23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

علاوي يدفع فاتورة المنصب

علاوي يدفع فاتورة المنصب

منذ أن دخل الدكتور أياد علاوي المعترك السياسي، وهو منحاز بقلبه ولسانه وعقله وروحه الى المعسكر الخليجي لاسيما المملكة السعودية. وحين يتحدث أبو حمزة عن السعودية، تشعر وكأن الرجل دُفن (سره) في الدمَّام، أو الرياض. أما حين يتحدث عن خادم الحرمين الشريفين، فكأنك أمام نزار قباني متغزلاً بحبيبة روحه بلقيس! فالرجل هائم بحب السعودية، ومتيم بنظامها (الديمقراطي) جداً. إذ ما من مرة أستمع فيها له، إلاَّ وأشعر (بسعوديته) من الوهلة الأولى .. فهوعلى سبيل المثال وليس الحصر، يمتدح السعودية، والسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، حتى لوكان الحديث يدور في شؤون صناعة الطرشي في الصين الشعبية.. كما أنه يتفنن في الحديث عن (العقلانية) السعودية الرشيدة (أشگد أكره الرشيد والرشيدة)، حتى لو سأله المذيع عن رأيه بمستوى كرة القدم في قضاءعفچ !!
أما عن دور الحكمة السعودية في (إطفاء) نيران الحروب والفتن في المنطقة، فأبو(حميزة) يتحدث في هذا الموضوع بلا حرج، ولا درج، لأنه يعتبره أشبه (بعيد وجابه العباس النه)!!
هكذا هو الدكتور علاوي حين تجري الرياح بإتجاه السفن السعودية، فهو لايغير إتجاه الرياح عنها فحسب إنما يغير حتى البحر إن أرادوا.. وقديماً قال أهلنا الطيبون: (حِّب وإحچي، وإكره وإحچي ) وأياد علاوي من هذا النوع تماماً!!
ولو سألت المذيعة أبا حمزة مثلاً عن الفروقات الفنية في مساحة صوت الفنان العراقي كاظم الساهر، مقارنة بمساحة صوت الفنان السعودي محمد عبده، فستراه يجرجر لسانه، ثم يجرجرك معه بحديث قصدي واضح، يريد به الوصول الى المنطقة التي (نيشن) عليها، وحددَّها قبل دخوله الأستوديو، فيبدأ حديثه هكذا:-
(بالنسبة لصوت الأخ كاظم الساهر، فهو في الحقيقة والواقع صوت قوي وجهوري ومتشنج، لكن صوت الفنان الكبير محمد عبده صوت رقيق ومرن وجميل ومقتدر وهاديء وحكيم- ويكمل الدكتور علاوي حديثه قائلاً: (وأظن أن السبب في ذلك يعود- لطبيعة الدولة السعودية ونظامها المتزن والهاديء والحكيم.. وهذا ما يترك تأثيره المؤكد في الحياة العامة. ولما كان الفن جزءاً مهماً من الحياة، فإنه بطبيعة الحال يتأثر ويتناغم بما تتأثر وتتناغم به الحياة.. والإختلافات الجوهرية بين النظام في السعودية والنظام في العراق واضحة. فمثلاً خادم الحرمين الشريفين الذي يقود بحكمته وعقله نظام الحكم السعودي، لا يتعامل كما يتعامل المالكي، بشكل طائفي متشنج وحاد ومتحيز، وبإختصار فإن الملك عبد الله عبد العزيز (أحسن) من الأخ نوري المالكي..)!! وهنا تصحح المذيعة للدكتور علاوي فتقول له: عفواً دكتور، السيد المالكي قد غادر السلطة، وحلَّ محله السيد حيدر العبادي، وجنابك الكريم تشغل الآن منصب نائب رئيس الجمهورية؟!!
فيضحك علاوي ويقول: (يابه الرجّال العبادي هستوَّه أجه، بعدنه ما شايفيه زين، أما الأخ المالكي فولايتين أخذها فد جرَّة، وإحنه نباوع)! وعلى ذكر منصب نائب رئيس الجمهورية الذي تسلمه أياد علاوي، فأنا لي ملاحظتان عنه. الأولى أن أياد علاوي لم ينل المنصب بقدرته الإنتخابية فقط، ولا بإستحقاق ديمقراطي مثل غيره، إنما حصل عليه من سوق النخاسة السياسي العربي والإقليمي والعالمي.. بمعنى أنه سينال هذا المنصب حتى لو كان قد حصل فقط على صوته وصوت ميسون الدملوجي. وبمعنى أدق فإن الرجل قبض (أجرته) الإستحقاقية من السعودية التي خدمها زماناً طويلاً. وأقسم بالله العظيم لو كنت في مكان السعودية لأعطيت علاوي منصب ولاية المدينة والحجاز معاً، وليس منصب نائب رئيس الجمهورية في العراق فقط.. لأن الرجل (طبگ حسه من العياط)، ومن الدفاع عن (الحريات الديمقراطية) في المملكة، كما أنه والحق يقال (طاحت وذرة لسانه) من التغزل بمفاتن وجمال الحكم السعودي. أما الملاحظة الثانية فإنها تتعلق بتقييم علاوي المتدني لمنصب نائب رئيس الجمهورية، فهو يريد موقع الرأس فقط. وأجزم أنه لم يكن سيرضى بهذا المنصب، لو لم يكن المالكي فيه، يعني أن علاوي يريد راسه ويه راس المالكي!!
وزبدة القول أن علاوي الذي ظهر أمس في لقاء تلفزيوني على الفضائية العربية (السعودية) تحدث براحته كما يقولون.. وبالمثل الشعبي: ( لعب جولة والبيت أظلم) .. ومع هذا اللعب الخشن، فأنا لم أكن متفاجأ قط، ولم أستفز من فخفخته، وغروره قط وابو القط، لكني غضبت فقط، حتى كدت (أرگع التلفزيون بچلاق) بسببه، حين طالب بتدخل قوات عربية لحل الأزمة في العراق، ولم يوضح هذه الأزمة.. أهي مثلاً أزمة احتلال داعش، أم أزمة أصدقائه من عملاء داعش، الذين باعوا الموصل وهربوا الى اربيل، أم هي أزمة فساد الأخلاق، وضياع الهوية الوطنية .. والعمالة للأجنبي.. وحقيقة لا اعرف سر هذه الدعوة المشبوهة للقوات العربية، إلا وأنها عارٌ ما بعده عارُ .. !! فإذا كانت دعوة علاوي لأنقاذ العراق من خنازير داعش، فلا يسعني هنا إلاَّ أن أقول له: ما عاش لسانك ولا نطق الى الأبد يادكتور، ولا أقول كلاماً آخراً.. إذ كيف يجرؤ هذا الرجل على إستدعاء مخصِّيي السعودية، وخرفان الخليج، الذين يحملون ظلماً اسم درع الجزيرة، ولديه هذا الجيش الباسل، ومعه كل فرسان الحق من المجاهدين، وابطال الحشد الشعبي الذين أبكوا داعش في أكثر من معركة، وأكثر من ميدان.. ألم يستح الدكتور، وهو نائب لرئيس الجمهورية من هذه الدعوة المشبوهة، والمدفوعة الثمن.. كيف يستنجد بالطراطير وفي بلده ( ولد الملحة) البواسل ؟؟
ختاماً أقول لعلاوي ناصحاً: إستقل من منصب نائب رئيس الجمهورية العراق إن كنت لاتعترف بجيش العراق، وبمجاهدي العراق يادكتور. نعم إستقل، لأنك ستظل مطالباً بدفع فاتورة المنصب الذي تسلمته، كلما ظهرت في قناة فضائية عربية.. كما ستظل تتغزل بالسعودية، وبملكها حتى تصبح شاعراً غزلياً ينافس شاعرالغزل عمر بن ربيعة! ..