خمسون وكومة ذكرياتٍ غزيرة على الراقم ( 1857 )* تنحدرُ عميقاً تمزّقها سنون صخريّة تفتحُ ذراعيها تلتهمُ القادم منها بــ سخريةٍ تبوحُ للاشلاءِ المتروكةِ هناكَ سخافة الحرب …/ غمّازاتكِ العفيفةِ تطردُ وحشيةَ القذائف بعيداً عن السواترِ الترابيّة وتزيّنُ وحشةَ الليلِ في ملاجىءِ ( ﭽــلاتْ )* كلّما جنَّ الحنين راقصاً على صناديقِ العتادِ الفارغة …/ الخفافيشُ التي تبحثُ عنّي في خنادقِ ( الفاو )* تتعقبُ تعويذةَ أمي تحتَ ملابسي الخاكية وعنْ الذكرياتِ في كيسِ أمتعتي تلعقُ التمرَ في ( كليجةْ )* أخواتي المنكوبات بي …/ ترافقينني مضاءةً حتى بينَ توابيت الأوقاتِ المهرّبةِ نباركُ سويّةً إرثَ السلاطين ضعفاء تشتتنا الأقدارُ تحتَ سماءِ برونزيّة لا تفتحُ أبوابها لنا ….
الراقم ( 1857 )* : جبل في شمال العراق هذا ارتفاعه فقدت قدمي فوقه .ﭽــلاتْ : اول مكان في جبهة الحرب أُنقل اليه في محافظة ميسان جنوب العراق منه تبدأ ولا تنتهي ذكريات الحرب .الفاو : اقصى مدينة في جنوب العراق حدثت فيه اكبر معركة للموت المجانيّ .كليجةْ : معجنات عراقية تصنها الامهات لأبناءهن الذاهبين لجبهة الموت , وقد تركتها هناك ….