اسمي سوسنة . ويناديني ابي يا كل الورود لذا اجد اني لست جميلة فحسب بل انا عطرة ايضا فهو يقول لي دائما ستظلين مدللتي واميرة الاطفال وويل لأي كان لو فكر مجرد تفكير في ان يلحق بك الاذى …
علمني الانا … ابي
انا اكبر الاطفال صبية وبنات وكلهم يحوطهم بالحب والحنان لكنه دائما يهمس في اذني …يا كل الورود …ستظلين مدللتي.
لهذا تعودت ان اجادل في الحق والباطل وان اثير الضوضاء وافعل ما اريد في البيت وحين تطلب الي َّ امي ان انتهي عن هذا اقول لها انا كل الورود افعل ما اشاء
تقول لي …
كل الورود كل العطور الطيبة فلماذا تقومين بهذه الافعال الغير طيبة…؟ ا
اصرخ محتجة على كلامها ومذكرة اياها
(انا خط أحمر) هذه عبارة ابي
واهز رأسي باعتزاز متسائلة:
هل نسيت هذه عبارة ابي… اني سأخبر ابي انك تؤذيني ..
امي لا ترد عليَّ بكلمة لكنها تبتسم لي ابتسامة طيبة وتضيف :
اخشى ان يضيع مستقبلك بهذا الخط الاحمر وطريقة تربية ابيك …
امي احبها كثيرا وان كانت ترصدني في اغلب الامور وتنهاني عن بعض ما اريد لذا انا احبها اجل احبها لكني اشعر ان ابي يغمرني بحبه ويجعلني اشعر بأني حرة افعل ما اريد. …
اسمع كلمات امي تعاتبه وتخبره ان التربية الحسنة تتطلب ان لا نتغاضى عن اخطاء ابنائنا فيغضب منها ويهاجمها بعنف قائلا والشرر يتطاير من عينيه :
(اولادي خط أحمر)
تكظم امي غيضها وتهتف بصوت هادئ كنسمات الصبح حين تداعب اغصان الشجر:
انهم اولادي …انا امهم …
تواصل الحديث لتخبره:
الا تعلم أن ادارة المدرسة اخبرتني أن سوسنة مشاكسة وانهم سيوجهون لها انذارا في حال استمرت على سلوكها .
ما ان اتمت امي عبارتها حتى صرخ فيها بغضب قائلا:
ناوليني مفتاح السيارة .
سألته امي :
الى اين….؟
سأذهب الى ادارة المدرسة وسأكلمهم وسأوقفهم عند حدودهم.
الحق اقول لكم اني شعرت بشيء من الخوف فلا شك ان المعلمة والمعاونة والمديرة سيخبرونه بتصرفاتي التي قمت بها وهي كثيرة منها انني انظر الى التلاميذ الاخرين نظرة تعال كوني سوسنة وكوني كل الورود اما هم ف ,مي .أحمد, جهاد ,نورس. اماني ,اساور ,منهل .وكلها اسماء لمسمى واحد وليس مثلي فأنا (كل الورود ).
وايضا حين شعرت بأن التلميذ جود الذي يقتعد الطاولة التي تلي طاولتي بأنه قد اتي حركة ما ادت الى ان تمر اطراف اصابعه على طرف مريلتي المدرسية صرخت فيه ورميته بكلمات جارحة جعلته يغضب ويحاول الاعتداء عليَّ بالضرب لكنه احجم عن ذلك عند دخول المعلمة ولكني لم اترك الامر ولم انسه فقد بادرت الى اخبار ابي الذي كان ينتظرني بمركبته عند نهاية الدوام المدرسي فنادى عليه بغضب مما جعله يهرب خائفا وفي اليوم التالي جاءت امه الى ادارة المدرسة وروت الحادثة متهمة ابي بالتعرض لابنها جود مما دفع ادارة المدرسة الى ان تطلبني للمثول امامها وهناك اخبرتهم بأن جود هو الذي بدأ الاعتداء الا ان جود اخبرهم بأنه لم يكن يقصد ذلك ولكنه كان يبحث عن قلمه الذي سقط اسفل الطاولة .
في اللحظات التي امضيتها وانا اشرح للمديرة الامر سمعت معاونة المدرسة تخبر ام التلميذ جود بأن ابي حريص عليَّ اشد الحرص وهي تعتبر ذلك حالة تكاد تكون مرضية وسوف تطلب مقابلته لتخفيف ذلك الغلو في الحرص لأنه يشكل خطرا علىَّ وعلى مستقبلي وراحت تسرد عليها حادثة اخرى وقعت وهي ان معلمة مادة اللغة العربية فرضت على التلاميذ واجبا بيتيا لم اوده انا لذا فرضت عليَّ كتابة الواجب مرتين وهو اسلوب تربوي صحيح على ان ذلك لم يرض الاب فما كان منه الا ان جاء الى المدرسة وتحدث الى المعلمة بغضب وردد العبارة(سوسنة خط أحمر) ….!!!!
واذكر حين ابلغ بضرورة المقابلة وكانت امي تحدثه بهدوء وتطلب اليه عدم الانفعال لأن ذلك يؤثر على سلوك الاطفال ويضيع مستقبلهم رد عليها بنفس نبرة الغضب قائلا:
انني اتبع الاسلوب الصحيح وانك مخطئة بنظرتك لهذا الامر .
وخرج من البيت غاضبا .
…………………..
رن جرس الهاتف فقامت امي بالرد وسمعتها تضحك ضحكتها الهادئة بينما كانت المتصلة وهي مديرة المدرسة تسمعها الكلمات الطيبة طالبة اليها ان تقوم هي بمراجعة الادارة والتحدث معهم بما يضمن لي السلوك الصحيح ويحقق هدف المدرسة فرسالة المدرسة وهدفها الاسمى هو التربية والتعليم ولا تقتصر على التعليم فقط .
قالت امي سأفعل وهذا هو الذي قامت به وبمعاونة الادارة تحققت الاحلام….
إذ توضحت لي الصورة الحقيقة لذاتي التي اوشكت ان تتحطم بالأنانية المفرطة وحب الانا لان ابي دللني واسماني كل الورود وساند اخطائي وجعلها صوابا ودافع عنها ليس لأنها ليست اخطاء بل لأنها صدرت عني انا ابنته ولهذا فأنا (خط أحمر ) وترددت عبارته في ذهني(اولادي خط أحمر).
اليوم ادرك جيدا ان ابي الحبيب رغم حبه العظيم لي كان مخطئا وان امي الحبيبة هي التي اخذت بأيدينا الى بناء مستقبلنا وتحقيق احلامنا وان نالها من ابي اللوم الكثير والذي تحول الى رضا وقبول بعد طول صبر لان امي كانت ذات ارادة قوية وايمان عظيم بكل ما هو خيَّر وطَّيب.