العلم لم ينسب ذريته لشرق أو لغرب، بل هو نتاج حاجة ورغبة إنسانية للتطور والبحث عن حلول لتذليل معوقات الحياة. علم الغرب اليوم كان نتاج علم الشرق بالأمس، لذلك علينا أن لا نقلل من قدراتنا ومكتسباتنا ونشير لكل علم أنه وليد الغرب، ونسخف ونقلل كل ما ينتمي لنا، مما يجعل العقول تهاجر لمن تجد عنده الاحتواء والتقدير وتوفير التسهيلات، ثم ينسب عطاؤه لمن كان جديرًا به، وقد مر علينا سرب من العقول المهاجرة سجلها التاريخ في حقبة من الزمن وتعالى صوت إنجازاتها ليكون لنا شرف أنها بالماضي، كانت وليدتنا وبين شوارعنا ترعرعت ومنها على سبيل المثال غادة المطيري” عالمة ومخترعة حاصلة على أرفع جوائز الإبداع العلمي لاختراعاتها العلمية، كما حصدت أكثر من ١٠ براءات اختراع، أهمها تطوير جهاز جديد “الفوتون” الذي قد يضع حداً بصورة نهائية للعمليات الجراحية، إذ يتيح للضوء دخول الجسد والوصول إلى الخلايا من دون فتح الجسم بعمليات جراحية، واستئصال الأورام السرطانية أو غيرها من الخلايا المصابة كما يقوم بحمل الدواء إلى النقطة المصابة بالالتهاب في داخل جسم الإنسان.
عمر ياغي: وهو أستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ، حصل على المركز الثاني بقائمة أشهر وأفضل كيمائيين في العالم من مؤسسة طومسون رويترز ، صنف ضمن أذكى عشرة علماء ومهندسين بأمريكا عام 2006 .
أحمد زويل: عالم كيميائي حصل على جائزة نوبل في كيمياء الفيمتو ، قام باختراع ميكروسكوب لتصوير أشعة الليزر خلال التفاعلات الكيميائية ، وهو أستاذ الكيمياء والفيزياء بمعهد كاليفورنيا للتقنية ، قام بعمل 350 بحث علمي، نُشروا في عدد من المجلات العلمية العالمية.
لذلك يجب أن نعي أن العلم لمن يحتاجه يصنع منه الازدهار، والتطور يورث ويتناسل بالاهتمام والعطاء لينتقل من جيل إلى جيل، لا يقف في زمن ويتجمد عنده ونقف حدادًا عليه، نتذكر تاريخه وأمجاده، ذلك لا يعيده للحياة ولا يجعلنا نتحسس أثره، علينا أن نحيي ابن سينا والرازي والفراهيدي لكن بشخصيات من حاضرنا، أن نوفر لهم الدعم والثقة والاحتضان، أن نرعاهم لا بمجرد التصفيق بل بتوفير سبل النجاح والإنجاز.