23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

علواااان ..صبيحة العيد !!

علواااان ..صبيحة العيد !!

خرج علوان العراقي صبيحة العيد الذي جاء وللمرة الأولى  ومنذ عقود مشتركا حيث شوهد الهلال – بقدرة قادر – في ذات السماء  الواحدة وما كان يرى إلا في اليوم الثاني  وأحيانا في الثالث لعل لـ – زيارة عرفة علاقة بالموضوع –  خرج علوان في عراق النفط  مفلسا إلا من مدخرات قليلة كان قد احتفظ بها  لمفاجآت العيد  بعد  ان قررت دائرته الحكومية صرف المرتبات بعد العيد كعادتها حرصا منها على  كسر ظهره وإثارة سخطه ورفع مستوى كآبته وتدفق الأدرينالين في دمه ،  خرج ليحتفل بالعيد – قابل وحد عن العالم – وليؤدي المراسم الصباحية ، أولا صلاة العيد التي سبقتها تلاوة شدد خلالها القارئ بصوته الأجش وهو نصف نائم على آيات العذاب من دون آيات الرحمة  بـنغمات  (الصبا، النوى، العجم، البيات، السيكا، الحجاز، الرست) – يمعود تره اليوم عيد سعيد ، شوية بشارات ، شوية رحمات، شوية امل وتفاؤل ، شوية مو هاويه – ثم صلاة العيد بتكبيراتها السبع في الركعة الأولى ، والخمس في الركعة الثانية عدا تكبيرة الأحرام ، استمع بعدها علوان الى خطبة – مكتوبة في ورقة A4 تليت عليه مع كم من الأخطاء النحوية واللغوية والبلاغية التي لا تحصى ، رفع منصوب ونصب مرفوع ، جر مفتوح وفتح مجرور ، فأخذ يتصبب عرقا وهو المصحح اللغوي في عدد من الصحف المحلية ، لا يدري اين ذهب شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك والأجرومية وقطر الندى التي كان يحفظها  الخطيب أيام الخير عن ظهر قلب ، اضافة الى سوق عدد من الأحاديث الضعيفة واحيانا الموضوعة على حساب الصحيحة منها و التي لا يأتي على ذكرها إلا لماما وعددها في الصحيحين من دون المكرر ( 2507 ) أحاديث صحيحة ، باستثناء ما تفرد به كل منهما ، كما حرص الخطيب على الإطالة برغم انه – معتاد على خبز  خطبة الجمعة بقية ايام السنة بعشر دقائق فقط لا غير حتى ان معظم المصلين لا ينالون شرف أدائها لسرعتها الصاروخية أحيانا – .بعد الصلاة بحث علوان عن صديقه ، زاهر ، فقيل له ” زاهر هاجر الى غير رجعة ” ، بحث عن حسن ” حسن سافر ” ، عن يونس ” يونس مات ” ، عن سعد ” سعد بالسجن  ” ، عن منذر ” منذر بالمستشفى ” ، عن خليل ” خليل نازح بالمخيمات ” ، عن رافد ” ليش ما تدري ، مو رافد اغتالوه اول العام بمسدس كاتم !!” عن بسام ” يابسام ..ابو تماضر ؟! ” نعم  ، أطمئن ” بس عبوة لاصقة وضعها مجهولون اسفل سيارة الأجرة التي يعمل عليها سائقا ولكنه نجا بأعجوبة بس رجليه اثنينهن  طارن .. مو مشكلة اكو عكازات أبطية او مرفقية !!!  …ناهض ؟  ناهض بالمقبرة !! ماذا يصنع هناك صبيحة العيد ؟  اشترى ملابس جديدة لنجله الذي قضى بانفجار المنصور لوضعها على شاهد قبره كما يفعل صبيحة كل عيد منذ خمسة اعوام !! .
كلي العفووو منو جنابك ماتشرفنه بمعرفتك ” ههههه اني المخبر السر سري، جاي اصلي وياكم حتى احافظ على النظام وسلامة المصلين واسجل بدربي بالموبايل للخطيب ، واصور بكاميرا  الآيفون 6 المصلين ، اخاف زايد ناقص ، قارش وارش ، حتى نتخذ مايلزم حفاظا على سلامتكم صدقني وارجوك لا تفهمني غلط ، هذا  اجراء روتيني نمارسه منذ عام 1979 وحتى الان حذو النعل بالنعل ..احنه نفسنه ماتغيرنه ولا انفصلنه ولاتقاعدنه ولاانشملنه بالأجتثاث ، فقط كنا نسرق احذية المصلين سابقا الان لانفعل ، نسرق أشياء أخف وزنا وأغلى ثمنا   بعدين  اكلك عليهه !!!” .
زين مو الخطبة خلصت اشعدنك واكف ؟ ” دا انتظر بقية المخبرين ، بعدهم جوة ماطلعوا ..يظاهر ديسجلون وديصورون لسه  ما خلصوا !!” .ذهب علوان الى – ابو الكاهي المعجن – ومن ثم الى ام القيمر- المكطن  – ومن ثم الى ابو البورك – المدهن – وابو  الصمون – المدخن – وعاد ليفطر مع اهله بـ 25 الف دينار بانتظار توزيع العيديات  بـ 30 الف دينار ولم يكد يبدأ حتى انطفأت الكهرباء الوطنية وانقطع ماء الأسالة وصاحت ام اولاده فورا ” ابو نشوااااااان  ، يا ابو نشوااان ! بلي ام بطرااااان  ..هذا الزبال بالباب يريد عيدية !  عيدية ؟ وجبال نفايات “كليمنجارو ” التي في الباب ، ترى ” لمن  تقرع الأجراس ” ان لم تقرع لرفعها،  صحيح ان ” الفائز لا ينال شيئا في العراق ” كما قال ارنست هيمنغواي ذات يوم قبل انتحاره،  بس تره مو هالثخن  . اودعناكم اغاتي