يدعمها من حكومات وفي مقدمتها السعودية وقطر .