23 ديسمبر، 2024 3:04 م

علاوي يعدم المصالحة الوطنية على طريقة داعش!!

علاوي يعدم المصالحة الوطنية على طريقة داعش!!

كنت متفائلا جدا؛ وربما يشاطرني في هذا التفاؤل الكير من العراقيين حين اراد اياد علاوي بالحاح تولي ملف المصالحة الوطنية في العراق، بعد ان اصبح نائبا لرئيس الجمهورية جنبا الى جنب مع خصمه اللدود نوري المالكي وحليفه اسامة النجيفي.

 

كنا نشعر ان ملف المصالحة الوطنية سيتصدر المشهد العراقي، وسيكون عنوانا عريضا على واجهات الصحف ونشرات الاخبار، خصوصا وان الاوضاع في البلد اصبحت بأمس الحاجة الى مشروع مصالحة شامل وسريع يمكن من خلاله قطب الجرح الذي ولدته النعرات الطائفية واصبح عميقا ومؤثرا ومشوها للجسد العراقي وطبيعة مجتمعه.

انتظرنا هذا العلاوي في بداية انطلاق عمل الدولة بحلتها الجديدة وكنا نرى ان الفرصة فتحت بابها امامه، وانه تواق لتقديم شي للعراق، لاسيما وان الشعب كان يشعر انه غبن عندما اقصي من رئاسة الوزراء عام 2010.

 

لكن.. يبدو ان علاوي فقد الكثير من خصائصه (الفلزية) في صراعه  الطويل مع المالكي، لابل انه تعلم من المالكي الكثير وتتلمذ على يده، وطبق الحكمة التي تقول “قد يتعلم الرجل من خصمه مالم يتعلمه من صديقه”.

 

عام كامل مضى على تولي السيد علاوي منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية، ولان العراق بحاجة الى مصالحة سريعة وشاملة خصوصا بعد ان خلط احتلال داعش ومن قبله المليشيات وبعض الساسة الطائفيون الاوراق، فما الذي قدمه علاوي خلال سنة كاملة لملف المصالحة؟.

 

على ما اعتقد ان النتائج مريبة ومخيفة وغير معقولة، فعلاوي وعلى مدار هذه السنة لم يتحرك خطوة واحدة على صعيد المصالحة الوطنية، ولم يعقد اي مؤتمر او ندوة او جلسة او اجتماع مصغر او حتى لقاءات فردية تخص هذا الموضوع، على الرغم من ان الدولة قد خصصت مبالغ طائلة اسندتها لعلاوي من اجل الاسراع بتحقيق تقدم في هذا الملف، فهل يعقل هذا؟

 

لكن بعد مراجعة سريعة لسياسة علاوي خلال المرحلة الجديدة، وتحركاته وطريقة ادائة ثبتت نظرية تأثره بالمالكي وبسياسته الطائفية، فهو يعلم ان المناصب والتخصيصات في العراق اصبحت ضمن مبدأ المحاصصة، لذا اتجه نحو التشدد والخندق الطائفي ليكسب مثل اقرانه الطائفيين، لكن نحو اي طائفة مال علاوي؟

 

لقد عقد هذا الرجل تحالفا سنيا  متشدد مع اسامة النجيفي وصالح المطلك، ليكونوا طرفا سنيا يحق له نيل مكاسب المكون السني، ولكي يضمن هذا التحالف تحقيق مآربه، عليه ان يقتل كل فرصة نحو الاعتدال، واولى هذه الفرص هي المصالحة الوطنية ومحاربة المعتدلين والوسطيين من كلا الطرفين  السني والشيعي.

 

وبهذا تظهر ملامح اتفاقات جديدة تحمل شعار “الى مزيد من التشدد الطائفي” يقوده علاوي والنجيفي والمطلك من جهة، والمالكي ومن معه من جهة اخرى، يعمل على تعطيل المصالحة وهذه المهمة موكلة لعلاوي، وخلق احتقان طائفي بين الحشد الشعبي والوطني والجيش وابناء العشائر وهذه يقودها اسامة النجيفي والمطلك،

 

اما محاربة وتعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب فهي من مهام السيد المالكي..ولا تستغربوا ان يجتمع خصوم الامس على مصالح اليوم..

لذلك على الساسة المعتدلين من الظرفين ان يحاربوا هذا التوجه بقوة، وان يفرضوا مشروع المصالحة الوطنية بعد سحبه من علاوي، كون ان هذا المشروع هو آخر فرص اللحمة الوطنية في العراق.