23 ديسمبر، 2024 3:25 ص

على خط الانتفاضة الشعبية في إيران

على خط الانتفاضة الشعبية في إيران

«الصديق» بالنسبة إلى الشعب الإيراني هو حركة المقاومة الحاضرة النشطة في ساحات الانتفاضة وفي جميع المدن الإيرانية جنبا الى جنبه!
بينما كان قادة نظام الملالي يظهر كل منهم على الشاشات ليعلنوا انهم استطاعوا ان يسكتوا انتفاضة الشعب الإيراني لكن ثمة دلائل قوية على عدم موت الانتفاضة وأن أهدافها تحققت على يد المنتفضين الشجعان في إيران ويستعدون للخطوات التالية.

المنتفضون الإيرانيون في خطوتهم الاولى منذ اليوم الأول في 28 ديسمبر قالوا كلمتهم الأخيرة ورغم التهديدات والاعتقالات واستشهاد نحو 50 من ذويهم لم يحيدوا عن هدفهم الاساسي في اسقاط نظام الملالي ولم يستسلموا. يجب أن يخاف قادة النظام!

مع أنه كان من المتوقع في الخطوة الأولى من الانتفاضة ان تمتلئ شوارع إيران في 31 محافظة بإراقة الكثير من الدماء من قبل قوات القمع الحكومية ، الا أنه استمرت الجرائم داخل السجون وتم اعتقال اكثرمن 8000 من عناصر الانتفاضة وسجنهم وفي الأيام الأخيرة استشهد عدد منهم بشكل فظيع تحت التعذيب من قبل قوات الحرس. وقادة النظام يعلنون بوقاحة أنهم انتحروا بسبب المرض وماتوا وهذا كذب صريح. والآن المعتقلين يواجهون عمليات قتل جماعي من قبل نظام الملالي. قادة النظام يجب أن يخافوا!

هذا النظام سبب الجوع للشعب الإيراني وأملاك الشعب تم نهبها من قبل العصابات التابعة لهذا النظام. اضافة الى ازدياد البطالة وارتفاع الاسعار في إيران في ظل حكم الملالي ما أثقل حياة الشعب ودمرها. هذه الحالة ستبقى مثل النار التي تحت الرماد وستستمر الانتفاضة تلو الأخرى حتى اسقاط هذا النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!

الشعب الإيراني لديه خبرة عملية عن صفحة نظام الملالي السوداء والآن أدرك طبيعة وسياسة واستراتيجيات نظام الملالي. الشعب أيقن تماما ان اقتصاد دولتهم في يد زمرة قليلة من قادة النظام والتي يتم انفاقها على المستوى الاقليمي في تصدير الارهاب والتطرف الى خارج حدود إيران، أو أن كل من قادة الحرس احتكر اقتصاد إيران لمصلحته الشخصية. عشرات ومئات الملايين من الدولارات وحتى المليارات من ممتلكات دولة إيران أودعوها بحساباتهم في مختلف أنحاء العالم وتزداد كل يوم. شعارات المنتفضين مؤخرا هي وثائق تعبر عن رقيهم ووعيهم ومطالبهم المشروعة. (لا غزة ولا لبنان أرواحنا فداء لإيران) و(اتركوا سوريا بحالها وفكروا بنا) و. .. الشعب عرف بدقة كيف ينقذ نفسه ووطنه من قبضة نظام ولاية الفقيه. قادة النظام يجب أن يخافوا!

الشعب الإيراني لديه تجربة اسقاط نظام محمد رضا شاه بهلوي عام 1979 ويريد إظهار قوته مجددا أمام «الديكتاتور» لأنه «من الممكن والواجب» اسقاط هذا النظام الذي ليس من الشعب وليس لهم. والشعب عرف بدقة أن تحقيق اسقاط الديكتاتور يكون من خلال التضامن الوطني والشعار الذي أطلقه المواطنون ( نحن جميعا معا) ليس ملاطفة لنظام الملالي بل بسبب تخوف النظام منهم. لهذا حاول دائما كسرهم وإظهارهم زورا أنهم عدة فئات. لكن المنتفضين كانوا أذكى منهم وأكثر تصميما على اسقاط النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!

خلافا للانتفاضات السابقة، الشعب هذه المرة كان أكثر وعيا وقد عرف اصدقائه واعدائه بشكل جيد وواضح، وقد اكتشفوا أن “الصديق” هو حركة المقاومة الإيرانية التي كانت اول من حمل راية النضال ضد النظام المستبد في السنوات ال 39 الماضية، ولم تألو جهدا للحفاظ على خطوطها الحمراء ولم تعدل عن ثوابتها وقيمها قيد انملة، والآن على صعيد البيت الداخلي الإيراني، وفي مشاهد الانتفاضة الإيرانية وفي مختلف المدن الإيرانية كان للمقاومة الإيرانية حضور قوي وكما انها وقفت بجانب هذه الانتفاضة. وهم يعرفون الآن أن هذه الحركة هي من الشعب وللشعب، و يمثلها المجلس الوطني للمقاومة برئاسة السيدة (مريم رجوي). هذه الحركة التي تدعم تطلعات الشعب الإيراني واماله في الحرية وكما تدعم انتفاضته العظيمة، وقد انتصرت هذه الحركة في العديد من ساحات المعارك وتخطت بنجاح التحديات السياسية والعسكرية والاجتماعية المختلفة التي مرت بها واختبرتها. قادة النظام يجب أن يخافوا!

في الكلمة الأخيرة، الآن يميل النظام بكل ما يملك من قوة فيما يتعلق بالداخل الإيراني ويسعى إلى الصاق الفتاوى الموروثة من الخميني ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، بالانتفاضة الإيرانية الشجاعة هذه المرة، وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بالوضع خارج حدود إيران يدعي هذا النظام ان المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق هي قوة لا تملك جذورا داخل إيران وكما انها لا تملك قاعدة شعبية هناك. لذلك، فإن كل القوى والتيارات التي تمر عبر حدود إيران في الاتجاهين (سواء داخل إيران أوخارجها) والتي تمشي في هذا الطريق او غيره ومع اختلاف مشاربها فان لها مصب واحد ألا وهو بيت العنكبوت المضطرب والمتحطم لنظام الولي الفقيه في طهران. وما من شك في أنه مع الإطاحة بنظام الملالي، فإن المرتزقة والمدعين المزعومين الموالين للنظام مع أي قناع ولباس ارتدونه سيختفون مثلما يختفي الزبد من على وجه الماء. يجب أن يخاف رؤساء ومرتزقة النظام