23 ديسمبر، 2024 11:22 م

على الحكومة أن تسرع بتنفيذ خطوات الاصلاح وبأسرع مايمكن قبل فوات الأوان

على الحكومة أن تسرع بتنفيذ خطوات الاصلاح وبأسرع مايمكن قبل فوات الأوان

المتابع للأحداث الجارية في العراق منذ سقوط الصنم في سنة 2003 ولحد يومنا هذا، يلمس أن الوضع السياسي والأمني متعثران، ويلمس فيهما من التعثر مالايكاد أن يصدقه العقل ويقبله الضمير ويستسيغه المنطق إذ لايوجد بلد في العالم كله وعلى مدى التاريخ، أن أبنائه المؤتمنين يسرقون ثرواته ويسرفون بخيراته على هذا النحو المروع والمجافي لنواميس الغيرة والشرف والأخلاق.
ولو نقف وقفة بسيطة على مجمل أكبر وأعظم ظواهر السرقات والنهب المنظم التي حدثت في الماضي والحاضر في شتى بقاع العالم وفي تاريخ العراق المعاصر، لم نجد مايشبه الظاهرة الموجودة عندنا في العراق من ناحية تبديد ثروات البلد وخيراته، ومن ناحية إستشراء ظاهرة الفساد بجميع انواعه، وكذلك سفك دماء أبنائه بظاهرة لم يكن لها مثيلا في التاريخ.
 وحالات الفساد هذه هي بمثابة ارهاب، ولكنه ارهاب مجاز مدعوم بغطاء قانوني وحصاني أحيانا، وهو أيضا بمثابة إعلان حالة حرب على الله ورسوله(ص)، وعلى الشعب، وعلى الدولة بكافة مؤسساتها بمافيها الحكومة.
والفساد بجميع انواعه هو الامتداد الطبيعي لخط الإرهاب، وأين ماينعطف خط الإرهاب ينعطف الفساد معه، والعكس أصح من ذلك.
وإذا ثبت لدينا أن الإرهاب لادين له، فهذا يعني أيضا أن الفساد لادين له بحكم الامتداد الطبيعي لكليهما مع بعض.
 ومايثبت قبول فكرة أن الإرهاب لادين له هو ابراز نشاطه في القتل والابادة الجماعية التي تتم بشكل يومي تقريبا، وخصوصا عند زيادة نشاطه في المناسبات والأماكن الدينية بما يلفت النظر والانتباه، وفي القتل الجماعي والعشوائي -كما حدث في شهر رمضان المبارك شهر الله، وغرة شوال جعلها الله للمسلمين عيدا في ارجاء المعمورة كافة، وللرسول (ص) عزا وشرفا ومزيدا- بتنفيذ عمليات اجرامية إرهابية مركزة عبثت بدماء العراقيين في هاتين المناسبتين الكريمتين إذ بلغ عدد ضحايا التفجيرات والأعمال الاجرامية فيهما كإبادة جماعية إلى ما لا يزيد عن 3000 ضحية مابين شهيد وجريح من مختلف الاعمار والأجناس والأديان، أليست هذه بمثابة حرب على الله وعلى رسول الله (ص)؟
“هم العدو فأحذروهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون”!!
وجعلوا من الشهر المبارك مناسبة لاشاعة الفوضى والدمار والرعب وتعميم القتل والابادة الجماعية والفناء والموت، بدلا من أن يكون شهرا للعبادة وللرحمة والمغفرة والتسامح والتزاور والسلام وتجديد العهد مع الله ورسوله (ص) بانتهاج شريعته على المحجة البيضاء التي جاء بها الرسول الإكرم (ص)، أملا منهم في اذكاء حربا طائفية بين السنة والشيعة وبين جميع المكونات العراقية، أو اسقاط البرنامج الحكومي والعبث بمقدرات البلاد لصالح تنظيم القاعدة وحلفائها في العراق وسوريا، ولكن هيهات هيهات، فلو ترك القطا ليلا لنام فلا الحكومة الصفوية تسقط، ولا الدولة العراقية الكافرة تنهار، ولا يأتي اليوم الذي ينتصر فيه الاعراب والسلاجقة على المؤمنين أبدا أبدا، وكان حقا علينا نصر المؤمنين عهدا معهود.
ونقولها بكل ماأوتوا المؤمنون من قوة في الإيمان والأعتقاد، بأن كل القوى الإستكبارية في العالم والمنطقة وبكل ماأوتوا من قوة لدعم القاعدة وحلفائها، وكل ماقاموا به من تخطيط واعلام، وتنفيذ عمليات اجرامية، وتمويل جرائم حرب الابادة الجماعية في العراق بالعدد والعدة، ومن حاضنات الإرهاب واستأجارها في الداخل العراقي، وماقاموا به من إستبداع في استفحال حالات الفساد!.
 ماجرى على العراقيين في شهر رمضان وعيد الفطر المبارك من سفك دماء وتقتيل وجرائم ابادة جماعية ستبقى مكتوبة في ذاكرة العراق والعراقيين ولاتنسى ابدا مهما طال الزمن، ونقول لكل من وقف حولهم وتورط معهم، نقول لهم انكم كفرة فجرة وخارجون عن الملة والإسلام، والانسانية بجميع أنماطها، وخارجون عن جميع القوانين الدولية والمجتمع الدولي، وخرجتم عن جميع قيم الأخلاق والشرف والضمير، وفي نهاية المطاف فأنتم أقرب قربا إلى آكلة لحوم البشر ومصاصي الدماء وأثبتم للقاصي والداني انكم احفاد الأوباش وآكلة أكباد المسلمين، وصرتم رمزا من رموز العنجهية والتخلف والسلوك الاجتماعي المشبوه والوحشية والهمجية، وياليتكم كنتم ترابا، ونقول انكم ياكلاب صدام، باعمالكم الاجرامية الشاذة هذه والغبية لن تثنوا من عزم العراقيين ومعنوياتهم ووحدتهم قيد أنملة، والعيب ليس فيكم فحسب، إنما العيب في من لم يقتلكم مع سيدكم، تيمنا بالمثل القائل إذا قتلت الرجل فأقتل كلبه معه وأن هزيمتكم وشيكة إن شاء الله، وأن انتصار العراق والعراقيين بات في الأفق، وأن نصر الله لقريب، وسينتصر العراقيون في يوما ما بدمائهم ومظلومياتهم وبوحدتهم كانتصار الدم على السيف.
إن الزمان قد إستدار وعاد                  لم يبرح أبو لهب ولاالطلقاء
وجراح أمتي الجريحة جمة                     في كل منعطف دم ورثاء
ظمئ الورى وعلى العيون غشاوة         وعلى القلوب جهالة وعماء
 وقلنا مرارا وتكرارا أن تتبع منفذي عمليات الإرهاب والقاء القبض عليهم وزجهم في السجن، لايعني ابدا القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه ابدا، صحيح انها إجراءات ناجعة وضرورية للثأر لدماء الشهداء، وفضلا عن انها خطوة بليغة لإجهاض القاعدة وثني عزمها وكسر شوكتها، ولكن هناك عوامل مساعدة أخرى يجب معالجتها والقضاء عليها بشكل جدلي منها المخططون، وحاضنات الإرهاب، والاعلام، والدعم والتمويل المادي والمالي واللوجستي، والفساد.
وعلى الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار كل المناشدات الصادرة من المواطنين والاعلاميين والكتاب نحو الاصلاح الجدي والحقيقي، وما صدر من المرجعية الحوزوية الحكيمة هو مصداق لماآلت اليه الأمور المزرية في البلاد والتي بحاجة إلى حل حازم وجدي وحقيقي وسريع، فلقد بلغ السيل الزبى ، وأن تراعي الحكومة نزيف الدم الجاري في كل يوم، والتي ربما إن ظل الوضع الأمني المنهار على هذه الحال ربما يؤدي إلى الانهيار المفاجيء للدولة والحكومة ويعم الهرج والمرج في البلاد، وقد تؤول الأمور إلى الزوال، وينتشر الفساد بشكل لامثيل وتخرج الأمور عن السيطرة، ولئلا يفاجئنا “سيسي أو مجموعة سيسيات عراقية” بإجندات خارجية، وتقلب الأمور في العراق رأسا على عقب، لأن الديموقراطية العرجاء لم ولن يمكن باستطاعتها السيطرة على الوضع الخربان في العراق الآن، بل هي الحاضنة الأكبر والأم لاحتضان الإرهاب والفساد، وهي الوقود الذي يزيد في الوضع الحالي سوءا على سوء،وتزيد في الطين بلة، وهذا لايعني أننا ضد الديموقراطية في العراق، بل أن استحقاقاتها لم تحن بعد خصوصا مع تداعيات الوضع الحالي ذا الطابع الأمني والسياسي المتدهور، نعم إذا زالت هذه التداعيات سنكون حينذاك وقد هيئنا الأرضية المناسبة لها لتستقر في ربوعنا.

وعلى الحكومة أن تسرع بتنفيذ خطوات الاصلاح وبأسرع مايمكن قبل فوات الأوان، ومن أهمها:
*حل الحكومة والبرلمان.
*ثم يصار إلى الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال في ادارة شؤون البلاد تمهيدا لتشكيل حكومة الخلاص الوطني.
*إعلان حالة الطواريء، والعمل بالأحكام العرفية، ووقف العمل بالدستور الحالي.
 *تطهير المنظومة الأمنية وقوات الجيش والشرطة من العناصر المشبوهة والسيئة.
 *إعادة النظر في تعيينات الدرجات الخاصة وكبار الموظفين في مؤسسات الدولة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المحاصصات.
 *تشكيل لجان كفوءة للتحقيق مع المفسدين واحالتهم إلى القضاء، أو اصدار عفو عام خاص بهم شريطة إعادة المواد والأموال المسروقة إلى خزينة الدولة مقابل شمولهم بالقرار واعفائهم من العقوبة، بعد تقويم القضاء ودعم استقلاله.
 *تشكيل واستحداث مجلس الأمن الوطني العراقي الاعلى وفروعه في المحافظات لتوحيد جهود المنظومة الأمنية وتنسيق واجباتها وقد طرح هذا الموضوع بمقالات سابقة.
 
الموت أولى من ركوب العار      والعار أولى من دخول النار
فالنار حظ المنكرين الهمم       والعار حق مضيع حق الجار
لاخير في الدنيا التي اضحت     بها للإدعياء سيادة الأمصار