قبل نحو عامين او أكثر انطيت مهمة امانة بغداد الى السيدة ذكرى علوش ، في حينها كانت بغداد تغرق مع كل رشقة مطر ، واتذكر ان الشعب في حينها كان يتندر بصخرة عبوب وتصريحات المالكي التي تدافع عنه وتظهر مشاهد الماسحات و”صورني واني جاي اخدم” في مشاهد مخجلة كان الهدف منها تبرير الفساد ..!!
لم يكن أحد يريد ان تهطل الامطار ، فالغرق كان السمة الأبرز في حكومتي المالكي سوى في وقت امينها نعيم عبعوب او عبد الحسين المرشدي وكلاهما متهمين بالفساد واهدار الثروة ولديهم ملفات في النزاهة يعجز كبار القضاة عن فتحها …!!
تسلمت علوش ادارة العاصمة بعد ان اصر العبادي على اختيارها بعيدا عن المحاصصة ، لتبدأ مشوار عملها بتهديد من عناصر مليشيات كانت تعشعش وتسرق بموارد الامانة وتتحدث باسم الجهة الفلانية والعلانية ..!!
لم يكن امام علوش سوى طريقين ، العمل بدون ضجيج ، او التخلي عن المسؤولية ، ولأنها امرأة شجاعة فقد فضلت التصدي للمهمة وتقدمت بخطوات مدروسة مستمدة من الشهادات العلمية الحائزة عليها ..
وكعادت اي مسؤول جديد يأتي فانه يجابه بحيتان الفساد ومافيات السرقة لكن سيدة بغداد نجحت بتفكيك جزء من تلك المافيات و اطاحت برؤس صغيرة لتواصل عملها بكل هدوء ورصانة ..
لا اريد ان امدح السيدة ذكرى علوش اكثر ، فالشهادة الاولى هي عدم اتهامها بالفساد حتى الان ، ولم نشاهدها قد منحت مقاولة لقريب منها ولا حتى وهبت شيء لاحد الاحزاب او الجهات السياسية … استقلاليتها منحهتا حرية للعمل ..
ركزت علوش على موضوعين: توفير موارد للامانة لان التخصيصات كانت دون المستوى بعد الازمة الاقتصادية وثانيا مشاريع البنى التحتية وادامتها بكل الامكانات المتوفرة وباقل تكاليف نجحت في اعادة الحياة لعشرات المشاريع وتكللت خطواتها في مجال تحسين الخدمات لاهالي العاصمة .. و اقول تحسين وليس اتمام الخدمات لدرجة الكمال ..!!
لقد شعر المواطن البغدادي اليوم وللمرة الاولى بانه غير مهدد بالغرق مع الكميات الكبيرة من الامطار التي هطلت على مدار يومين ..
وشاهدنا حركة مستمرة من كوادر و ملاكات الامانة في مشهد يستحق ان يرفع له القبعة حيث كانت علوش ترتدي الزي المطري وتتنقل بين دوائر وبلديات الامانة حتى منتصف الليل وهي تشحن الهمم وتوجه …
نعم لقد كان اختيار علوش واحدة من الخطوات الايجابية في الحكومة السابقة بعيدا عن نهيق (العباعيب) و فسادهم فان بغداد اليوم او تحديدا خدمات الامانة افضل بكثير من سابقاتها ..