لم نقرا ولم نسمع ان رئيساً للجمهورية تستر او تعاطف مع نائبه أثبتت المحاكم إدانته بالإرهاب وأصدرت قرارها بشانه كما في العراق ويبدوا انها تحصل للمرة الاولى في تاريخ الدول فالبيان الذي صدر عن مكتب السيد الطالباني معربا عن انزعاجه كما هو مضمون البيان من قرار المحكمة الجنائية بإعدام المدان بالإرهاب طارق الهاشمي معتبرا الحكم ضربة للمصالحة الوطنية ولا نعرف كيف يفهم رئيس الجمهورية المصالحة ‘ هل يمكن ان يدور في ذهن السيد الرئيس ان المصالحة تعني التنازل عن دماء الناس التي كانت ومازالت تسفك ثم من قال انه ولي دمائنا بحيث يمكن ان يغض الطرف عن السفاح حتى وان كان نائبا له ، من أعطاه الحق بذلك ؟ ثم أليس من واجب رئيس الدولة ان يكون حريصا بل احرص من اي شخص على دماء وأرواح أبناء شعبه ؟ كيف يمكن لرئيس دولة ان يشكك بقرارات القضاء ؟ وهو الراعي والحافظ للدستور والساهر على امن شعبه وحمايته كما اقسم بذلك عند أدائه القسم .. وهو الذي عليه العمل على فصل السلطات واحترام قراراتها كما نص عليه الدستور .
نحن نتفهم تماماً ردود الأفعال المتشنجة التي صدرت عقب صدور قرار المحكمة من البعض الذي نعرف تمام المعرفة دوافعهم السياسية والطائفية النابعة من نفوس مريضة وبدعم خارجي لا يريد للعراق والعراقيين الخير ، هذا البعض الذي ارتضى لنفسه ان يكون رخيصا وصغيرا حتى اصبح أداة شطرنجية تحركها الدول والجهات المشبوهة كيفما تشاء وبما يخدم مصالحهم الشريرة والحاقدة على العراق وشعبه . ونقول لهذا البعض قولوا ماشئتم فالأمر بالنسبة لنا نحن الناس البسطاء أوضح من الشمس . نعرف تمام المعرفة ماذا تريدون من وراء كل ذلك وما هي أهدافكم ، وماذا تخططون ، وعلى اي امل تعيشون .
اطمئنوا أيها السادة .. فوالله الذي لأاله الا هو ، ان دمائنا التي سفكتموها وتشجعون وتعملون على سفكها لن تزيدنا الا قوة وصلابة للوقوف بوجهكم وسوف نبقى سدا منيعا يحول دون تحقيق ما تحلم به نفوسكم وما تبطنه سرائسكم الفاسدة .. وسيبقى العراق للعراقيين الشرفاء بكل أطيافه وقومياته وطوائفه .. سيبقى العراق والمستقبل لنا ولكم الخزي والعار .. مصيرنا عراق واحد عزيز امن مستقر ومصيركم الذل والهوان ومزبلة التاريخ .
نتمنى ان تكون قضية المدان بالإرهاب طارق الهاشمي هي البداية وان تستمر محاسبة ومقاضاة كل من أساء لهذا الشعب بغض النظر عن قوميته ودينه وطائفته ، لكي نستطيع ان نبني دولة ديمقراطية حقيقية تحترم مواطنيها وتحفظ لهم عيشهم وكرامتهم وأرواحهم يعيشون فيها بأمن وأمان عنوان وهوية كل مواطن فيها ( عراقي ) فقط ..
اما انت يا سيادة الرئيس فقد سجلت ببيانك المتعاطف مع نائبك المحكوم بالإعدام بعد إدانته قضائيا بالإرهاب سابقة خطيرة لا تليق بك رئيساً ولا بالعراق وطنا وشعبا .. فمثلما أصدرت هذا البيات نطالبك نحن أولياء الدم من ضحايا الإرهاب ببيان اعتذار لكل الشعب العراقي وخاصة ضحايا نائبك وأفراد حمايته .
وليعلم الجميع وكل من ارتقى مجلسا وتبوأ منصبا في العملية السياسية ، أنكم وصلتكم لما وصلتم اليه بدماء وشجاعة أبناء الشعب وهو الذي بتضحياته الجسام أقام لكم هذه العملية السياسية التي جعلتموها بائسة مخجلة تناسيتم فيها تضحيات الشعب وتكالبتم فيها على الغنائم هو نفسه القادر على ازالتكم ومحاسبتكم ان لم تتعظوا وتعملوا لخدمته بكل أطيافه والا فللصبر حدود وللشعب جنود .. كفانا طائفية بغيضة ، كفانا محاصصة سخيفة ، كفانا متاجرة بأرواح الناس ، ربما يصمت الشعب قليلا ولكن لن يدوم طويلا . ولكي لا يفهمني البعض خطا كما حصل في مقالتي الاولى ( الدفاع عن مجرم .. جريمة ) اقول : انني اقصد الجميع ، كل مسؤول بالدولة تعمد قتل الناس ظلما وعدوانا او سرق أموالهم او تنكر لوعوده لهم ،، انما استهدف النهج والسلوك والأداء ولا استهدف الاشخاص لكونهم من هذه القومية أوغيرها او من هذه الطائفة او تلك ، الكل يجب ان يخضع للقانون مسلما كان ام مسيحيا ، عربيا كان ام كرديا ، سنيا كان ام شيعيا ..